ازمة لبنان

متى يتعلم اللبناني من التجارب الماضية؟! بقلم د. عدنان منصور

متى يتعلم اللبناني من التجارب الماضية؟!منذ سنتين وهو يقفل الطرقات، ويشعل الإطارات، ويتجمع في الساحات، ويضع نفسه في مواجهة مباشرة مع القوى الامنية، ويرميها بالمفرقعات، والحجارة ، ويطلق الشعارات، يتقدم ويتراجع، يحرق المؤسسات العامة، ويعبث بالممتلكات الخاصة، ومع كل هذا لم يستطع ان يجبر وقاحة الطغمة الحاكمة الفاسدة ان يرف لها جفن، وهي تشاهد ما يجري على الارض، لتذكرنا بهارون الرشيد وغيمته عندما قال: إذهبي حيث شئت فإن خراجك سيعود إلي. وها هي السلطة الفاجرة المتوحشة، تقول للمتواجدين في الشوارع والساحات، افعلوا ما شئتم، فإنكم ستفشلون ، وستعود نتائج حراكم عاجلا أم ٱجلا الي.

إن إغلاق الشوارع ، وحرق الإطارات، والتجمعات المنفصلة ، والشعارات، والشتائم العشوائية، والصيحات لن تعطي أكلها. وما تجربة الماضي القريب الا الدليل. فلو كانت هذه التجربة في مكانها الصحيح لحققت التغيير المطلوب. يجب إعادة الحسابات، والاسلوب، لأن التغيير لن يتم مع هذه الطبقة الوقحة بكل المقاييس بهذا النمط من الغضب والفوران الذي يتحول سريعا الى زبد.

الطغمة الفاسدة ، تضع في الساحة القوى الأمنية في مواجهة ابناء الشعب .حيث الجميع يعاني من الفقر والتجويع والإذلال، ونيرون وشركاؤه من ناهبي المواطنين يشاهدون عن قريب، عذاب والأم شعب كانوا هم السبب في سرقته وإذلاله وتركيعه وتدميره.

إن الاقتصاص يجب أن يكون مباشرا من هؤلاء الفاسدين ولا يكون بالواسطة عبر إقفال الطرق والمفرقعات ، والتصادم مع القوى الأمنية التي هي واحدة من نسيج هذا الشعب المسحوق.

فكم من باتيستا ،وبينوشيه، وموبوتو، وماركوس، وبوكاسا وتشاوشيسكو، وزين العابدين ، وقذافي موجود في لبنان.
طهروا لبنان من هؤلاء وسيكون لكم وطنا يليق بكم في ما بعد.

د. عدنان منصور، سياسي ووزير لبناني سابق للخارجية والمغتربين

د. عدنان منصور دبلوماسي وسياسي لبناني، كان وزيراً للخارجية والمغتربين بين 2011 وحتى 2014. التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1974، وعمل في دوائر "وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية" في مديرية الشؤون السياسية والقنصلية ومديرية الشؤون الاقتصادية ومديرية الشؤون الادارية والمالية حتى عام 1978، ثم عُين قائماً بأعمال السفارة وقنصلاً في الخرطوم في السودان بين 1977 و1981، ثم أصبح مستشاراً للسفارة في أثينا في اليونان حتى عام 1984. بعدها عُين قنصلاً عاماً للبنان في ملبورن في أستراليا بين 1984 و1985، وقنصلاً عاماً للبنان في الإسنكدرية في مصر بين 1985 و1990، وسفيراً للبنان فوق العادة في زائير بين 1990 و1994، وسفيراً فوق العادة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين 1995 و2007، بعدها سفيراً في بروكسل واللوكسمبورغ ولدى الاتحاد الأوروبي بين 2007 و2010. حاصل على وسام الكوموندور من الحكومة اليونيانية، ووسام الليوبارد من زائير، وبراءة الشرف والاستحقاق اللبناني العالمي من "الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم". حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، وماجستير في النظرية السياسية، وبكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من "الجامعة اليسوعية" في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى