الاحدثالملف العربي الصيني

خمسون لبنان والصين “الجزء التاسع والأربعون” : عشرون عامًا في الصين | بقلم مازن حديب

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

إن من دواعي سروري ان يطلب مني كتابة مقالة عن تجربتي التي امضيت زهاء عشرين عاما فيها وما زلت في بلدي الثاني الصين وبلد اطفالي، لا يخفى على احد مدى التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير والسريع التي حققته في السنوات الاخيرة تقدما لم يشهده اي بلد وكل هذا لا يمكن ان يتحقق لولا وجود قيادة حكيمة توجه وتدعم للوصول الى هذا المستوى الهائل لكي تتربع على عرش العالم بكمية الابحاث وبراءات الاختراع ونوعيتها والانجازات العلمية كافة ابتداء من علوم الارض حتى علوم الفضاء وانشاء اهم محطة فضائية بعدما كانت حصرا على الولايات المتحدة الأمريكية وها هو التنين الصيني اصبح ندا لا يستهان به في اي محفل من محافل الدول، ولا ننسى مع كل هذا التقدم ان الصين تتمتع باعلى درجات الامن والامان وذلك لان طبيعة اهلها المسالمين والودوديين الذين يتمتعون باخلاق حميدة.

وكذلك يتمتع الشعب الصيني بوطنية وتماسك عند الشدائد والمحن وهذا ما لمسناه عند حدوث الزلزال الكبير عام ٢٠٠٨ في وين تشوان في مقاطعة سيتشوان كيف هبوا جميعا لمواجهة تداعيات هذه الكارثة تبين مدى تماسك وتأثر هذا الشعب العريق من تبرعات والتطوع ولقد لمسنا الكلمات الصادقة والمشاعر الجياشة التي تدل عن وعي وطني قلّ نظيره وكذلك العمل الجماعي والوعي للقضاء على وباء كورونا الذي انتشر في العالم واصبحت الصين من آمن الدول وقاية من هذا الوباء.

ان العلاقة اللبنانية الصينية التي نحتفل هذا العام بذكراها الخمسين هي علاقة انسانية قبل ان تكون دبلوماسية فضمن الامثلة الماثلة امامنا الدكتور جورج حاتم 马海德 ما هو الا نموذج انساني بحت فكان عنوان للتضحية فلم يبرح ساحات القتال المصيرية ومشاركته للزعيم المؤسس لدولة الصين الحديثة التي حاربت المحتل كذلك القضاء على الفساد والعادات السيئة من افيون وغيرها الذي ما فتئ المحتل على نشر هذه السموم بين المجتمع الصيني التقليدي.

وبالعودة الى وجودنا كرجال اعمال في هذا البلد العظيم المترامي الاطراف نجد ان من اهم ميزة تخصص المدن بانتاجية معينة مما يسهل الامر على الكثير من التجار ولا ننسى انهم يولون الاهتمام الاكبر باقامة المعارض الدولية وافساح المجال امام الاجانب لايجاد السلع المناسبة باسهل الطرق كذلك العمل على تشجيع رجال الاعمال الاجانب الموجودين في الصين وانشاء المؤتمرات واللقاءات الدورية لاطلاعهم على كل جديد في الشأن الاقتصادي والتجاري وتنظيم الرحلات لتعريفهم على اماكن جديدة وخلق فرص جديدة والعمل على تنمية المدن عملا بخطة القضاء على الفقر التي قطعت الصين بها مراحل متقدمة في هذا المجال واما من ناحية اخرى انشاء الاسواق المتخصصة والضخمة للمنتجات كافة مما يسهل ايجاد كميات مختلفة في حاوية واحدة كذلك وجود شبكة موصلات متطورة جدا مما يساعد على تنقل الافراد والسلع بأهون الطرق .

وفي الاخير نتمنى لبلدنا الحبيب لبنان التعاون الجدي في مختلف المجالات لكي تتفتح امامنا آفاقاً جديدة مما يساعد على تطور وانماء وطننا الغالي والاستفادة من تجربة الصين العظيمة.


لمتابعة باقي أجزاء السلسلة : اضغط هنا

مازن حديب، عضو جمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية

مازن حديب ماجستير علوم الكمبيوتر والشبكات من جامعة هونان مقيم اقامة دائمة في الصين مدير معامل شركة جون اي كو غوانغجو Guangzhou عضو جمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى