الخوري لـ”نداء الوطن”: استراتيجية رابح-رابح تحكم العلاقات العربية الصينية وهي جوهر قمم الرياض الثلاثة
رأى نائب رئيس الجمعية العربية الصينية التعاون والتنمية د. بيار الخوري أن العلاقات بين دول الخليج العربي والصين، ليست حديثة، حيث الشراكات الاقتصادية الكبرى بينهما تجاوزت عقداً من الزمن إذ ساعد تطوير الصين لمبادرة الحزام والطريق الدول عامة والخليجية خاصة، إلى تلمس موقعها في هذه الاستراتيجية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الكبرى وهذا ما ظهر بشكل واضح من خلال ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية والعلاقات التجارية بين الدول الخليجية والصين. ولعل المشاركة الكبيرة للصين في معرض إكسبو دبي 2020 خير دليل على ذلك.
ما يحدث اليوم في المملكة العربية السعودية من قمم سعودية صينية، وخليجية صينية وعربية صينية يتوافق بنظر الخوري مع الرؤى الخليجية والصينية مع المحافظة على الموقع الاستراتيجي في السياق العالمي لكل طرف من الأطراف.
الصين، خلافاً لبقية الدول الكبرى تبني علاقاتها مع الدول على التبادل الثقافي أولاً، وتعطيه الأولوية على بقية أنواع العلاقات يليه التبادل التجاري، وأخيراً التوافق السياسي الأمر الذي يؤدي الى جمع الصينيين بعلاقات اقتصادية وطيدة مع دول ليست معهم في خندق التموضع السياسي بالضرورة.
تهدف القمم الى الخروج من عبادة التبعية وتنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية فبين إستراتيجية الحزام والطريق الصينية، ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 تبرز فرض هائلة للتعاون وتؤسس لتعميق الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري، من دون ان يعني ذلك تغيراً في الاستراتيجية الخاصة لكن بلد بحسب الخوري، خصوصا مع ما تتعرض له المملكة من ضغوط غربية في ما خص سياستها النفطية المتماهية مع موقف أوبك بلاس ومحاولة الولايات المتحدة الأميركية التخفيف من الاعتماد على موارد الطاقة الخليجية.
ان الانفتاح العربي والخليجي عامة والسعودي خاصة على الصين يقوم على رؤى اقتصادية وتنموية متقارية تهدف الى تحقيق الاكتفاء الذاتي .
أمر آخر يجمع الصين والسعودية من وجهة نظر الخوري ويتمثل في الثورة الاقتصادية والثقافية التي حققها البلدان خلال الأعوام الأربعين الماضية والتي بدأت تتبلور قرارات واعية وعصرية للنخب القيادية الشابة في البلدين فلا يوجد في بنية العلاقات الاقتصادية، رغم ضخامتها، أي نوع من أنواع التبعية فهي علاقات لها ابعاد مستقبلية عميقة جداً قائمة على المصلحة المشتركة.
وبرأي الخوري فإن تنويع العلاقات الدولية للمملكة العربية السعودية يعتبر أمراً لافتاً، فهي إذ تؤكد توافقها مع المحور الغربي تمتلك الجرأة لعدم تجاهل مصالحها، وعليه تعمل السعودية كأي دولة قوية حديثة تعرف حدود علاقاتها بالدول، وتعرف ما يجب على هذه الدول أن تقدم لها في المقابل الأمر الذي يعتبر أساساً لاستراتيجية رابح رابح التي يطرحها الصينيون في التنمية الاقتصادية الدولية.
اقرأ أيضًا: