الاحدثفلسطين

هل يغير طلاب أميركا العالم ؟؟ | كتب د. ناجي صفا 

هي لحظة تحدي كبرى تصدى لها طلاب الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية يمكن لها ان تغير وجه العالم على مستوى النظم السياسية، خاصة  سيطرة الأوليغارشية، وهي تشي بسيطرة  النخب التقدمية التي تؤمن فعلا بالحرية وحقوق الشعوب، آخر ما كنت افكر به ان يثور طلاب أميركا لأجل فلسطين ودفاعًا عن غزة ، رغم الضخ الإعلامي على مدى خمس وسبعين عاما ضد الفلسطينيين على انهم ارهابيون .
ثار طلاب الجامعات الأميركية متحملين اعباء المواجهة مع الشرطة ومع السلطات المحلية وسلطة رؤساء الجامعات الذين انقسموا بين معارض ومؤيد وفقًا لإرتباط كل منهم المصلحي والأيديولوجي والطبقي والمرتبط اغلبهم بعلاقات مصلحية مالية مع الكيان الصهيوني ، ورغم القمع والإعتقالات . .
كان الإنطباع العام  أن طلاب أميركا يعيشون في عالم آخر من الرفاهية وتوفر الحاجات، ما يدفعهم لعدم الإكتراث ، لكن تبين ان الجامعات الأميركية هي حقا مصنع ثقافي وقيمي يتسق مع ما جاء في الدستور ولا سيما مادته الأولى من حقوق شخصية للفرد ومن حريات .
لطالما كان الطلاب عادة في المجتمعات الحية بمثابة الجيش الذي يراهن عليه في صناعة التاريخ السياسي للبلدان ، في العام ١٩٦٨ شكلت ثورة الطلاب في فرنسا المنعطف السياسي الذي استطاع التغيير ..
الطلاب الأميركيون الذين ثاروا في الجامعات لأجل فلسطين بوجه العنصرية الصهيونية والإجرام الصهيوني اكتشفوا كم كانوا مضللين سواء بالنسبة لقضية الشعب الفلسطيني ، او بالنسبة للمعايير التي تعتمدها دولتهم وجامعاتهم وارتباطهما المصلحي على حساب القيم والمبادىء التي تدرسها الجامعات الاميركية منذ اكثر من خمسين سنة .
الطلاب بوعيهم السياسي والطبقي والإنساني شكلوا بداية انفجار اجتماعي بوجه الظلم والتسلط والمصالح الخاصة على حساب القيم والدستور والإنسانية وهم الآن  يشكلون اداة التغيير التي تحتاجها المجتمعات وهذا ما تشهده أميركا اليوم ، من المنتظر والمتوقع  أن يتدحرج هذا الجهد  ككرة الثلج في الدول الأوروبية للإطاحة بطبقة المصالح واليمين الرديكالي الذي يعاد تشكله في الغرب . أنها مساحة ضوء انطلقت من الجامعات بصفتها مصنع الأفكار والرجال .

الدكتور ناجي صفا، كاتب سياسي لبناني

الدكتور ناجي صفا، كاتب سياسي لبناني وله العديد من الآراء الجريئة في الموضوعات الاقتصادية السياسية خاصة حول الأزمة اللبنانية والبراهين الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى