الاحدثفلسطين

نتائج صادمة لحرب غزة!.. إنهيار أخطر المشاريع الأميركية –الإسرائيلية | بقلم محمد حمية

مُنذ اللقاء الشهير بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في “تل أبيب” عقب عملية 7 تشرين الأول الماضي، رُسِمت صورة للمشهد الفلسطيني الجديد أكان في غزة أو الضفة الغربية بريشةٍ ثاقبة ومعالم واضحة وخطوط ثابتة أولها: سحق حركة حماس، تهجير سكان شمال غزة الى جنوبه فترحيلهم إلى سيناء المصرية، وفقاً لمشروع “الترانسفير”، واستعادة الرهائن والأسرى من دون قيد أو شرط وتغيير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة انطلاقاً من غزة وفلسطين، بقول نتانياهو في بداية الحرب “سنحارب لفرض مشروع الشرق الأوسط الحديد”.

بعد حرب الإبادة الإسرائيلية وقوة تدمير في غزة تعادل 5 قنابل نووية ومعارك ضارية في القطاع وساحات الإسناد من جنوب لبنان والجولان السوري الى العراق واليمن، على مدى 50 يوماً، يمكن التوقف عند الخلاصات التالية:

*سقوط الرواية أو الدعاية الإعلامية الإسرائيلية في ثلاث محطات: الأولى عندما زعم نتنياهو وبايدن بأن حركة حماس قتلت المستوطنين وحزّت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء خلال عملية 7 تشرين الأول، ليُبيّن الإعلام الغربي والأميركي زيف الإدعاءات وتظهر لاحقاً التحقيقات الأمنية الإسرائليية بأن جيش الإحتلال قتل جنوده ومستوطنيه، كما سقطت الرواية في مستشفى المعمداني حيث ثبُت القصف الإسرائيلي المتعمد عليه، فيما تهاوت المسرحية الإسرائيلية بوجود صواريخ وأسلحة وجنود لحماس في أقبية مستشفى “الشفاء”.

*ضرب مشروع الإستيطان العامود الفقري للحركة الصهيونية العالمية التي أنشأت الكيان الصهيوني، وذلك بعد فشل الحكومة الإسرائيلية باستعادة الأمن من الجبهة الجنوبية (غلاف غزة) والجبهة الشمالية (جنوب لبنان)، وضجّ الإعلام الإسرائيلي بمقالات ومعلومات وشهادات بأن المستوطنين لن يعودوا الى الشمال والجنوب في ظل وجود حزب الله وحركة حماس. فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية لم تستطع حماية المستوطنات الحالية، فكيف تُقيم مستوطنات جديدة؟.

*تهاوي هيبة الجيش الإسرائيلي “الذي لا يُقهر”، في مستنقع غزة، ولا حاجة لسرد الخسائر البشرية والمادية والمعنوية في الميدان خلال 50 يوماً من القتال، للدلالة على حجم الهزيمة التي لحقت بهذا الجيش الذي لم يستطع الصمود في جبهة لا تتعدى عشرات الكيلومترات، فكيف بجبهات مثل جنوب لبنان بقوة هائلة مثل حزب الله وسوريا والعراق واليمن وإيران ربما؟

*تشوّه الصورة التي حاولت “إسرائيل” تقديمها للرأي العام العالمي وللدول العربية ودول المنطقة بأنها “دولة” حرية وديمقراطية وسلام وحوار وعلاقات حسن جوار، وتُقيم وزناً لحقوق الإنسان في ضوء مناخ التطبيع مع دول عربية وخليجية عدة لا سيما السعودية، فها هي المجازر التي حوّلت غزة الى مقبرة للأطفال تهز الضمير العالمي تُظهر الصورة العكسية لها بأنها أسوأ من “داعش”.

*تعثّر مشروع التطبيع الذي تقدم في الأشهر الأخيرة قبل عملية 7 تشرين، لأن فلسفة التطبيع قائمة على أنه يحقق الإستقرار والسلام في المنطقة، وعبارة عن قايضة بين “إسرائيل” والدول المطبعة وفق معادلة “الاقتصاد والمشاريع والاستثمار في النفط والغاز والسياحة، مقابل حماية الأنظمة”، لكن ظهر أن الجيش الإسرائيلي “أوهن من بيت العنكبوت”، ولا يستطيع حماية نفسه ومستوطنيه فكيف بالأنظمة العربية؟

فضح حقيقة الصورة التشبيهية بين حركة حماس وتنظيم “داعش” التي أراد نتانياهو تظهيرها لاستعطاف الرأي العام الغربي والعالمي وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية لدى الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، وذلك مع مبادرة حركة حماس إلى تسليم الرهائن والأسرى الأجانب والإسرائيليين سالمين وفق صفقة التبادل، حيث ارتفعت الأصوات في الإعلام الإسرائيلي اعتراضاً على نقل مشاهد تسليم حماس للأسرى والرهائن التي ظهرت كيف أنهم يودعون مقاتلي حماس ما يعكس المعاملة الجيدة لهم خلال وجودهم في الأسر.

*انكشاف زيف الإدعاءات الغربية الأميركية – الأوروبية بأنها واحة للديمقراطية والحرية ولحقوق الإنسان، بتبنيها الرواية الإسرائيلية وتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والديبلوماسي والإعلامي والمالي والعسكري لأكبر مجرم في التاريخ المعاصر.

*سقوط منطق القوة والفرض الإسرائيلي، إذ أن “إسرائيل” أذّعنت لإرادة المقاومة الفلسطينية التي فرضت الهدنة ووقف إطلاق النار وانتزعت استعادة الأسرى وفق عملية تبادل تحكمت بتفاصيلها باعتراف القادة والإعلام في “إسرائيل”، بالقوة والمقاومة والمواجهة والصمود.

*تهاوي خيار المفاوضات والسلام الذي رفعته السلطة الفلسطينية منذ اتفاق “أوسلو”. جاءت صفقة التبادل التي انتزعتها حماس بالقوة، لتعرّي حقيقة السلطة الفلسطينية التي لم تستطع تحرير أسير واحد من سجون الإحتلال، وها هي حماس تخرج الأسرى ويعودون الى الضفة بالزهور والأهازيج، ما يرفع شعبية حماس على حساب السلطة الفلسطينية ويوجه صفعة مدوية لرئيسها محود عباس وضربة قاسمة لمشروع المفاوضات والسلام.

*مزيد من تآكل قدرة الردع الأميركية للأسباب التالية: هزيمة كيان الإحتلال كقاعدة أميركية عسكرية متقدمة في الشرق الأوسط، حيث اعتبرها الأميركيون حربهم وسخّروا لها قدراتهم واستنفروا بوارجهم للدفاع عن “إسرائيل” وأرسلوا رسائل تهديد الى حزب الله بعدما أبلغوا نتانياهو بأن “عليكم بغزة ونحن نتولى حزب الله والجبهات الأخرى”، فاستمر الحزب بعملياته على طول الحدود وأعلن السيد حسن نصرالله بأن “أعددنا العدة للبوارج في البحر”، ووسّع الحزب منطقة العمليات الى عمق 10 كيلومتر في “الكيان”، وظهرت ذروة تآكل قوة الردع الأميركية في استهداف قواعدها العسكرية في العراق وسوريا مكتفية برد لحفظ ماء الوجه، وفي الصمت على احتجاز حركة أنصار الله سفينة “إسرائيلية: تجارية في البحر الأحمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى