الاحدثدولي

المفاوضات الإيرانية الأمريكية نحو مستقبل جديد في المنطقة| بقلم علي الهماشي

تختلف هذه المفاوضات عن كل ما جرى سابقاً من مفاوضات بين الجانبين في اللقاء الثنائية لرجال من أجهزة الدولتين، فهي علنية وثنائية.
 وهذه المفاوضات وإن كان موضوعها المعلن البرنامج النووي الإيراني فإنها تختلف عن مفاوضات (2+4) التي نتج عنها إتفاق إيران مع الولايات المتحدة في عهد أوباما والدول الأوروبية المعنية بالملف النووي. كان الاتفاق آنذاك ضربة كبيرة للكيان الصهيوني ،وفي المقابل لم يكن السيد المرشد في إيران واثقاً من صمود هذا الاتفاق لعدم ثقته بالساسة الأمريكان، وجاء إلغاء ترامب للإتفاقية تصديقاً لمخاوفه أنذاك.
 إنَّ هذه المفاوضات سواءً كانت غير مباشرة كما يريد الإيرانيون تسميتها أو مباشرة كما أرادها الأمريكان وأكدوا على ذلك سيكون نتاجها عهد جديد في المنطقة ..
هذه المفاوضات إن نجحت واستمرت سيكون بعدها شرق أوسط جديد لا على طريقة نتنياهو بل شرق أوسط يوحده الاقتصاد معتمداً على سياسية سلمية بعيداً عن عرض العضلات د، وسيقلص من امتداد الكيان العسكري .
هذه المفاوضات إن استمرت ونجحت فهي متنفس أو لنقل طوق نجاة لإيران بعد محاصرتها عسكريا نتيجة لفقدانها مصادر قوتها الخارجية وتأثيرها وابتعادها عمليا عن الحدود الفلسطينية، واستيلاء تركيا والكيان على سوريا وتغيير شكل المنطقة عسكرياً وسياسياً.
لهذا كانت هذه المفاوضات طوق نجاة  لإيران التي لم تفقد قوتها الداخلية وإنما فقدت أوراقاً خارجية كانت  تستخدمها في عملية التدافع وهي بارعة في ذلك.
هذه المفاوضات ونتائجها ستجعل من الدول العربية في الخليج أولا إلى الانفتاح على إيران بصورة طبيعية مما يزيد من فرص النمو الاقتصادي لديها ، و قد تتأخر في لجوئها إلى الكيان من أجل طلب الحماية من التهديدات الإيرانية …
هذه المفاوضات ان استمرت ونجحت فهي تجعل من الولايات المتحدة كما هو المفترض حائط صد أولي أمام الكيان في أي محاولة لعمل عسكري قادم ،كما كانت إدارة بايدن سابقاً.
هذه المفاوضات ان استمرت ونجحت ستفتح الباب للسياسة الناعمة وإن يسميها بعضهم (الحرب الناعمة)  ،وهي ما يتخوف منه فريق المحافظين في إيران بل حذر منها السيد القائد في خطابات سابقة.
ولهذه المخاوف مبرراتها سيما بعد ماجرى من ضغوط غير مسبوقة في تفاعلات الجمهور الايراني المعارض  وضغوطات الخارج بعد حادثة (مهسا أميني ).
لكن المفاوضات كانت الخيار الأسلم فهو اعتراف أمريكي بأنَّ النظام الايراني مقبول ويمكننا التفاهم معه مكذباً ادعاءاته السابقة فلم تعد إيران (زعيمة محور الشر) كما يعبر الساسة الأمريكان .
قد تكون المخاوف لها مبرراتها ولسان الحال يقول ” لم نُهزم عسكرياً لكننا قد نُهزم بالحرب الناعمة ” فالشيطان الاكبر له حبائله مرة بالعصا ومرة بالجزرة .
ان هذه المفاوضات ونتائجها لها منافع ومضار كأي تحد آخر يواجه إيران منذ انتصار الثورة والإطاحة بالشاه أواخر السبعينات من القرن الماضي.
فالمتفاءلون ذكرنا طموحاتهم أعلاه والمتخوفون لهم مبرراتهم أيضا ، وكل ماسيجري سيبين تماسك إيران وقوتها أم يكشف لنا أمراً آخر ..
 لكننا سننتظر كغيرنا ونرى النتائج ونأمل أن تستقر .الأوضاع في المنطقة

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى