اجتماعالاحدث

إقتراب موعد ولادة الشخصية العالمية (هومو-ترونيكس) | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

ما زال كثيرون أسرى أقاويل تاريخية وأفكار ورؤى وتوقعات فلاسفة ومحللين وخبراء واكاديميين وحتى اسرى نصوص مقدّسة عن الصراع الازليّ بين الخير والشرّ، بين المؤمن والكافر، بين الفقير والغنيّ، بين الذكيّ والاحمق، بين قوميات واديان واعراق وعنصريين، إلا ان ما يحدث اخطر من صراع الشمال مع الجنوب، بين عالم متطوّر وعالم ثالث ورابع.

العالم يشهد ولادة الشخصية العالمية السيبرانية، العنكبوتية.

الشخصيات القادمة شخصيات ذي ادمغة الكترونية، كائنات هومو-ترونيكس، بقواسم مشتركة على صلة بتربية عنكبوتية عالمية كنتيجة اولى للتطوّر التكنولوجي اولا وثانيا كمنتوج ماديّ-نفسيّ-شبه روحيّ لعولمة ثقافة جديدة مختلفة فائقة السرعة والانتشار من خارج نص الدين والثقافات المحلية والقوميات والطبقات الاجتماعية.

ما يجمع الشخصيات العالمية الصاعدة من مختلف ارجاء العالم اكثر بكثير مما يجمع المرء في الطابق الاول بجاره في الطابق الثاني في نفس المبنى وفي نفس الحيّ وفي نفس البلدة او المدينة.

التواصل العنكبوتي يجمع الاطفال والمراهقين والشبان اينما كانوا في الجغرافيا وبغض النظر من اي منتوج تاريخي ثقافي ديني اجتماعي أتوا منه…

الشخصيات العنكبوتية، الهومو-ترونكس، تفقد يوما بعد يوم اعجابها وانتمائها وصلتها الروحية بدائرة العائلة.

صاروا أو سبصبحون أبناء وبنات العائلة التربوية العالمية.

أقوى أزمات الرأسمالية الحالية ان لا عدوًّا لها، الرأسماليات تقاتل نفسها في كل مكان انما بأقنعة اقتصادية وقومية ودينية مختلفة.

ما يشهده العالم حاليًا من تخبّط في الخيارات المالية لآخر ازمات الرأسمالية واولى تباشير قيام شعب عالمي جديد يملك مقومات شخصية مشتركة من كل الالوان والاعراق واللغات ولو ان الانكليزية سيّدة لغة التواصل العنكبوتي.

سيكون للشخصية العالمية الحديثة الولادة ،صفات وشروط وادوار جديدة لإله متفق عليه في كل اللغات وفي كل الحواسيب.

إله الاعمال.

إله المال.

إله النانو.

اله الفضاء المكتشف.

إله السرعة والتطوّر وما بعد الحداثة.

ستنقلب الآلهة المطرودة والمهمشة سابقا على توحيدها الاخناتوني ليطل آمون بآلهته من جديد،من شمس ومن خصب ومن صحراء ومن برق ومن صحراء ومن نيل.

الشخصية العالمية ستولد قريبا والهومو-ترونيكس ينتظر خلف الباب.

دعكم من كازخستان واوكرانيا و فلسطين واليمن وروسيا البيضاء وايران وتركيا والصين والولايات المتحدة الاميركية وروسيا الاتحادية.

حتى الدولار سينتهي لصالح عملات رقمية يناسب الأدمغة الإلكترونية والشخصيات العالمية في زمن ما بعد الحداثة.

كلهم إلى زوال.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى