الاحدثالملف العربي الصيني

خمسون لبنان والصين “الجزء السادس والأربعون” : فرص اقتصادية عديدة للبنان في الصين | كتب جوزيف طنوس

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

تحتل الصين مركز ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، وهي حالياً أكبر مصدر في العالم وثاني أكبر مستورد. إذاً من البديهي لكل بلد يرغب في زيادة صادراته أن يسوق نفسه ومنتجاته في الصين نظراً لحجم السوق وللكميات الهائلة من البضائع والمنتجات التي تستوردها الصين.

الفرص الاقتصادية التي يمكن للبنان الاستفادة منها في الصين عديدة جداً، منها تمويل المشاريع، جذب الاستثمارات، زيادة التبادل التجاري من خلال زيادة الصادرات إلى الصين واستقطاب السائحين. لكن للأسواق الصينية خصوصياتها وتميزها عن بقية الأسواق ، وتوجد صعوبات تواجه دخول المنتجات الأجنبية بالإجمال ، أبرزها التعريفات الجمركية العالية والتي تتراوح بين 13 % والـ 109 %، والإجراءات الإدارية والجمركية العديدة، وايجاد قنوات مناسبة لتوزيع المنتجات الأجنبية في الصين.

في هذا الاطار ، تعمل سفارة لبنان في الصين على الترويج للمنتجات اللبنانية من خلال خطوات عديدة أبرزها ، وللمرة الاولى ، مثلا المشاركة في مسابقة زيت الزيتون الدولية الصينية China International Olive Oil Competition وهيأكبر وأقدم مسابقة زيت زيتون يتم تنظيمها في الصين. وتمثل لبنان في هذا الحدث من خلال اثنين من منتجي زيت الزيتون اللبناني (Darmmess Olive Oil و Genco Olive Oil).

كما نظمت سفارة لبنانندوة تذوق للنبيذ لبناني في بكين : بعد التنسيق مع اتحاد مصنعي النبيذ في لبنان، تم استقدام عينات من سبعة منتجي نبيذ في لبنان منالمهتمين بالسوق الصيني (KAChâteau و Adyar و Château Khoury و Ixsir و Karam Wines و Domaine Wardy و Ksarsa) ، وتم التوافق مع شركة bettane+desseauve المرموقة عالمياً في مجال النبيذ لتنظيم ندوة افتراضية في بكين ، شارك فيهاحوالي 20 مستوردا صينيا استطاعوا التواصل مباشرة مع مصنعي النبيذ في لبنان ، وبقوا على اتصالبهم بعد انتهاء الندوة لدراسة سبل ادخال النبيذ اللبناني الى السوق الصينية بصورة اكبر واشمل.

كما حصلت مشاركة عبر هذه السفارة في عدد من المعارض التي نظمت في الصين كالمعرض الصيني العربي حيث أقيم المعرض بشكل رقمي بسبب جائحة كورونا ، وكان للبنان جناح رقمي يروج لعدد من المنتجات اللبنانية كالشوكولا، والنبيذ، زيت الزيتون، مستحضرات تجميلية، والصابون البلدي الحرفي وغيرها.

كما أطلقت هذه السفارة جناحا وطنيا لبنانيا (National Pavilion) على الإنترنت في الصين للترويج للبنان باللغة الصينية. هذا الجناح الوطني متوافر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ويحتوي على العديد من مقاطع الفيديو والمعلومات التي تروج للسياحة والتاريخ والثقافة اللبنانية ، بالاضافة الى الترويج لمنتجات لبنانية مختلفة.

في نفس الوقت ، تعمل السفارة ، بالتعاون مع الجهات اللبنانية والصينية المختصة ، لتثبيت وجود مستدام للمنتجات اللبنانية في الصين وهي الآن ، بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة ، تعمل على مشروع إقامة متجر رقمي لبناني في الصين وأصبحت التحضيرات له في مرحلة متقدمة.هذا المتجر سيقام على منصة JD.com وهي من أكبر منصات البيع عبر الانترنت في الصين.

من خلال هذا المتجر سيتمكن المصنع اللبناني من البيع مباشرةً للمستهلك الصيني دون المرور بموزع صيني فيحافظ المصنع على نسبة أعلى من الأرباح. وكلفة إنشاء هذا المتجر الرقمي في الصين مقبولة مقارنةً بالمردود الهائل الذي يمكن أن ينتج عن التصدير إلى الصين. والبضائع التي تباع بهذه الطريقة تخضع لتعريفات جمركية مخفضة مما يزيد من تنافسيتها. تجدر الاشارة الى أن هذا المتجر الرقمي هو الأول من نوعه بين الدول من حيث الاستفادة من القانون الصيني للتجارة الإلكترونية عبر الحدود مما لذلك من أهمية ورهج إعلامي في الصين وأيضاً من حيث الميزات التنافسية للواصل الأول (first mover advantage) .

بالرغم من الصعوبات ، هناك العديد من الفرص التي يستطيع لبنان الاستفادة منها ، ونحن نتطلع للمزيد من التعاون مع الصين في الشؤون الاقتصادية وسعداء بأن نعرف المستهلك الصيني على المنتجات اللبنانية التي نفتخر بجودتها. يبقى ان يتم وضع تصور واضح مشترك بين اللبنانيين والصينيين لتحديد آليات معينة يكون للبنان فيها وضعا استثنائيا يمكنه من ولوج الاسواق الصينية بسهولة وبسلاسة اكبر.


لمتابعة باقي أجزاء السلسلة : اضغط هنا

جوزيف طنوس، الملحق الاقتصادي في سفارة لبنان في بكين

الملحق الاقتصادي في سفارة لبنان في بكين، كان السيد جوزيف طنوس التحق بالسفارة في تموز 2019 لكي يساهم في الترويج للتبادل التجاري بين الصين ولبنان كما الترويج للسياحة وجذب الاستثمارات الصينية . وهو حاصل على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة القديس يوسف في بيروت (USJ) ، وكذلك ماجستير في المالية من جامعة غرونوبل للإدارة ( Grenoble Ecole de Management)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى