ازمة لبنان

تهانيّ القلبية للنواب الملقّحين بقلم د. عدنان منصور

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

تهانينا القلبية الخالصة للنواب الذين تلقوا جرعة اللقاح هذا اليوم، للحفاظ على صحتهم الغالية على قلوب اللبنانيين، لأنهم يعرفون جيدا ان صحتهم ضرورية، قبل صحة المواطنين، وفوق كل اعتبار، دون الأخذ بالمعايير ، والاولويات، والافضليات، والاخلاقيات، والقواعد الصحية والإجرائية المتبعة في هذا المجال.
تهانينا لهذه النماذج الانسانية التي تعطي المثل الحي للمنظمات الصحية والدولية في العالم ، وتثبت تحليها الكبير بالشفافية، وعدم الأنانية ، والعطاء الإنساني، وبالروح الوطنية المتميزة، وبالتضحية العالية.
كان على هؤلاء قبل غيرهم أن يتناولوا جرعة اللقاح، لان بقاء الوطن، من بقائهم وأن أي نكسة يتعرضون لها تشكل كارثة للبلد وللشعب لا يمكن له أن يتحملها. لذلك كان على ابن التسعين عاما، وابن الثمانين، والمصابين بأمراض مستعصية، ان ينتظروا حتى اشعار ٱخر التلقيح، ويتركوا المجال لمن هم أولى منهم، لجهابذة أبطال، يتوقف الوطن عليهم قبل غيرهم ، وإن تم ذلك خلافا للأصول، والأعراف والقرارات، والمعايير الأخلاقية.
أطال الله بعمر النواب “الملقحين”، وابعدهم عن حسد الناس والغوغائيين. فهم عاشوا للشعب، وضحوا من إجله، وبذلوا الغالي والرخيص من أجل إعلان شأنه، ولذلك كانت لهم الأفضلية على غيرهم.
أيها اللبنانيون، بالله عليكم صلوا من أجلهم وادعوا لهم بطول البقاء، ونجاح ومفعول اللقاح، على امل كبير بتلقيح مقاعدهم في ما بعد .
مساكين نواب دول العالم، كم هم متخلفون، لم يفعلوا كما نفعل، ولم يفكروا كما نفكر، ولم يتشاطروا كما نتشاطر. فهؤلاء معوقون فكرا ، ووطنية ومسؤولية وضميرا وانسانية. كان عليهم ان يتعلموا السلوك والنهج من نوابنا الأخيار الفضلاء الكرام، ويعرفوا كيف تدار الدول والشعوب والاوطان.
تهانينا لكم يا نواب الوطن على لقاحكم العتيد، فحصانتكم السياسية تنضم اليوم إلى حصانتكم الصحية. أطال الله بعمركم، وابعد عنكم كل الحاسدين، والناقمين، والكارهين، والمبغضين، لتكونوا ذخرا كبيرا لهذا الشعب، وامله الدائم ، وكي تبقوا بجانبه في زمن الأوبئة وما بعد الأوبئة.

د. عدنان منصور، سياسي ووزير لبناني سابق للخارجية والمغتربين

د. عدنان منصور دبلوماسي وسياسي لبناني، كان وزيراً للخارجية والمغتربين بين 2011 وحتى 2014. التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1974، وعمل في دوائر "وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية" في مديرية الشؤون السياسية والقنصلية ومديرية الشؤون الاقتصادية ومديرية الشؤون الادارية والمالية حتى عام 1978، ثم عُين قائماً بأعمال السفارة وقنصلاً في الخرطوم في السودان بين 1977 و1981، ثم أصبح مستشاراً للسفارة في أثينا في اليونان حتى عام 1984. بعدها عُين قنصلاً عاماً للبنان في ملبورن في أستراليا بين 1984 و1985، وقنصلاً عاماً للبنان في الإسنكدرية في مصر بين 1985 و1990، وسفيراً للبنان فوق العادة في زائير بين 1990 و1994، وسفيراً فوق العادة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين 1995 و2007، بعدها سفيراً في بروكسل واللوكسمبورغ ولدى الاتحاد الأوروبي بين 2007 و2010. حاصل على وسام الكوموندور من الحكومة اليونيانية، ووسام الليوبارد من زائير، وبراءة الشرف والاستحقاق اللبناني العالمي من "الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم". حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، وماجستير في النظرية السياسية، وبكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من "الجامعة اليسوعية" في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى