المتهمون بالاساءة الى لبنان من حيث يدرون ولا يدرون…-1- | كتب د. أحمد عياش
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
يدّعي كل طرف طهارة وترفعاً ودفاعا عن الوطن وكل منهم في الحقيقة هدفه الدولة و السلطة والنفوذ و الدور الاقليمي والمال الحرام.
كل منهم له حججه ومنطقه الخاص المؤمن به والذي يستغرب عدم اقتناع الآخرين به لعدالته والعدالة لم تكن يوما الا بوجهين متناقضين على قاعدة:
القاتل هنا بطل هناك والبطل هنا قاتل هناك.
لا شيء تغير فالبطل والقائد ما هما الا شكلان لمقدسان يلعبان ادوارا متناقضة فالرب هنا شيطان هناك والشيطان هنا ربّ هناك وغير صحيح ورغم مجالس ومؤتمرات تقارب الاديان ان مغزى كلام الجميع عن الربّ واحد فالرب هنا لا يشبه الرب هناك لا بالشكل وبالجوهر…
كان وما زال الرب الأساس هو السيطرة والقوة والمضاد للخوف الوجودي والمجيب عن اسئلة لا اجابات انسانية لها.
وكان الربّ احيانا إله من تمر ياكله المؤمنون ان جاعوا.
كان الرب احيانا شكلا آخرا للراسمال المتعاظم.
وكانت الاحزاب بديلا مؤقتا ومحاولات فاشلة للحلول مكان فشل الاديان فنجحت حيناً وفشلت دائما في الديمومة لأن الاحزاب كلها قامت حول محورية القائد العامل بوظيفة الانبياء وما ان يتنحى او يموت القائد يضمحل الحزب مع تبوؤ الاقزام القيادة والذين عادة ما يكونون اسرى شخصية القائد الراحل.
كان وما زال لبنان محاولة التاريخ لتصحيح او لتعديل الجغرافيا ومشروعا فاشلا لتعديل مسارات صراعات الأمم حول اسطورة هنا وحول نفط وغاز هناك وحول صراع وجود لا حدود وحول ارتقاء كاذب لنصوص مع اهمال متعمد وماكر للنفوس.
لرجال الدين لغتين، لغة للجمهور ولغة بين الجدران في المعابد.
وفي طريق كل فريق نحو هدفه اساء الجميع للوطن ومزقوا الشعب.
لبنان وطن مرتجى لاقليات تحاول الافلات من قبضة الامة تارة بالشعارات القومية وتارة بالشعارات الانعزالية وتارة بالربط الاسطوري لاسرار الدين وسيرورة التاريخ.
في البدء كان لبنان جبلاً ، فلاحين واقطاعيين وعسكرا وحكاماً موظفين او تابعين للاقوى ثم صار ممرا لعبور جيوش او حصنا وقلاعاً للدفاع عن ثغور الامة ثم صار حصة من حصص تقاسم امم لانهيار خلافة ثم وهماً طائفيا لبناء وطن.
اساء الجميع إلى لبنان اعتقادا منهم انهم ينقذوه:
-اعتقاد المارونية السياسية ان لبنان فكرتها و ما وجد الا لها وان مجده اعطي لبطريركها.
-اعتقادالفلسطينية السياسية_العسكرية ان لبنان الثوري منطلقاً لتحرير فلسطين العربية.
-اعتقاد السورية العربية ان لبنان امتداد طبيعي لجغرافيتها ولتاريخها ولا بد من نزع الخنجر المصطنع دولياً عن خاصرتها لتحصين قوتها في مواجهة الصهيونية المتآمرة.
–الحريرية السنّية الاقتصادية الحالمة بحل شرق اوسطي سياسي-اجتماعي وباوتستراد عربي يمتد من حدود لواء اسكندرون مرورا ببانياس وبيروت وحيفا وصولا الى القاهرة والمتفرع منه طرق نفط وحرير باتجاه دمشق وبغداد وعمان والرياض.
-اعتقاد الشيعية السياسية-المقاومة ان باستطاعتها النجاح والانتصار حيث فشل الآخرون في الدفاع وتحقيق اهداف المعارضة التاريخية في الامة تكريسا لأيمان عميق بحرب فاصلة مع العدو الوجودي في قرقيسيا وفي هرمجدون وما كل استعداداتها ومناوراتها الا تعبئة اسبرطية مستمرة لحين خروج المخلص الالهي.
-اعتقاد الصهيونية-الاسرائيلية باسطورة خروج المسيح الحقيقي الالهي لنصرة شعب يهوه المختار على الارض الموعودة فلسطين وما كل السكان هنا الا خدما وعبيدا مسخرين لخدمة اليهود الأكابر وما الشعوب هنا الا اناس لا مانع من تشريدها وسفك دمائها وما الدول هنا الا بلادا تابعة لها وما جيوشها الا حرسا لحدودها ولا مانع عندها من ابادة الجميع بسلاح نووي لعل يهوه يرضى…
بالتأكيد هناك اطرافا اخرى تآمرت وغيرها استفادت وبعضها لا يجد في الحروب الا مصدرا لبيع السلاح او ابتزازا للمال العام او وضع يد على الثروات لتأمين رخاء شعوبها البعيدة.
لا امل ولا رجاء في حرب بين الآلهة في السماء كما لا امل من راسماليين قذرين يرون الشعوب سلعة وعملة و وسائلا وادواتا لانتاج الشرّ والمال الحرام.
في البدء كان المال الحرام.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم فإن اصبنا في كلامنا فلنا حسنتين واجرٌ وإن أخطأنا فلنا حسنة واحدة من دون أجر لمحاولتنا التفكير والله اعلم.
من كتاب وأد الفتنة بين الاحباب:قسم: لن يعجب كلامي احد.
#حميدة_التغلبية