الاحدثالملف العربي الصينيملفات مرجعية

خمسون لبنان والصين “الجزء الثامن والثلاثون” : “لدينا الكثير لنتعاون معا” | بقلم الأستاذ لويس لحود

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

تنظر وزارة الزراعة الى الامكانات التي يتيحها الاقتصاد الصيني كسوق واعد وسوق مهم للمنتجات الزراعية النباتية والمنتجات الحيوانية ومنتجات التصنيع الزراعي مهما كان منشؤها لكون لبنان له تاريخ وخبرة واستعتين في انتاج بضائع من المصادر الزراعية والحيوانية ذات جودة عالية واللبنانيون قادرون على تطويع منتجاتهم بما يخدم المواصفات النوعبة المطلوبة في الاسواق الخارجية كما طبيعة هذه المنتجات.

ان نجاحنا كلبنانيين في تصدير النبيذ الى الحواضر الكبرى في العالم وحصول هذا النبيذ على جوائز وميداليات استثنائية في المهرجانات الدولية المختصة، يجعلنا نتحفز ان نفتح اسواق الصين على النبيذ اللبناني لما ينطبق عليه من مواصفات عالية ومطلوبة عالميا، وهذا سيشجع زراعة الكرمة وتوسيع القاعدة الصناعية لانتاج النبيذ والكحوليات المختلفة المرتبطة به.

لدينا افاق واسعة للعمل على تصدير زيت الزيتون اللبناني ذات المواصفات العالية والقيم الغذائية الاستثنائية التي يتحها مزيج التربة والطقس والانحناءات الجغرافية في مجموعة واسعة من المناطق اللبنانية واخصها منطقة البقاع القادرة على المساهمة بافق كبير لمستقبل الزراعة في لبنان مع التوجه لجانب العرض والتصدير. زيت الزيتون يمكن ان يكون له اسواق في الصين، كون الصين سوق واسع وسوق نخبوي ونحن قادرون على تطويع انتاجنا لا فقط في النبيذ والزيت بل باكثر من مئة سلعة زراعية بشكلها الخام او المصنع.

ان اختلال في الميزان التجاري بين البلدين لصالح جمهورية الصين الشعبية، وسعي الصين الدائم خلال محادثاتنا لتشجيع اللبنانيين على الاستفادة من استراتيجية الصين للاستيراد من الاسواق يفتح لنا فرصة اكبر بأن نرسل منتجات اكثر ونخلق افاق اكبر لمستقبل اريافنا واليد العاملة اللبنانية بما يخفف من خجلرة الكفاءات والشباب والعائلات وعدم تفريغ الريف اللبناني الغني.

اما على صعيد الاكاديمي والتدريبي وتبادل الخبرات فاننا نطمح الى التبادل اكثر على مستوى التعليم الزراعي والجامعات الزراعية والاختصاصات والتعاون في عملية الاستراتيجيات الزراعية والبحث الزراعي. اللبنانيون شعب منفتح على استيعاب التطورات والعلمية والعملية وقادر على التاقلم في سبيل توسيع ارزاقه المحتملة وفي ذلك افق كبر للدولة والمؤسسات الخاصة والشعب.

ان نقل التكنولوجيا من الصين الى لبنان ممكن على عدة مستويات عدة فلو اخذنا الري كمثال نستطيع القول ان الصين دولة رائدة في ترشيد استخدام المياه وتمتلك التكنولوجيا وخبرة ادارة المشاريع الزراعية كما القدرة على ربط التكنولوجيا الزراعية بالتكنولوجيا الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات بما يؤدي من ناحية الى ترشيد الاستعمال ومن ناحية ثانية استعمال التقنيات والتكنولوجيات الجديدة وايضا نقل التكنولوجيا على مستوى مكافحة الآفات وفي مجال المكافحة البيولوجية وما ابرز الابتكارات الجديدة لدى الصين وقضية المكننة الزراعية مهمة جدا من ناحية الحراثة والتوضيب والقلع وغيرها فالمكننة هي افق واسع ومستدام يمكننا ان نستفيد كثيرا من التجربة الصينية رغم اني اقول باسف اننا لم ننجز ما يمكن الاعتداد به حتى اليوم.


لمتابعة باقي أجزاء السلسلة : اضغط هنا

الأستاذ لويس لحود، مدير عام وزارة الزراعة اللبنانية

مدير عام لـ"وزارة الزراعة"، الجمهورية اللبنانية. كان مستشاراً لوزير الصناعة عام 2003، ومديراً عاماً للزراعة بين 2003 و2006، وأستاذاً في كل من "الجامعة الأنطونية"، وكلية الزراعة في "الجامعة اللبنانية". حاصل على ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية والاستراتيجية عام 2008 من "جامعة الحكمة" و"جامعة باريس الجنوبية"، ودبلوم مهندس زراعي عام 2000 من "المعهد العالي للهندسة الزراعية لدول البحر المتوسط" التابع لـ"جامعة القديس يوسف".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى