مأرب قبلة الناظرين للمشهد السياسي والعسكري اليمني منذ اكثر من عدة سنوات حملت هذه المدينة العريقة على كاهلها الاحمال الثقيلة هذه المدينة التي يعود تاريخها لأكثر من عدة ألف عام هذه المدينة التي صارت رمز مختلف في تفسيره وتشبيهه لكل الاطراف في الصراع المحتدم في اليمن نزح اليها مئات الألاف من مناطق مختلفه من شمال ووسط اليمن صارت مقر مؤقت وشبه عاصمة مؤقتة للحكومة والكثير من أجهزة الدولة بعد سيطرت قوات الانتقالي الجنوبي على العاصمة الحبيبة عدن لاعجب او غرابة ان تشير جميع ابر البوصلات ناحيتها فهي تشكل صمام أمان حكومة الشرعيه لقواتهم وعتادهم وتشكل نقطة فاصلة في الطبوغرافيا العسكرية وبوابة نحو المناطق الشرقية والجنوبية وماتمثله من زخم مادي لاحتوائها على المنشئات النفطية التي تتحكم وتحتكر السوق الداخلي بكامله من مشتقاته وتشكل هذه المحافظة الرافد الرئيسي لخزانة الدولة من العملة الصعبة وما تمثله من ارث حضاري للكثير من القبائل اليمنية….
وتمثل لقوات المجلس السياسي عنق الزجاجه للخروج من الأزمة السياسية والإقتصادية التي تعصف بالبلاد والتي يعاني منها الكثير من افراد وشرائح الشعب اليمني بل وانهائها واعلان النصر بل انهيار قوات التحالف ونهاية لعاصفة الحزم…
فباقي المحافظات لن تكون إلا تحصيل حاصل إذا تم اجتياح هذه المدينة وسقوطها امام قوات المجلس السياسي لذا فما تشهده هذه المدينة وماجاورها من حروب ومعارك طاحنة وصلت لدق العظم واستنزاف شديد للقوة البشرية وعشرات الشهداء والجرحى يتساقطون يوميًا كأوراق الخريف من كلا طرفي الصراع يؤكد على اهميتها تكتيكيًا من الناحية الإستراتيجية العسكرية والإقتصادية …
تبقى هي المدينة الفاصلة والحلقة الأقوى التي أبقت معادلة الصراع مستمرة إلى الآن وخلقت توازن على الساحة اليمنية مآرب من انزل الله عز وجل فيها قوله، بلدة طيبة ورب غفور، كما يحدث في الحروب القديمه والحروب الحديثه فرمزية المدينة هو مايعطيها قوتها وصمودها وذلك الألق والأهمية على الصعيد العسكري من خلال محاولات السيطرة عليها في محاولة لأنهاء الحرب في فترة زمنية اقل وسريعة فكما ظلت صنعاء العصية صامدة بأبنائها وساكنيها، ومن هبوا للدفاع عنها أمام كل تلك الهجمات والحصار الذي ضرب عليها كإحاطة السوار بالمعصم….
من خلال قراءة الاحداث رغم التضحيات التي بذلت من كل اطراف الصراع فقد ظلت صنعاء صامدة وعصية ومأرب مضى بها رجالها ومن نزح إليها إلى ذلك الموقف من الصمود والتضحيات الغالية والنفيسة عليهم لأجل مايؤمنون به من مثل وقيم ثقافية ووطنية نتيجة هذا الصراع الكارثي والأهلي.
لايمكن أن ينتج عنه بسهوله سلام مبدئي في ظل لعب الدول الكبرى على مصالحها داخل بلدان العالم الثالث وعدم تغليب أطراف الصراع لصوت العقل وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة…
ولتجنيب المدينة وأفرادها و القوات المهاجمة القتل والتدمير وتدمير ماتم انجازه دعوة للأطراف المتصارعة لسماع صوت العقل والحكمة وإنهاء القتال والبدء في مباحثات بنائة وصادقة مع النفس والضمير ودعوة لباقي القوى والاطراف والاجنحه لحوار وطني ثاني وشامل ومن سنقاتل بهم سنصوت بهم في الاقتراعات الانتخابية المقبلة، في محاوله جديدة للإستكانة والبدء في العمل على مشروعات البناء والتطوير والتنمية الوطني…والتنافس على العمل والانجاز وترك القتال والاقتتال جانبًا….