ان كان الله خص كل امة بمخلص نبيا كان او قديس، فان الله خص الشعب اللبناني بمصيبة السياسيين.
وما من نبي يستطيع ان ياتي بمعجزة واحدة، من معجزات سياسينا رضي الله عنهم.
في لبنان ان كانت معجزة النبي نوح الطوفان، فان معجزة سياسينا اعظم، فهم نشوفوا المياه من الينابيع والمنازل..
وان كان نبي الله موسى شق البحر لقومة، فان سياسينا شقو الشعب والوطن عشرين شقفة.
حتى معجزة نبي الله يونس انه خرج من بطن الحوت، فهي طبيعية، لانه بحال ابتلعه سياسينا فلن يبصر النور، فقد ابتلعوا الدين العام والضرائب وودائع الناس ونصف اراضي الدولة، ومع ذلك كل الامم عاجزة ان تستخرج من جيوبهم ليرة واحدة.
صدقوني كل المعجزات، حتى الكونية، هي لا شيء امام معجزات سياسينا، حتى الشخصيات التاريخية ليست الا مزحة امام سياسينا.
فان كان مال قارون يضرب به المثل بالكتب السماوية، فانه امام ثروات سياسينا ليس الا متسول، حتى محاججة النمرود لنبي الله ابراهيم، بانه يحي ويميت، فان سياسينا يحيون العظام وهي رميم، فكم من متوفي خرج من قبره واقترع لهم بصناديق الاقتراع.
ومن هو ابن العاص امام دهاء السياسيين اللبنانيين، فان كان ابن العاص رفع المصاحف بوجه الخليفة علي بن ابي طالب، فان سياسينا اخترعوا كتب من القوانين والشرائع تحت عنوان بين الشاري والبائع. وعند كل مفصل يرفعوها بوجه الشعب الراكع.
وان كان شمشون الجبارهدم الهيكل على من فيه، فأن سياسينا هدموا وطن باكمله على من فيه.
وان عجزت الامم المتحدة طيلة عقود عن تحديد النسل، فان سياسينا بلحظة واحدة حددوا النسل في لبنان، من خلال قطع حليب الاطفال، والزلمي في لبنان يجيب طفل بهيدي الايام.
ماذا اخبركم عن سياسينا، لكن نحن شعب كافر لا نعرف عظمة هذه النعمة الكونية السماوية.
يكفينا انه بسبب عصيان اوامرهم والتمرد عليهم، طردونا من القرن الحادي والعشرين، وارجعونا لزمن ركوب الحمير، واستخدام القنديل وبابور الكاز، وبئس المصير.
حرمونا اللحم والدجاج وادخلونا جهنم افواجا.
دستور من خاطركم اسيادنا السياسيين.
فنحن الشعب نستغفركم ونتوب اليكم، لكن ارحمونا، فلم نعد نملك ما نقدمه من الاضاحي..
وان كنتم تعاقبونا لان سجودنا لا يعجبكم، فهذا اقصى ما توصلت اليه البشرية من الخنوع والخضوع والتذلل، ونحن نمارسه لنرضيكم.
اغفروا لنا خطايانا…فنحن شعب كافر…