اجتماعدولي

نصف ألفية على رحلة ماجيلان: هكذا تغيّر العالم

عن Bangkok Post

منذ نحو 500 عام انطلق ماجلان من إسبانيا في رحلته الاستكشافية الأولى للعالم، حيث كان يرغب في التعرف على المزيد والمزيد من بقاع كوكب الأرض والتي كانت ترقد في طيات المجهول.
وبعد مرور عامين منذ إبحاره إلى قلب العالم، قتل ماجلان على يد سكان إحدى الجزر الفليبينية والمعروفين بكراهيتهم للأغراب، ليستأنف خليفته جون سباستيان تلك الرحلة الاستكشافية العظيمة والتي قدر لها أن تتم في غضون ثلاثة أعوام، وبرغم ذلك فإن اسم ماجلان لازال هو الأكثر رسوخا في الأذهان حتى يومنا هذا، حتى أن الكتب تتدارس تلك الرحلة تحت مسمى “رحلة ماجلان”.
وينظر البعض إلى ماجلان باعتباره مصدرا لإلهام البشرية ونابغة عصره، فقد خطط لاكتشاف العالم وشق طريقه في البحر وهو على يقين تام بأن انطلاقته نحو المجهول ستكون حتما بلا عودة.
وحقيقة، فإن رحلة ماجلان قد أثرت بشكل إيجابي على كافة المجالات الإنسانية، ويمكن رصد آثارها على مختلف الأصعدة، فقد كانت خطواته الأولى بمثابة نقطة الانطلاق نحو تقدم البشرية بأسرها.
ويمكن القول بأن رحلة ماجلان قد غيرت مجرى التاريخ، فهي تتساوى بذلك مع الرحلة الاستكشافية البشرية الأولى لسطح القمر، فكلاهما كان الحدث الأول من نوعه على سطح كوكب الأرض، واعتبر بمثابة حجر الأساس للتعرف على العالم بصورة جديدة، وبالتالي فإن يوري جاجاريين رائد الفضاء الأول في العالم هو خليفة ماجلان بعد انقضاء مئات السنوات.
كما أن رحلة ماجلان قد أعادت تشكيل ورسم خرائط العالم من جديد، وذلك بعد نجاحه في اكتشاف المضيق الواقع في جنوب أمريكا الجنوبية والذي يربط بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي، ولا يزال يحمل اسمه حتى يومنا هذا.
ويصف المؤرخ الأمريكي لورنس بيرجرين، اكتشاف مضيق ماجلان بكونه أعظم الأعمال البطولية في مجال البحرية عبر التاريخ، فقد أوجد ماجلان ممرا بحريا عالميا ليقدمه للبشرية للمرة الأولى، ذلك في الوقت الذي لم تتوفر له الخرائط اللازمة لذلك وكان وجود المضيق في تلك البقعة من الأرض بالنسبة له أمرا مجهولا وغامضا.
وعلى صعيد آخر، فقد كشفت رحلة ماجلان عن حقيقة فلسفية هامة، ألا وهي أن الناس جميعا على اختلاف ألوانهم وأشكالهم يعيشون في عالم واحد، تلك الحقيقة لم يدركها الناس من قبل، وبالتالي فإن رحلة ماجلان لا تعد إسهاما في مجال الجغرافيا وعلم الأنثروبولوجيا فحسب، بل إضافة حقيقية في علم الفلسفة أيضا.
كما يمكن اعتبار رحلة ماجلان العظيمة بمثابة المدخل الأول لاستكشاف الكون والفضاء الخارجي، فقد لاحظ أفراد الطاقم المرافق أثناء عبورهم لمضيق ماجلان، وجود مجرتين واضحتين للعيان في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، والمعروفتان حاليا باسم “سحب ماجلان”.
وقد قام ماجلان بإطلاق بعض الأسماء على البقاع التي كان يكتشفها تباعا من أراضي أمريكا الجنوبية، وبعد مرور السنوات قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإطلاق نفس الأسماء أيضا على بعض المناطق التي تم اكتشافها حديثا من سطح كوكب المريخ.
ويسعى بيرجرين الذي نجح مؤخرا في تأليف كتابه عن السيرة الذاتية لماجلان في إقامة تليسكوب ضخم في دولة تشيلي والذي على الأرجح سوف يحمل اسم ماجلان أيضا.
إن إنجازات ماجلان لازالت يشاد بها في كافة المحافل الدولية الخاصة بعالم الاستكشاف بوجه عام، فقد صنع البحار البرتغالي علامة استرشادية هامة للأجيال التي جاءت من بعده كي يتمكنوا من استئناف المسيرة واكتشاف الكون، حتى أن جميع المشتغلين ببرنامج الفضاء بوكالة ناسا تقريبا يقرأون عن رحلة مجالان، فهو بالنسبة لهم بمثابة القائد والمرشد والملهم.
رابط المقال الأصلي: اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى