اجتهاداتطاقة و بيئة

معوقات تغطية المواقع الالكترونية الاخبارية لقضايا البيئة

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

معوقات تغطية المواقع الالكترونية الاخبارية اللبنانية لقضايا البيئة من وجهة نظر الصحفيين اللبنانيين العاملين بها

مقدمة
يعد الإعلام الالكترونــي من أبرز ملامح التطورات المتسارعة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ووسائل الاعلام الجديد، ومن اهم المؤثرات في العصر الحديث، نظــرا للتنوع الكبير الــذي أتاحتــه شــبكة الانترنــت للاتصـال، كوســیلة إعلامیــة تفاعلیــة أتــاحت الكثیــر مــن الفـرص أمـام الافـراد والجماعـات والمؤسسـات، للوصـول الـى المعلومـات بسـرعة فائقـة، ونشـرها علــى نطــاق واســع وبأشكال متعــددة.
من جهة ثانية، فإن قائمة المشاكل البيئية في لبنان لا تعد ولا تحصى، حتى باتت تشكل مخاطر كبيرة على المواطن نظرا للتلوث الذي اصاب المياه ( السطحية والجوفية ) والهواء والتربة، بالرغم من الميزات الطبيعية والبيئية التي لطالما تغنى بها بلد الارز، مما خلق خللا في التوازن الطبيعي للبيئة فيه، علما أن هذا الخلل إستمر قائما بفعالية لغاية القرن العشرين في العالم بشكل عام.
وإنطلاقـا مـن الـدور الـذي تلعبه المواقع الالكترونية البيئية فـي تحقیق التوعية البيئية والتثقيف البيئي، يهتم البحث بمسح وجهات نظر عينة من الصحفيين العاملين فيها، حيال المعوقات والمشاكل التي تعترض عملهم وتغطيتهم للاحداث البيئية العادية والمهمة، مع التركيز على الدراسات التي تناولت الاضافات التي يمكن للإعلام الالكتروني الجديد أن يقدمها في هذا المجال، تمھيدا لبناء تصورات ومقترحات عملية يستفيد منھا القائم بالاتصال وصانع القرار.

أولا: إشكالية البحث
شكلت المواقع الالكترونية مرحلة متقدمة في التعريف بالقضايا المفصلية التي تواجه الانسانية لا سيما البيئية منها، والتي أخذت تتصاعد وتيرتها نهاية القرن الماضي وبداية القرن الواحد والعشرين، وقد عملت المنظمات الدولية، التي تعنى بشؤون البيئة، خصوصا تلك المرتبطة بالامم المتحدة على الإستفادة بشكل كبير من تقنيات الاتصال الجديدة المرتبطة بالانترنت، وأنشأت لها مواقع على تلك الشبكة، بعد أن إكتشفت أن أعدادا كبيرة من الجمهور العالمي، يستخدم الانترنت ويتعرض بشكل فعال الى المحتوى الاعلامي المنشور فيه. علما أن عدد مستخدمي الانترنت في منطقة الشرق الاوسط وحدها بلغ 45. 861. 346 مستخدما يمثلون 13% من تعداد السكان، وبنسبة 8.8% من المستخدين في العالم (1). وقد أثمر التمازج بين تقنية المعلومات والاتصالات وزيادة قدرات وسائط التخزين الى ظهور الاعلام الالكتروني ونموه بصورة غير مسبوقة، عبر قوالب وأشكال إعلامية ودرامية متنوعة.
وقد تجسدت ملامح ثورة المعلومات، على سبيل المثال بتصفح المواقع الالكترونية عبر الهاتف المحمول بسرعة وجودة توازي التصفح على الحواسيب، حيث بلغ عدد مستخدمي الهواتف المحمولة على مستوى العالم ما يفوق اربع مليارات مستخدم (2)؛ لذا أصبح الاعلام الالكتروني واقعا ملموسا، يساعد على نشر المعلومات بطرق اقل كلفة من الطرق التقليدية، ما جذب انتباه عدد من الاعلاميين والصحفيين البيئيين في لبنان لأهميته، وإمكانية الإستفادة من مميزاته في الإضاءة أكثر على القضايا البيئية في لبنان بشكل خاص وفي العالم العربي والعالم بشكل عام، خصوصا أن البيئة ومشاكلھا وقضاياھا تشهد حاليا إھتماما إعلاميا على المستويات العربية والعالمية. وعليه، تتحدد اشكالية البحث بمحاولة الإجابة عن السؤال الرئيس التالي: ما وجهة نظر الصحفيين العاملين في المواقع الالكترونية الاخبارية اللبنانية (النشرة، lebanonfiles، lebanon24، والكتائب اللبنانية) حيال معوقات تغطية هذه المواقع لقضايا البيئة؟
وينبثق عن هذا السؤال الرئيس التساؤلات البحثية الفرعية الآتية:
التساؤل الاول: ما أبرز معوقات الممارسة المهنية، التي تواجه القائم بالاتصال في المواقع الالكترونية الاخبارية خلال تغطيته لقضايا البيئة؟
التساؤل الثاني: ما آلية إستخدام الصور والفيديوهات ومصادرهما وأهميتهما خلال عملية تحرير القائم بالاتصال للمواضيع البيئية؟
التساؤل الثالث: ما أبرز الاساليب التي يتبعها القائم بالاتصال في المواقع الالكترونية الاخبارية لتغيير قناعات الجمهور وترتيب اولوياتهم واهتماماتهم حيال القضايا البيئية؟
التساؤل الرابع: ما اهم اشكال التدخل التي يمارسها المسؤولون في الاعلام الالكتروني على القائم بالاتصال خلال وبعد تحريره للمواضيع البيئية؟

ثانيا: أهمية البحث
يستمد البحث أهميته من خلال الاعتبارات التالية:
1- يهتم البحث بمسح وجهات نظر الصحفيين اللبنانيين حيال الموضوع المبحوث، بإعتبارهم من الصحفيين المتابعين لقضايا البيئة، ونظرا لإستخدامهم شبه اليومي لتطبيقات الاعلام الالكتروني، بقصد التعرف على المصاعب والمعوقات التى يواجهونها، ومدى انعكاس ذلك على أدائهم المهني.
2- إن الكشف عن طبيعة العلاقات بين متغيرات البحث وتحديد نمط العلاقة المركبة بين كل من القائم بالاتصال والموقع الالكتروني الاخباري، من خلال تحديد المعوقات التي يواجهها القائم بالاتصال خلال تغطيته لقضايا البيئة، سيسهم في صياغة استراتيجيات جديدة لدعم قدرة القائم والموقع (على السواء) على تحسين الأداء الإعلامي في هذا المجال.
3- يأمل أن يقدم البحث إضافة معرفية في مجال الاعلام البيئي، مما يسهم في إثراء المكتبة الاعلامية الوطنية والعربية والباحثين وللمؤسسات المعنية بهذا الشأن، خصوصا في ظل قلة الدراسات الاعلامية العربية التي تناولت معوقات التغطية الاعلامية البيئية.
4- محاولة لفت انظار القائمين في المواقع الالكترونية الاخبارية، بهدف معرفة نقاط ضعف تغطياتها لقضايا البيئة أولا وتطويرها ثانيا، خصوصا بعدما أثبتت كفاءتها وفعاليتها في كثير من دول العالم المتقدم.

ثالثا: أهداف البحث
انطلاقا من الإشكالية البحثية، فإن الدراسة تسعى الى تحقيق مجموعة الاهداف الآتية:
(1) الكشف عن معوقات الممارسة المهنية، التي تواجه القائم بالاتصال في المواقع الالكترونية الاخبارية خلال تغطيته لقضايا البيئة.
(2) التعرف على آلية إستخدام الصور والفيديوهات ومصادرهما وأهميتهما خلال عملية تحرير القائم بالاتصال للمواضيع البيئية.
(3) التعرف على الاساليب التي يتبعها القائم بالاتصال في المواقع الالكترونية الاخبارية لتغيير قناعات الجمهور وترتيب اولوياتهم واهتماماتهم حيال القضايا البيئية.
(4) التعرف على أهم اشكال التدخل التي يمارسها المسؤولون في الإعلام الالكتروني على القائم بالاتصال خلال وبعد تحريره المواضيع البيئية.
(5) رصد أبرز اشكال التدخل التي يمارسها المسؤولون في الاعلام الالكتروني.

رابعا : مصطلحات البحث وتعريفاته الإجرائية
1- الصحفيين اللبنانيين: تعني كلمة صحفي كل مراسل، مخبر، مصور فوتوغرافي، ومساعديهم الفنيين في الصحف، والإذاعة، والتلفزيون، والذين يمارسون بشكل طبيعي أيا من هذه النشاطات كعمل أصلي (3) إجرائيا، فهم الصحفيين اللبنانيين المزاولين لمهنة الصحافة في المواقع الالكترونية الإخبارية ويتخصصون في تغطية القضايا البيئية.
2- القائم بالاتصال في المجال البيئـي: هو أي فرد داخل فريق عمل ينتمي إلى أحد المؤسسات ويضطلع بمسؤوليات ما في صنع وإنتاج الرسالة الاتصالية، ويكون دوره في هذا دورا مباشرا من خلال الحلقات المختلفة لعلميات صنع الرسالة الاتصالية، بدءاً من وضع الفكرة أو السياسية العامة ومراحل الصياغة المختلفة لها، وإنتهاء بإخراجها وتقديمها للجمهور المتلقي بهدف التأثير عليه (4) أما إجرائيا، فهو الصحفي او المحرر المتخصص بتحرير ونشر الاخبار والمواد الصحفية البيئية، على أحد المواقع الالكترونية الاخبارية الثلاث المبحوثة.
3- التغطية الاعلامية: هي العملية الاعلامية التي يحصل من خلالها، المندوب او المراسل الصحفي على معلومات عن التفاصيل والتطورات المتعددة لحدث ما، أو واقعة، أو تصريح، أو أي سؤال يتبادر إلى ذهن القارىء أو المستمع أو المشاهد وغيره، ويبدأ بعملية التقييم المهني للمعلومات ومن ثم تحريرها بإسلوب صحفي وفي قالب صحفي مناسب. (5)
وتعرف التغطية الاخبارية إجرائيا بأنها عملية الحصول على بيانات وتفاصيل حول حدث بيئي، او قضية أومشكلة بيئية والمعلومات المرتبطة به/ بها، والاحاطة بأسبابه / بأسبابها، ومكان وقوعه / وقوعها وأسماء المشتركين فيه / فيها، وكيف ومتى وقع / وقعت. بالإضافة طبعا الى المعلومات الضرورية كالمقومات والعناصر التي تجعله صالحا للنشر او البث او القراءة.
4- الموقع الالكتروني الاخباري: “أحد أصناف الصحافة الإلكترونية ذات عنوان ثابـت علـى شـبكة الإنترنت، يعرض الأخبار والأحداث الجارية في كافة أنحاء العالم من قبل ذوي الاختصاص في الصحافة والإعلام، إضافة إلى تقديم خدمات ترفيهية واجتماعية وخدماتية…، ويعتمد على كافة المصادر الأخبـار المتعارف عليها، وهدفه الأساسي هو نشر الأخبار بالنص والتحليل على صفحات الموقع وبـشكل دوري ومستمر، ويكون هذا الموقع متاحا لمن أراد الإطلاع عليه سواء مجانا أو باشتراك” (6).
ونعرف المواقع الاخبارية الالكترونية إجرائيا بأنها: مجموعة من الصفحات الالكترونية تحتوي كم هائل من الاخبار في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرتفيهية وبعض الصور ومقاطع الفيديو، وهذه المواقع تحدث اخبارها على مدار الساعة.
5- المعوقات: يقصد بمعوقات الاتصال هي تلك المشاكل التي تصادف احد عناصر الاتصال، وتؤثر في كفاءة وجودة عملية الاتصال، وتنقسم معوقات الاتصال الى ثلاث مجموعات (7) :
أ. معوقات شخصية: تتعلق بالمرسل والمستقبل.
ب. معوقات مادية: تتعلق بالوسيلة والرسالة والبيئة.
ج. معوقات معنوية: تتعلق بالاهداف والكيفية والتوقيت.
وتعرف المعوقات إجرائيا بأنها: الصعوبات والمشاكل على اختلاف انواعها (كما وردت في المجموعات الثلاثة) التي تحول دون تحقيق الصحفي، أو الموقع الالكتروني المتخصص بالبيئة، للحد الاعلى من مستوى الأداء المهني.
6- قضايا البيئة: هي كل ما يطرح من الموضوعات والمشكلات البيئية التي تحدث نتيجة إختلال توازن المنظومات البيئية، وتتطلب مساهمة الجماهير في حلها. كما يقصد بها “مجموعة من الأزمات التي تواجه البيئة، سواء الطبيعية أو الاجتماعية وتؤثر في مكوناتها مثل قضايا التلوث بأنواعه والمخلفات وتغير المناخ” (8) .وتعرف قضايا البيئة إجرائيا على أنها: تلك الموضوعات والاحداث والمشاكل البيئية التي تتناولها المواقع الالكترونية البيئية اللبنانية، كأزمة النفايات، والتلوث البيئي (الذي اصاب الهواء والمياه السطحية والجوفية والتربة) في لبنان، والتصحر، والاسراف في استخدام الموارد الطبيعية، واختلال التوازن البيئي، وحماية البيئة، وتغير المناخ وتآكل طبقة الاوزون، مشاكل أصبح يعاني منها لبنان والعالم العربي والعالم على حد سواء.

خامسا: حدود البحث
تتلخص حدود البحث في ما يلي:
– الحدود الموضوعية: التزم البحث بمسح وقياس وجهات نظر المبحوثين، حول معوقات تغطية المواقع الالكترونية الاخبارية اللبنانية لقضايا البيئة.
– الحدود البشرية: اقتصر البحث على الصحفيين اللبنانيين المزاولين لمهنة الصحافة الالكترونية، خلال فترة إعداد البحث.
– الحدود المكانية: موقع Lebanon 24 ، موقع النشرة، موقع Lebanonfiles ، موقع الكتائب.
– الحدود الزمانية: تم تطبيق أداة البحث (الاستبانة)، خلال الفترة الزمنية المُمتدة من25-4-2019 وحتى 25-5-2019.

الإطار النظري للبحث (الأدب النظري والدراسات السابقة)

أولا: النظرية المستخدمة: نظرية ترتيب الأولويات (تحديد الاجندة)
تشير نظرية ترتيب الأولويات أو (تحديد الأجندة)، إلى أن وسائل الاعلام هي التي تحدد للجمهور نقاط التفكير الأكثر أهمية، من خلال تركيزها على هذه القضايا والافكار بإعتبارها الاهم من غيرها (9 ) لذا تعتمد النظرية على فرضية أساسية تقوم على الاتفاق بين ترتيب أجندة وسائل الإعلام، وترتيب أجندة الجمهور للاهتمام بالقضايا والموضوعات الإعلامية، أي هناك وجود إرتباط ايجابي بين ترتيب الاهتمام لكل من الوسيلة والجمهور، مما يشير إلى دور وسائل الإعلام في ترتيب أولويات اهتمام الجمهور بالقضايا والموضوعات المطروحة بنفس الترتيب الذي تعطيه الوسائل لهذه القضايا والموضوعات. (10) وتدل هذه النظرية على أن أجندة الجمهور ما هي إلا إنعكاس لأجندة المحتوى الاعلامي.
من هنا ركز “روبرت انتمان Robert Entman” على وصف عملية ترتيب الاولويات بأنها عملية تأطير مزدوج حيث تعمل وسائل الاعلام على اختيار القضية، ثم بروز هذه القضية من خلال تحديد الجوانب وجعلها أكثر أهمية، حيث أن وسائل الاعلام قادرة على تحديد المشاكل وتشخيص الاسباب وطرح العلاج لها (11)
وعرّف “ستيفن باترسون” هذه النظرية بأنها العملية التي تبرز فيها وسائل الاعلام فضايا معينة على أنها قضايا مهمة وتستحق ردود فعل المسؤولين في الحكومة (12).
وإنطلاقا من ذلك، فإنه وبمجرد النشر بحد ذاته يعطي اهمية مضاعفة لتلك الموضوعات، بحيث يراها الجمهور ذات اهمية تفوق غيرها من الموضوعات (13).
وتجدر الإشارة الى أن وسائل الاعلام تستطيع أن تحقق فعاليتها القصوى كوسائل تنموية، إذا أخذت بالإعتبار عدة عوامل منها: ما يمتلكه المتصل من خبرة ودراية بالبيئة التي يتم فيها الاتصال، وقدرته على تحديد الهدف تحديدا دقيقا، وفهم للجمهور ومعرفة خصائصه وإهتماماته، والعوامل الانتقائية المؤثرة في سلوكه الاتصالي، وإعداد الرسالة المناسبة لنوعية الجمهور والقادرة بإسلوبها على اجتذابه ، مع مراعاة إختيار الوسيلة المناسبة. (14 ).
إنطلاقا مما تقدم، إستند الباحث الى نظرية ترتيب الاولويات (تحديد الاجندة)، في تحديد مجتمع البحث من الصحفيين اللبنانيين العاملين في المواقع الالكترونية الاخبارية البيئية، باعتبار أن هذه الشريحة من الاعلاميين تولي القضايا البيئية والمستجدات البيئية إهتماما ملحوظا، وتدخل في صلب عملها الاعلامي، وتتفاعل بجدية مع هذه القضايا على اختلاف انواعها ومخاطرها، كما أنها من ضمن أكثر الفئات إستخداما لتطبيقات الاعلام الالكتروني.
كما تم توظيفها أيضا في إختبار فروض البحث المتعلقة بالكشف عن تأثير المتغيرات الشخصية للمبحوثين، المشار اليهم آنفا، في المعايير المهنية للقائم بالاتصال، على معوقات تغطية المواقع الالكترونية اللبنانية البيئية لقضايا البيئة.

ثانيا: الادب النظري
شهد عام 1994 ظهور ما يسمى القائم بالإتصال في الصحافة المباشرة Online Communicator، وفيما بعد تعددت التسميات الخاصة به، فأطلق عليه تسميات مختلفة مثل: محرر الانترنت Journalist Internet، وصحفي الويب Web Journalist، ومحرر النسخة الالكترونية، والصحفي المباشر، كما يطلق عليهم تسمية (منتجين)؛ بسبب طبيعة الويب المتعددة الوسائط (15).

مواصفات القائم بالاتصال في البيئة الالكترونية
ترصد احدى إلدراسات عدة مميزات ينفرد بها محرر الانترنت عن نظيره التقليدي العامل في الصحف الورقية، أهمها: (16)
1- القدرة على النشر الفوري من أي كان، طالما يمتلك كلمة المرور وصلاحية النشر والتوزيع.
2- هو مطالب بتغذية موضوعه بأكبر قدر من المعلومات والخلفيات، باستخدام خاصية الهايبرتكس، إضافة الى إستخدامه للصور، وإمكانية نشر موضوعه بنفسه بإستخدام خاصية cms ومتابعة التعليقات والقيام بالتعديلات المطلوبة، إذا تطلب الأمر.
3- عدد المحررين في الصحافة الإلكترونية أقل من عددهم في الصحافة الورقية.
4- لا يحتاج المحرر في الصحف الإلكترونية إلى سنوات من الخبرة، كما هي الحال بالنسبة للعمل كمحرر في الصحافة المطبوعة.
5- السرعة في أداء العمل وتعدد المهام التي يقوم بها.
6- القدرة على تنقيح وتحليل وإختبار المعلومات وتحديد غير الموثوق بها.
7- التمتع بأعلى درجة من التفاعلية عن أي وسيلة إعلامية أخرى.

المعوقات التي تواجه القائم بالاتصال في المواقع الالكترونية
هناك ثلاثة انماط من المعوقات التي تواجه كفاءة العمل الصحفي عبر تكنولوجيا الوسائط المتعددة، تتمثل حسب رأي العديد من الباحثين بالآتي: (17):
أ- معوقات ترتبط بالمتطلبات التكنولوجية حيث لا تزال العديد من المؤسسات الصحفية تعاني من عدم توفر المتطلبات التكنولوجیة اللازمة لتطویر الممارسة الصحفیة.
ب- معوقات تتعلق بقواعد تنظیم العمل وهیكلته، حیث تحتم الإستفادة من تكنولوجیا الوسائط المتعددة.بجمیع أشكالها التدریب حتى یحصل الصحافیون على مهارات عالیة في التعامل مع هذه التكنولوجیا، واستیعاب خصائصها.
ج- معوقات تتعلق بالمفاهیم التقلیدیة السائدة في العمل الصحفي، حیث یتمسك بعض الصحفیون بالأسالیب التقلیدیة للحصول على المعلومات.

أهداف الاعلام البيئي الالكتروني
يهدف الاعلام البيئي إلى توعية الجماهير وأصحاب القرار، على أهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية وادارة مواردها بتوازن، من خلال تَعامُل الأفراد والمجموعات الشخصي السليم مع المحيط الطبيعي، ودمج الاعتبار البيئي في خطط التنمية القومية. غير أن القرارات الكبرى، التي تحدد مصير البيئة هي تلك التي تبقى في يد السلطات المركزية. من هنا، فإن هدف توعية الجماهير لا يتوقف عند حثهم على العمل الفردي، بل يتجاوز ذلك الى إعدادهم بالمعرفة والدافع لتشكيل رأي عام يحترم البيئة ويضغط على أصحاب القرار، لإعتماد خطط تنمية متكاملة تأخذها في الإعتبار. ومن مسؤوليات الإعلام البيئي أيضاً التوجه إلى المسؤولين، ومتخذي القرار لمدهم بالمعلومات والآراء والتحليلات الدقيقة، عن الأوضاع والخيارات البيئية المتاحة(18) .

القضايا البيئية المحلية
تقدر وزارة البيئة خسائر لبنان بحوالى 550 مليون دولار سنوياً، بسبب الأضرار البيئية على إختلاف انواعها، رقم مرشح للإرتفاع في ظل الصرخة التي أطلقها فريق من الباحثين من منظمة “جوستيسيا” (19) ، عن مخاطر تُحدق بالموارد الطبيعية من هواء ومياه وتربة وتنوع بيولوجي، مهددة بتحولها الى: “أزمات بيئية في حال لم تتضافر الجهود على صعيد الدولة والمواطنين والجمعيات المدنية، وخصوصا البيئية منها لإيجاد حلول لها، ولاسيما في ضوء لتغيير المناخي الذي يضرب العالم”.
واقعياً، دخل لبنان منذ اكثر من ثلاث سنوات في مواجهة كوارث بيئية مختلفة، وهذا ماعكسته اللائحة السوداء لعام 2017 الصادرة عن جمعية (غرين غلوب)،التي جاءت وفقا للآتي(20) :
• تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون.
• كسارات عين داره.
• تلوث الهواء في بيروت والغيمة السوداء في سمائها.
• كسارات المتن.
• مطمرا الكوستا برافا وبرج حمود.
• تلوث شواطئ طرابلس والميناء.
• التلوث في شكا وكساراتها.
• التلوث الناتج عن دواخين معمل الذوق.
• تلوث انهار أبو علي، والبارد، الحاصباني، رشعين والغابون.
• جبلا النفايات في برج حمود وطرابلس.
• تلوث شواطئ بيروت، بسبب المجارير ومصب الغدير وروائح المسالخ المحيطة بالمطار.
• مشكلة النفايات في النبطية وفي معمل الكفور.
• إقفال البحر بالباطون في الضبيه.
• تصحير قضاء بعبدا وتدمير غابات الصنوبر فيها بسبب الزحف العمراني.
• قطع الأشجار في غابة القموعة في عكار.
• تلوث هواء وشاطئ أوتوستراد انطلياس، وجل الديب، والزلقا.
• قطع آلاف الأشجار في موقع سد جنة.
• التلوث في منطقة سلعاتا.

ثالنياً: الدراسات السابقة
– الدراسات العربية:
(1) دراسة هاشم، (2005) (21) . بعنوان: “التفاعلية في المجالات الالكترونية على شبكة الانترنت”، التي إستهدفت التعرف على الخصائص الاجتماعية والثقافية للقائمين بالاتصال في الخدمات الالكترونية، وكذلك التعرف على أهم المعوقات التي تواجههم أثناء العمل في مجال الصحافة الالكترونية، إضافة إلى التعرف على ادوات التفاعلية المتاحة على مواقع الصحف الالكترونية التي يعملون بها. أشارت الدراسة الى تدني نسبة القائمين بالخدمات الالكتروني،ة الحاصلين على مؤهلات متخصصة في مجال الاعلام، وفي مجال الكومبيوتر والانترنت، كما اوضحت النتائج وجود ادوات تفاعلية من أبرزها خدمة البحث والصوت، ولقطات الفيديو والصور والوصلات.
(2) دراسة عمران، (2009) (22) . بعنوان: “الاداء المهني للقائم بالاتصال في الصحافة الالكترونية المصرية – دراسة ميدانية”، التي استهدفت التعرف على الضغوط والمشكلات، التي تعترض القائم بالإتصال في الصحافة الالكترونية وتعيق ادائه المهني، وعلى أثر استخدام التكنولوجيا على الممارسة المهنية. وتمثل مجتمع الدراسة بالقائمين بالاتصال في صحف شباب مصر، المصريون، واليوم السابع الالكترونية. وكشفت الدراسة أن أبرز العوائق تمثلت في نقص الكوادر الاعلامية المدربة، ثم إرتباط قراءة المواقع الصحفية الالكترونية بالقارىء المتعلم المجيد للتكنولوجيا. وخلصت الدراسة إلى أن القائمين بالاتصال بحاجة الى التأهيل المتخصص، وأنهم بحاجة الى إضفاء الصبغة الشرعية على ممارستهم الصحفية.
(3) دراسة مهري، (2016) (23) . بعنوان: “الاعلام البيئي الالكتروني عبر موقع الفايسبوك ودوره في تحقيق التنمية المستدام: دراسة نظرية وميدانية”، التي قامت بتحليل عينة من الصفحات البيئية العربية على موقع الفايسبوك، خاصة بناشطين بيئيين ومنظمات مجتمع مدني. وتم استخدام اداة الملاحظة، والمقابلة مع عينة من الناشطين المعنيين. وتوصلّت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها: غياب الرؤية التحليلية للاخبار البيئية مع طغيان الجانب الاخباري. كما بينت الدراسة، أن الاعلام البيئي يعاني من غياب إستراتيجية إعلامية بيئية، وما زال إعلام مناسبات يبرز عند ظهور المشاكل والازمات البيئية ثم يختفي لأجل غير مسمى. كما تم ملاحظة ضعف إهتمام الهيئات الحكومية لحماية البيئة، وضعف دور المراكز البحثية البيئية، عبر موقع الفايسبوك.
(4) دراسة الدوسري، (2018) (24)، بعنوان: “فاعلية الإعلام الجديد في تنمية الوعي البيئي : دراسة ميدانية”، التي هدفت إلى التعرف على دور الأعلام الجديد في توعية الشباب بقضايا البيئة، معتمدة على المنهج الوصفي المسحي، وأداة الاستبانة؛ لدراسة البيانات، وتألفت العينة من (220) شاب سعودي بجامعة سطام بن عبد العزيز بمدينة السليل. وكشفت الدراسة عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات أفراد عينة الدارسة (العمر، المستويات التعليمية) في الاهتمام بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الشباب يعتبرون أن منصات الإعلام الجديد ذات رسائل توعية بيئية، وذات أهمية في توعية الشباب بقضايا البيئة. فيما تمثلت أبرز المعوقات، في افتقار بعض وسائل الإعلام الجديد للموضوعية، الحيادية عبر مناقشة قضايا البيئة، وأن معظم القضايا البيئية المعروضة في وسائل الإعلام الجديد لا تقدم حلولا فعالة.

– الدراسات الاجنبية
(1) دراسةHart ness ، (2002)(25) . بعنوان: “استخدام وسائل الاعلام الالكترونية”. والتي سعت الى التعرف على دور القائم بالإتصال في استخدام وسائل الاعلام الالكترونية، ومدى تحقيق الاتصال الأكثر فاعلية وكفاءة. وخلصت الدراسة الى اهمية دور القائم بالاتصال، ودوره الفاعل والمفيد والسريع في تحقيق التفاهم، وشرح القضايا التي تعرضها وسائل الاعلام الالكترونية.
(2) – دراسةAlku Aleksi ، 2011)) (26) . بعنوان: “إنتاج التفاعل: هل تقارب وسائل الاعلام يعزز التفاعل والمشاركة الجماهيرية؟”. هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على عملیة انتاج التفاعلیة وفق البیئة المناسبة، وتأثیر التقارب الإعلامي على عملیة التفاعلیة، وتنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفیة، واستخدم الباحث خلالها أسلوب دراسة الحالة ولآداة المقابلة المقننة مع عدد من القائمين على المواقع الالكترونية التابعة لصحف مطبوعة، واذاعات وتلفزيون، حيث أجرى مقابلات مع القائمين على تصميم هذه المواقع للتعرف على ما تتيحه مواقعهم من ادوات تدعم التفاعلية.
أظهرت الدراسة أن عددا غير قليل من جمهور من مستخدمي مواقع الصحف لا يرغبون بالتفاعل بل يفضلون التلقي فقط. كما بينت أن التفاعل وجها لوجه، من خلال مواقع الدردشة والحوارات الآنية، كانت أكثر الادوات التفاعلية تفضيلا، فيما عللت بعض المؤسسات الاعلامية عدم إستخدام بعض الادوات التفاعلية بقلة القدرة التقنية.
(3) دراسةAnders Larsson ، (2012) (27) . بعنوان: “التفاعل على مواقع الصحف السويدي: ما النوع، وكم ولماذا؟”، التي هدفت الى معرفة التفاعلية المتوفرة على مواقع الصحف الالكترونية السويدية، وهي تنتمي الى الدراسات الوصفية، وإستخدم فيها الباحث المنهج المسحي، مستخدما اداة تحليل المضمون وشملت الدراسة تحليل 65 موقعا تابعا لصحف سويدية، حيث حللت الدراسة صفحات البداية للصحف. وتوصلت الدراسة الى عدد من النتائج أهمها: أن العناصر التفاعلية تحتاج الى تكلفة مالية عالية، بدليل ان المواقع التابعة لجهات لديها القدرة المالية الوفيرة تكون أكثر تفاعلية من تلك التي تفتقر الى هذه القدرة، وانه كلما زاد عدد القائمين على المواقع الالكترونية ازدادت التفاعلية في هذه المواقع، كما أن الصحف المحلية لا تقدم الكثير من عناصر التفاعلية على غرار الصحف الدولية.

التعليق على الدراسات السابقة
من خلال عرض أهم الدراسات التي توافرت للباحث حول الموضوع، يمكن ملاحظة الآتي :
– لم يجد الباحث دراسة تتفق والدراسة الحالية تماما، وذلك من حيث الربط بين معوقات التغطية في المواقع الالكترونية الاخبارية وبين القضايا البيئية التي تتناولها.
– من حيث الاهداف حاولت ثلاث من هذه الدراسات التعرف على دور القائم بالاتصال في الاعلام الالكتروني، والكشف عن العوائق التي تواجهه في ادائه المهني بشكل عام،(الدوسري، 2018)
، في حين يركز البحث الحالي على المعوقات التي تعترض عمل القائم بالاتصال، الذي يتناول القضايا البيئية تحديدا خلال عمله شبه اليومي.
– إستفاد الباحث في التعرف على المناهج التي تستخدم في التعرف على معوقات التغطية في المواقع الالكترونية، كدراسة ومن بينها دراسة عمران،2009)، ودراسة (هاشم، 2005)، والطرق المستخدمة في رصد هذه العوائق.
– على مستوى النتائج بينت الدراسات السابقة أن معظم العوائق تحتاج الى جهد بشري وتقني ودعم مادي بغية تجاوزها، وأن المحرر الالكتروني لم يعد ينشر المواد فقط، بل يقع على عاتقه أيضا بعض الجهد الذي يساعد في التخفيف من تلك العوائق وأحيانا إيجاد الحلول لها.
– بالرغم من ذلك، فإن هده الدراسات كانت بمثابة قاعدة للباحث في بلورة مشكلة الدراسة الاشكالية، وبعض معايير قياس التفاعلية، بالإضافة الى وضع التساؤلات والفروض وتحديد المناهج والادوات البحثية الأنسب لإنجاز البحث الحالي، علما أن عملية قياس التفاعلية تعد حاليا من بين أهم جدليات البحوث الاعلامية برمتها.

الإطار المنهجي للبحث
أولاً: نوع البحث ومنهجه
ينتمي هذا البحث للدراسات الوصفية التحليلية التي تسعى الى الحصول على وصف كامل ودقيق للمشكلة، والتأكد من جميع البيانات بطريقة صحيحة ودقيقة دون أي نوع من انواع التحيز (28) ؛ وذلك برصد بعض العوائق التي إعترضت عمل القائم بالاتصال البيئي، في بعض المواقع الاكترونية البيئية ببعديها الداخلي (داخل مركز العمل)، والخارجي (خارج بيئة العمل)، وصولا الى إستخلاص خصوصية وطبيعة هذه المعوقات.

ثانياً: اداة البحث
إعتمد البحث على أداة (الاستبانه)، المكوّنة من جزئين، تناول الجزء الأول منها البيانات الشخصية لأفراد عينة البحث، في حين تناول الجزء الثاني منها الفقرات المُعبّرة عن اتجاهات المبحوثين، نحو تغطية المواقع الالكترونية لقضايا البيئة، علماً بأنه تم استخدام الإستبانة المغلقة او المقيدة ويشتمل هذا النوع على عبارات أو تساؤلات يمكن للفرد المستجيب إختيار إستجابة أو أكثر من بين إستجابات محددة.
ويتميز هذا النوع بسهولة إجابة المستجيب وسرعة رصد النتائج.

ثالثا: صدق الاداة
قام الباحث بعرض الأداة بصورتها الاولية على مجموعة من المحكمين تألفت من ثلاث أعضاء من أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، متخصصين في الاعلام الرقمي وفي اتصال المؤسسات والإتصال الرقمي، وتم تزويدهم بأهداف البحث وفرضياته للإستنارة بها، وقد أبدوا آرائهم واقتراحاتهم، حيث تم إعتماد نسبة (80%) لقبول الفقرة، وما دون ذلك تحذف الفقرة أو تستبعد، والتي على اساسها إستقرت على وضعها النهائي الذي تم توزيعه على العينة المبحوثة.

رابعا: ثبات الاداة
للتحقق من ثبات اداة البحث، قام الباحث بإستخدام طريقة “الاختبار وإعادة الاختبار”، وذلك بتطبيق الاداة على عينة تكونت من سبعة افراد من أفراد عينة البحث مرتين متتاليتين بفارق زمني (12 يوم) بين الاختبار الاول والاختبار الثاني، وقد تم استخدام معامل ارتباط بيرسون “Pearson” لتحديد درجة الارتباط بين التطبيقين، حيث بلغ معامل الارتباط الكلي (0,82)، كما استخدم الباحث معامل ارتباط “الفا كرونباخ – Cronbachs Alpha”، وقد بلغت قيمة ثبات المقياس (0.88) وهي قيمة تشير الى درجة ثبات عالية.

خامسا: ادوات التحليل الاحصائي
لمعالجة البيانات وإستخلاص النتائج، إعتمد البحث على برنامج الحزمة الاحصائية للعلوم الاجتماعية SPSS، وإستخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية على فقرات الاداة، بهدف الاجابة على السؤال الاول، ومعامل إرتباط “بيرسون” وعامل (ألفا رونباخ) لحساب الصدق الداخلي والثبات لأداة البحث، وإختبار تحليل التباين الاحادي”One – Way Anova”، والنسب المئوية وكذلك التكرارات للإجابة على السؤال الثالث والرابع.

سادسا: مجتمع وعينة الدراسة
– مجتمع الدراسة: يتمثل مجتمع البحث في القائمين بالاتصال داخل المواقع الاخبارية اللبنانية، حيث تم التطبيق على مجموعة من المواقع ممثلة لمجتمع البحث، والتي تتابع الاحداث البيئية بشكل مستمر ولها هيئة تحرير تضم محررين ومراسلين. يّكر أنه اختيار دراسة كل من: (النشرة، lebanonfiles، lebanon24، والكتائب اللبنانية)؛ وذلك لنها تعد من اكثر المواقع الإخبارية الالكترونية شهرة وإنتشارا في لبنان، والأكثر مقروئية، ولأنها تمثل إتجاهات مختلفة.
– عينة الدراسة: إعتمد البحث على عينة قصدية (عمدية) مؤلفة من 20 صحفي وصحفية من العاملين في المواقع الالكترونية المبحوثة، من المتخصصين في تغطية قضايا البيئة في هذه المواقع الاخبارية، حيث تم توزيع (25) استبانه الكترونية، عبر البريد الالكتروني وتطبيقات المراسلة عبر الهواتف الذكية، استرجعها الباحث جميعا (20) استبانه، الا انه وبعد بعد فحصها وتدقيقها، تقرر إستبعاد (5) استبانات منها؛ لعدم صلاحيتها للتحليل الإحصائي، ليُصبح بذلك مجموع عدد الاستبانات الخاضعة للتحليل، هو (20) استبانة، بمتوسط خمسة صحفيين من كل موقع.

نتائج البحث
– النوع الاجتماعي (الجندر): بلغت نسبة الذكور (70%)، فيما بلغت نسبة الإناث (30%).
– الفئة العمرية: بلغت نسبة من تزيد أعمارهم عن (32)عاما (35%)، تلتها نسبة من تتراوح أعمارهم ما بين (29-31) عاما (30%) و(25%) لمن تتراوح أعمارهم ما بين (25-28 عاما)، فيما بلغت نسبة من لا تتعدى أعمارهم (25) عاما (10%).
– المستوى التعليمي: النسبة الأكبر من أفراد عينة البحث هم فئة حملة الليسانس، وذلك بنسبة (70%)، ثم جاءت فئة حملة الماجستير بنسبة (20%)، تلتها فئة حملة البكالوريا بنسبة (10%).
– عدد سنوات الخبرة في العمل الإعلامي البيئي: النسبة الأكبر من أفراد عينة البحث هم فئة من لديهم خبرة تتراوح بين (6 و8 سنوات) بنسبة (45 %)، ثم جاءت فئة من تتراوح خبرتهم ما بين (3 و5 سنوات) بنسبة (40%)، تلتها فئة الأقل من سنتي خبرة بنسبة (5%)، فيما بلغت نسبة من تزيد خبرتهم عن (8 سنوات) (10%). وذلك يعكس أن الفئة الشبابية لم تتأخر كثيرا قبل الالتحاق بالعمل في المواقع الاخبارية الالكترونية بعد تخرجها، خصوصا أن فرص العمل المتوفرة فيها هي أكثر مقارنة بالمؤسسات الاعلامية التقليدية.
واللافت أنه وجوابا على سؤال عما إذا كانت الفئة المختارة تعمل في قسم آخر ضمن الموقع الالكتروني تبين أن (60%) منهم يعمل في القسم الاقتصادي، وذلك يوضح الحاجة الى تعدد الوظائف، ضمن العالم الرقمي، على خلاف الادوار المحددة أكثر في الاعلام التقليدي. فيما أتى القسم الاجتماعي (35%) ثم القسم السياسي(15%).

الإجابة عن تساؤلات البحث
الإجابة عن السؤال الأول: ما هي أبرز معوقات تغطية المواقع الالكترونية الاخبارية اللبنانية لقضايا البيئة من وجهة نظر القائم بالاتصال؟
أشارت النتائج الى وجود بعض المعوقات التي تؤثر على ممارسة العمل الصحفي في الصحافة الالكترونية، عكستها اجابات المبحوثين على النحو الآتي:
جاء عامل ضعف الامكانات المادية بنسبة (75%) بـ (نعم) إلى (25%) بـ (لا)، تلاه ضعف الامكانات الفنية بنسبة (70%) بـ (نعم) إلى (30%) بـ (لا) ، وتلاه فرض السرية والقيود بنسبة (65%) بـ (نعم) الى (35%) بـ (لا)، وافتقار بعضها للموضوعية والحيادية عبر مناقشة القضايا البيئية بنسبة (60%) الى (40%) بـ (لا)، ومخاطر المسائلة القانونية بنسبة (55%) بـ (نعم) الى (45%) بـ (لا)، ومن ثم نقص الكوادر الاعلامية المدربة بنسبة (45%) بـ (نعم) الى (55%) ب (لا)، والارتباط بالقارىء المجيد للتكنولوجيا بنسبة (35%) بـ (نعم) الى (65%) بـ (لا)، وأخيرا صعوبة ادخال نص باللغة العربية بنسبة (30%) بـ (نعم) إلى (70%) بـ (لا).
وتتفق هذه النتائج مع ما يعاني منه واقع العمل في المواقع الالكترونية الاخبارية، ونقصد تحديدا الازمات المالية التي تشهدها الكثير من معظم المواقع (عينة البحث) والمواقع الالكترونية بشكل عام، سيما بعد اقفال عدة مواقع الكترونية إخبارية تابعة لصحف ومحطات تلفزة منها المواقع الالكترونية لصحيفتي السفير والمستقبل ولتلفزيون المستقبل.

الإجابة عن السؤال الثاني: ما آليات استخدام المبحوثين للتقنيات الحديثة في ممارسة العمل الصحفي الالكتروني ولا سيما الصور ومقاطع الفيديو المستخدمة فيه ومصدرها ؟
تبين أن (60%) من المبحوثين يلجأون الى صور الوكالات المحلية والعالمية والمواقع الالكترونية للصحف العالمية أو الصور الجاهزة (Stock Photos). وأن هناك (40%) من المبحوثين يعتمدون على الصور التي يلتقطها المصور الخاص بالموقع، فيما سجل الصحفيون الذين يصورون بأنفسهم النسبة الادنى (35%)، على الرغم من أن التصوير أصبح من المهام المطلوبة من الصحفي العامل في المواقع الاخبارية الالكترونية، خصوصاً أن طبيعة العمل بها تتطلب الصور والفيديوهات للتعبير أكثر من الكلمة. وبات مطلوباً من الصحفيين إستخدام هاتفهم الذكي لإلتقاط الصور والفيديوهات ذات الجودة العالية التي تدعم مواضيعهم أثناء تغطيتهم الصحفية البيئية لا بل حتى مشاركة موقعهم التغطية المباشرة. ولا ننسى أن هذا الهاتف أظهر صحافة المواطن Citizen Journalism، وفي هذا السياق تبرز أهمية إستخدامه كأحد مقومات العمل الصحفي او صحافة المواطن المحلية، والذي يتمثل في سرد الوقائع من قلب الحدث ، فقربك من مكان الحدث يمنحك ميزة كبرى ككاتب صحفي، إذا ما ذكرت التفاصيل المادية (عدد الاشخاص المعنيين ومكان الحدث وزمانه، إلخ) والتفاصيل غير المادية (كيف كان الجو العام وماذا عن شعور تجاه الحدث، إلخ). (unesco29( 29، 2013، ص50).
وفي ما يتعلق بمقاطع الفيديو، فأهميتها تتجاوز أهمية الصور في التحرير الالكتروني، خصوصا تلك التي تؤخذ خلال التغطية الاعلامية الالكترونية لقضايا البيئة وترسل مباشرة الى الموقع او الى مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالصحفي. وبالرغم من ذلك أظهر الاستبيان أن الصحفيين (عينة البحث) يولون هذا العامل الاهمية المطلوبة، إذ أن (55%) يصورون فيديوهات، خلال تغطياتهم من خلال استخدامهم هواتفهم الذكية، مقابل (45%) يصورها المصورون الخاصون بالموقع وهذا يشكل أيضا نقاط ضعف في عملهم الالكتروني، إذ يعد الفيديو من أساسيات النشر الرقمي ومن أساسيات عمل المصور وليس الصحفي.

الإجابة عن السؤال الثالث: ما هي أبرز الأساليب التي يتبعها القائم بالإتصال في المواقع الالكترونية لتغيير قناعات الجمهور واسهامه في ترتيب اولوياتهم واهتماماتهم البيئية؟
أشارت النتائج أن جميع الصحفيين العاملين في مجال البيئة في المواقع عينة البحث، يركزون في المواضيع البيئية التي يعدونها على الجوانب المحلية للمشكلات البيئية؛ كي يشعر الجمهور أنها مشكلته وبنسبة (100%)، ومن ثم يستعينون بالمختصين والخبراء البيئيين لشرح الأبعاد البيئية لحدث ما وذلك بنسبة (75%)، وهذين العاملين يأتيان إنسجاما مع توجيهات رئيس التحرير، وثالثا أتى عامل إستخدام الرسوم التوضيحية والاشكال البيانية الموثوقة بنسبة (75%) أيضا، فيما حل نشر الوعي البيئي عبر المقالات والتحقيقات بدرجة متوسطة بنسبة (25%).

الإجابة عن السؤال الرابع: ما هي أهم اشكال التدخل التي يمارسها المسؤولون في المواقع الالكترونية الاخبارية اللبنانية اثناء معالجة القائم بالاتصال للقضايا البيئية؟
جدول رقم ( 5)
تكملة للسؤال السابق سعى البحث في السؤال الخامس الى التعرف على أشكال تدخل المسؤولين في المواقع الالكترونية على القائم بالاتصال خلال وبعد تحريره المواضيع البيئية، فجاء في مقدمتها طرح موضوعات محددة بنسبة (60%) وكانت أكثر وضوحا في موقع lebanon24، ثم حذف أجزاء من الموضوعات المعدة للنشر بنسبة (55%) وكانت أكثر وضوحا في موقعي lebanonfiles والنشرة، وهو ما قد يرجع الى توجهاتها الحزبية، ثم إضافة أبعاد جديدة على المضمون بنسبة (30%) وكان أكثر تجليا في موقع النشرة وموقع الكتائب، وأخيراً إستبعاد موضوعات بعد إعدادها للنشر بنسبة (25%).

خلاصة :
يشهد عالم الاعلام الالكتروني في لبنان تقدما ملحوظا في عدد هذه المواقع، التي وبالرغم من حيازة قسم لابأس به على ترخيص من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، فإن ذلك لا يعني أن هذا القسم يتمتع بالمواصفات التقنية والمهارات المطلوبة من القائم بالاتصال، بغية مجاراة التطور الهائل الذي تشهده هذه المواقع في العالم.
ويبدو أن المهارات التي إكتسبها القائمون وتحديدا في تغطيتهم لقضايا البيئة في المواقع الالكترونية الاخبارية العاملين بها، أو تلك التي عملوا بها سابقا لم تكن كافية لبناء تجاربهم المهنية الخاصة وتعزيزها على المستوى المهني المطلوب؛ بدليل أن الدور الذي لا يزالوا يقومون به ليس مستقلا بل مطلوب منهم أداء أدوار أخرى في القسم الاقتصادي وحتى الاجتماعي والسياسي. وذلك بدل أن تكون هذه الادوار مستقلة بذاتها.
كما بينت النتائج ضعف الامكانيات المادية لهذه المواقع، وهذه الظاهرة تعاني منها معظم المواقع الالكترونية الاخبارية في لبنان، مما إنعكس ضعفا على الامكانيات الفنية والتقنية، وهذا ربما ما يدفع بالصحفي الالكتروني إلى الاعتماد على الصور من الوكالات المحلية والعالمية أو الصور الجاهزة بدل أن يلتقطها المصور بنفسه وبكاميرا متطورة، علما أن ذلك يتطلب إخضاعه لدورات تدريبية على يد مصورين متخصصين داخل مكاتب الموقع أو خارجه، لأنه وكما ذكرنا بات يطلب من الصحفي الالكتروني اليوم لعب عدة أدوار بما فيها إلتقاط الصور الخاصة بموضوعه.

قائمة المراجع

1- عامر، فتحي ، (2018 ). الصحافة الالكترونية .. الحاضر والمستقبل، ط1، : دار العربي للنشر والتوزيع. القاهرة، ص 172 .
2- جابر، نجلاء محمد ، (2014 )، الاعلام السياسي، ب.ط.، دار غيداء للنشر والتوزيع.، عمان، ص 80
3- بن نوار، صالح ، (2011 ). وسائل الاعلام والبيئة، الملتقى الوطني حول البيئة والمجتمع، جامعة قسنطينة، الجزائر، ص 191،192.
4- دوله، زهير مصطفى، أشتيوي، عماد محمد ( 2006 )، القائم بالاتصال في المواقع الالكترونية الاخبارية الفلسطينية، دراسة ميدانية، غزة، الجامعة الاسلامية في غزة، ص14
5- البدراني، فاضل ، ( 2015 ). أسس التحرير الصحفي والتلفزيوني والالكترونيدار الكتاب الجامعي، العين، الامارات، ص30 .
6- الحجار، أمل، 2005 . اتجاهات الصحفيين في قطاع غزة نحو المواقع الإخبارية الإلكترونية: دراسة ميدانية، (بحث تكميلي، غير منشور)، الجامعة الاسلامية، كلية الصحافة والإعلام، غزة، ص 16
7- خضر، إبراهيم خليل ، ( 2013 ). مهارات الاتصال، ط. 1 ، الجندي للنشر والتوزيع، القدس. ص32.
8- دحمار، نور الدين، ( 2011-2012). قضايا البيئة في الصحافة المكتوبة، دراسة تحليلية لجريدتي وقت الجزائر والشعب، (رسالة ماجستير)، جامعة الجزائر 3 ، كلية العلوم السياسية والاعلام. الجزائر، ص11.

9 -Sweetser, K.D., & Brown, C.W. (2008, November). “The forked tongue of Iran: An exploration of propaganda to multiple target audiences.” Paper presented to Public Relations Division, National Communication Association annual conference, San Diego. P6.

10- بن عمرة، عائشة، (2017). قضايا المرأة العربية في برامج التلفزيونية العربية، دراسة تحليلية لمضمون برنامج كلام نواعم في قناة MBC1، (شهادة ماجستير)، جامعة محمد بوضياف المسيلة، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية. الجزائر، ص23.

-11 Hong, Seong Choul. “Propaganda Leaflets and Cold War Frames During the Korean War” Paper presented at the annual meeting of the International Communication Association, Marriott, Chicago, IL, May 20, 2009. P 3
– Steven A. Patterson , Political Behavior Patterns in Everday life . Sagle : Newbury Park , California , 1990 ,p . 231

13- عابد، زهير عبد اللطيف، ( 2015). الاعلام الجماهيري، ط2، دار اليازوري، الاردن، ص 218.

14- العتيبي، فاطمة فيصل، (2007).الاعلام والتعليم شركاء في التنمية، ورقة مقدمة الى المؤتمر الدولي للتربية الاعلامية، الرياض، خلال الفترة 4-7 مارس 2007.

15- نصر، حسني محمد، عبد الرحمن، سناء،( 2005)، الفن الصحفي في عصر المعلومات : تحرير وكتابة التحقيقات والاحاديث الصحفية ، دار الكتاب الجامعي، الامارات العربية المتحدة، ص 56.

16- كمال، وسام، ( 2014 ) ، الإعلام الإلكتروني والمحمول بين المهنية وتحديات التطور التكنولوجي، ط1 ، دار فجر للنشر والتوزيع، بتصرف، القاهرة ص 22-23 .

17- خليل، صفاء محمد، ( 2016 )، الوسائط المتعددة ودورها في تطوير الممارسة الصحفية، رسالة دكتوراه ، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، السودان، ص 298-299.

18- وزوز، سامية اسامة ،( 2014 ). أثر الإعلام المكتوب في تنمية الوعي البيئي، دراسة تحليلية، (رسالة ماجستير)، جامعة القدس، القدس، عمادة الدراسات العليا، ص3.

19- سركيس، كلوديت، (2017). البيئة في لبنان في اسوأ مرحلة… حرب لتهجير اللبنانيين، النهار، لبنان، 16 نيسان 2017

20- ما هي اللائحة السوداء في لبنان للعام 2017؟، الديار، 13 حزيران 2017.

21- هاشم، عبد الباسط، (2005). “التفاعلية في المجالات الالكترونية على شبكة الانترنت ، دراسة تحليلية لمجلتي آخر ساعة المصرية وتايم الامريكية”، (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة جنوب الوادي – كلية الآداب بسوهاج، مصر .

22-عمران، اميمة محمد، (2009). “الاداء المهني للقائم بالاتصال في الصحافة الالكترونية المصرية- دراسة ميدانية”، بحث مقدم للمؤتمر العلمي الدولي الخامس عشر لكلية الاعلام ( الاعلام وقضايا الاصلاح في المجتمعات العربية )، خلال الفترة 7-9 يوليو 2009 ، جامعة اسيوط، كلية الاداب، مصر .

23- مهري، شفيقة، ( 2016). ” الإعلام البيئي الإلكتروني عبر موقع الفايسبوك ودوره في تحقيق التنمية المستدامة”، مجلة العلوم الاجتماعية، ع 23 ، ديسمبر 2016 ، ص ص 217-199 .

26- الدوسري، راشد بن هادي، (2018) ” فاعلية الإعلام الجديد في تنمية الوعي البيئي : دراسة ميدانية “، (رسالة ماجستير). جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كلية العلوم الاجتماعية، السعودية.

-27Hartness .D , using electronic media (EDD) , ( U S A : the university of north Carolina, 2002.

– 28Aleksi Alku, Media and Communication Studies, University of Helsinki, Master’s Thesis, unpublished, April (2011)

-29 Anders Larsson, “Interactivity on Swedish Newspaper Websites: What Kind, How Much and Why?”, The International Journal of Research into New Media Technologies, Vol.18(2), 2012:p.p195-213, sage Publications.

30- البشير، سعد علي، (2018). دور الاعلام في الحماية القانونية للاطفال في النزاعات المسلحة، التقارير الاخبارية في الموقع، الالكتروني لقناة الجزيرة أنموذجا، مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية، مج 7، ع 2، ص 318.

31- Unesco ، 2013، ص50.

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

الدكتور مازن مجوّز اعلامي وباحث

الدكتور مازن مجوز ، باحث وإعلامي . يشغل منصب مسؤول الإعلام والعلاقات الخارجية في الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال، ونائب رئيس مجموعة " الصحافة العربية " للتواصل الإعلامي، وأحد مؤسسي شركة Beyond the stars للخدمات الإعلامية اللبنانية ، يعمل حاليا في ال new media في أكثر من مؤسسة إعلامية ، وهو باحث متخصص في شؤون الاقتصاد البيئي والإدارة، ومدير مكتب مجلة "أسواق العرب" في بيروت ، لديه مئات التحقيقات والمقالات في مجالات : السياسة، الإقتصاد، البيئة ، والمجتمع المنشورة في صحف لبنانية وعربية ومواقع إخبارية إلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى