في لبنان يمكن أن أفهم أن يضحي المواطن لأجل وطن يؤمن العدالة للمواطنين، أو يؤمل أن يؤمن هذه العدالة يومًا ما، وان هناك أشارات تؤكد على إمكانية هذه العدالة، لكن في بلد كلبنان حيث لا عدالة وحيث الفساد والمحاصصة أوصلنا الى ما نحن فيه، وهذا الفساد والتحاصص لا زال قائم وسيظل قائم لأنه لا مصلحة لكل الاحزاب اليوم بالاصلاح ولا مصلحة اليوم لكل الاحزاب بوقف التحاصص، أو على الاقل الوقوف في وجه الفساد والتحاصص بشكل جدي، هنا في لبنان ما نفع التضحية ولمن نضحي، نضحي لأجل هؤلاء الفاسدين ليزدادوا غنى، نضحي لأجل هؤلاء الظالمين ليزدادوا ظلمًا، لمن يضحي اليوم الشعب اللبناني، ولمن سيضحي، مسكين هذا الشعب المظلوم، الذي يتم الضحك عليه بشعارات مرة طائفية، ومرة إنسانية ليسطف في الصف الطائفي دفاعًا باعتقاده عن الطائفة، ألم يكن ملف الدعم درسًا نتعلم من خلاله فساد هؤلاء، ثم أتى ملف الفيول العراقي والذي تم توزيعه بشكل شبه مجاني على المنظومة الفاسدة فيما الشعب المسكين سيدفع لاحقًا ثمنه من جيبه، الحمد الله الذي فشل ملف كهرباء الاردن والغاز، لأنه أيضًا كان سيتم تمويله بقرض سيدفعه الشعب المسكين لاحقًا فيما هو سيوزع مجانًا على المنظومة ذاتها، وسيستفيد منها قصورهم، مصانعهم، شركاتهم، أحياءهم، الفقراء هم الذين سيدفعون ثمنها وهي التي لا تأتي لديهم الكهرباء لأكثر من ساعة.
أما ملف الطحين الممول من البنك الدولي بقرض فله قصة أخرى، قصة علي بابا والأربعين حرامي من المطاحن، والافران، والنازحين واللاجئين فيما أيضًا سيدفعه اللبناني المسكين الذي لم يستفد منه إلا بفتات.
اليوم هذا المسكين المطلوب منه التضحية بمعركة مع العدو الاسرائيلي لأجل غاز معروف من سيسرقه، ومعروف من سيستفيد منه، لو كان شعار المعركة، معركة حتى تحرير فلسطين لهو أشرف من معركة لتحرير الغاز للصوص، والله ان هذا الشعب المسكين لا يستحق هذا كله منكم، الشعب اللبناني وخاصة ولو تحدثت هنا بلغة طائفية لأنه هذا هو واقعنا، ان الطائفة الشيعية لم تعد قادرة على التضحية لأجل اللصوص، ان الطائفة الشيعية لم تعد تملك ما تضحي به لأجل هؤلاء الفاسدين، فإما ان تغيروا شعار المعركة، وليكن شعارها لأجل القدس، أو أوقفوا هذه الشعارات .