ما عادت حربًا باردة ولا على نار خفيفة، لا حربًا بالرسائل ولا حربًا بالوكالة، توضح المشهد الذي لطالما تحدثنا عنه، الرأسمالية الجشعة لن تسمح للرأسمالية الجائعة ان تنمو وان تقاسمها الارباح والثروات الطبيعية والاسواق.
ولّى زمن التراشق من فوق رؤوس العرب والأوكران والبولونيين واليوغسلافيين والفنزوليين والفرس ودخلت الرأسمالية بأُمّها وبأبيها ساحات المواجهة المباشرة…
لم يعد هناك من اسواق قابلة للنهب غير دول عائلات الخليج وبعض الدول الافريقية التي بالكاد تسدد ديونها لتعيش…
صارت الصين وروسيا الاتحادية وكوريا الشمالية وايران وفنزويلا اسواقا الزامية لتنتعش الرأسمالية الجشعة.
أية صدفة هي ان تكون مواجهة بين الدول التي تدير ثرواتها الطبيعية بنفسها وبين دول تتدخل في انظمة كل الدول لتسلبها خيراتها؟
ممنوع ان يكون هناك حكما وطنيا مستقلا يدير ثروات البلاد خارج سلطة الدولة المالية الرأسمالية العالمية المسماة سابقا امبريالية.
ممنوع.
ممنوع واحمق كل من صدّق ان الولايات المتحدة الاميركية دخلت بغداد وطرابلس الغرب لتخلصهما من حكم ديكتاتورين خطيرين، اثبتت الوقائع انهما ازيحا لتدخل الشركات الاجنبية لتسرق البلاد ومن فيها.
هل حرية العراقيين والليبيين عزيزة على قلوبهم اكثر من حرية الفلسطينيين؟
ممنوع ان يكون هناك سلطة وطنية مستقلة.
عند بدء الحرب في سوريا سنة 2011 ,كانت ديون سوريا الخارجية صفر % لذلك وجب اسقاط النظام ورغم سيئاته القمعية والمخابراتية والفاسدة يبقى افضل من اي تدخل خارجي لنهب دمشق.
قبل ان يعدموا الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو ،صرخ بهم ان لا ديون خارجية على رومانيا وعند محاكمة الرئيس الالماني هونيكر المصاب بالسرطان سخر منهم وسألهم عن ديون المانيا الاشتراكية وكذلك تيودور جيفكوف البلغاري ،القوا القبض عليه وحاكموه فلم يجدوا في سجله نهبا ولا اورثهم بلدا يعاني من اية ديون ما اضطرهم ان يخلو سبيله…
انظروا الى بوخارست والى صوفيا اليوم!
كم كانت ديون ليبيا قبل اعدام معمر القذافي؟
كم كانت ديون العراق قبل سقوط بغداد؟
قارنوا لتعرفوا فإن عرفتم ستدرون لماذا المطلوب اغتيال بوتين بالسمّ وتقسيم روسيا ولماذا الحزب الشيوعي الصيني مزعج وما سبب كراهيتهم لكيم جونغ اون.
هل هدفهم الديمقراطية لاهل كوريا الشمالية؟
شاهد العالم وشهد لديمقراطيتهم في مصراته وفي الفلوجة…
تايوان او الصين الوطنية ارضا صينية باعتراف الامم المتحدة والدونباس وحتى كييف ارضا روسية الا ان السبب للاشتعال ليست هوية الارض وانتماء الناس بل اقتحاما لانقاذ راسمالية جشعة من راسمالية جائعة متمردة لا تقبل ان تقف في الطابور لتتسول من واشنطن مستقبلها ولا ان تتقاسم الثروات وفق قوانين عصابات..
لكل راسمالية عصابتها ويبدو ان العصابات اختلفت على الطريقة الايطالية والمكسيكية.
من دون المانيا وفرنسا لا وجود لاوروبا الغربية كلها وحاليا يجمعون الحطب لأن الشتاء المقبل سيكون قارصًا وقاسيًا…
انقسم العالم لفسطاطين، واحد منهم يضم روسيا والصين وكوريا الشمالية وكوبا وايران وما تبقى من سوريا ومن فنزويلا اضافة إلى صربيا وروسيا البيضاء وفسطاط آخر يضم واشنطن ولندن وباريس و تل ابيب من دون المانيا ومن دون تركيا.
تبقى الهند والبرازيل بلدان محايدان لكن عند الواقعة سيدعمان موسكو وبكين…
كل شيء يوحي ان الحرب ما عادت بين انفصاليي الدونباس وكييف بل صار للنزاع لونا عالميا يمهد لحرب عالمية مباشرة لاخفاء انهيار مالي عالمي وشيك…
ما نراه ليس غير ثأر الاتحاد السوفياتي و صدق توقعات كارل ماركس.
يبدو ان ما ظنناه اسطورة دينية وتعارضا مع العلوم والعقل تثبت واقعيته فالحرب العالمية الرابعة ستكون بالحجارة وبالسيوف وبالسلاح الابيض وسنصلي جميعا خلف المخلص بعد قرقيسيا وبعد هرمجدون.
لا تنسوا ابدًا:
اقصفوا دي.ونا؟