الاحدثالجيوبوليتيك الروسيدولي

الحرب الأوكرانية والجماهير العراقية… | بقلم علي الهماشي

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

لابد لهذه الحرب أن تؤثر في وجدان كل الشعوب وتستنكر ما يجري بإعتبار أن الحرب آخر الدواء ،فعندما تعجز عن الحل تلجأ الى الحروب لتعلن فشل كل السياسات المتاحة ،ولاتملك غير القوة العسكرية لتفرض واقعا جديدا…

ولم أجد فيما تناوله العراقيون اهتماما بالازمة الانسانية التي تخلفها مثل هذه الحروب سواءً بتغريدات بعض السياسين التي سأتناولها في محورين فقط ،ومن ثم اتناول مواقع التواصل الاجتماعي العراقية التي تناولت الامور بشكل مختلف جدا..

ما تناوله السياسيون :

تناول المحور من خلال شخصياته او من وسائل الاعلام التابعة له نوعا من القاء اللوم على اوكرانيا لأنها اعتمدت على الولايات المتحدة التي تتخلى عن عملائها في وقت المحن !!..

وتناول الفريق الاخر الامر بنفس الطريقة وان الحل يجب أن يكون داخليا دون الاعتماد على الخارج في اشارة الى الاعتماد على الجارة الايرانية ..

وبالنسبة لي أرى أنه توجه طبيعي لكي يروج كل فريق بما يعزز وجهة نظره في ذاكرة الجماهير العراقية .

وحاولت بعض الجهات الترويج لحجم الاموال المهربة من العراق قبل وبعد 2003 التي كشفتها هذه الحرب دون دليل علمي ولهذا لن اتوقف كثيرًا عندها .

لكن ما استوقفني هو التهكم بهذه الحرب وتناولها بطريقة السخرية الممجوجة وكأن الارواح التي سقطت ،وتسقطت ليس لها قيمة الا تلك الجميلات الشقراوات اللاتي ستهجر ، ونستضيفهن في مرابعنا العامرة !!.

ويتم تناول مقاطع فيديو وصور لفتيات شقراوات من اوكرانيا او يصور لنا أنهن اوكرانيات مع عباراتنا العراقية المعروفة التي لا تنم الا عن خلل في البنية الاخلاقية والفكرية والانسانية من صانعي هذه المقاطع وترويجها بين المجتمع ،وتروج من قبلنا بسذاجة منقطعة النظير دون الالتفات الى المأساة الانسانية ،ويتم التذكير بامر النزوح والتهجير وكأنها صيد ثمين !!.مع أننا كمجتمع عانينا من هذا الامر ومن المفترض أن نرفض هذا الأمر، للمعاناة الكبيرة التي تحصل للنازح …

وهناك مقاطع تروج لاغاني صدام الحربية التي كانت تبث اثناء الحرب العراقية الايرانية واحتلال الكويت لتعيد او تنشط الذاكرة العراقية ببطولة (صدام) وربطها ببطولة (بوتين) من خلال التصوير بأن بث الاغاني (الصدامية) هو حال التلفزيون الروسي الان!!.

لقد نجحت الالة الاعلامية البعثية في إعادة بث تلك الاغاني بطريقة احترافية لافتقار المقابل الى الوعي الكامل برفض الحروب ورفض الاعتداء .

لقد نجح الترويج لهذه الاغاني لأننا مجتمع يميل الى استخدام القوة في حل الامور ويفتقر الى الحوار في بديهيات العمل السياسي وكذلك في مفردات الحياة اليومية ..

فإننا نحل مشاكلنا في الشارع بالقوة ثم نبدأ بالحديث بعدها ويتحول الى ود ومزاح ولا أستغرب عندما أجد صداقة قوية كانت قد بدأت بشجار يدوي ،وهو أمر نتفرد به في مجتمعنا العراقي .

وملاحظتي أن النخبة السياسية افتقدت الى موقف واضح من الحرب على اوكرانيا .

وافتقرت النخبة الثقافية أن تقول كلمتها بشأن الحروب، وانغمست في أجواء النكتة التي طغت على المشهد واضاعت كل توجه انساني كان لابد لهذه الطبقة أن تقول كلمتها وتبين موقفها ، سيما وان العراق اكثر بلد تعرض للعدوان ومازال ،فماذا سيكون موقفنا عندما تنشر بقية الشعوب شيئا مخلا عن النازحات العراقيات !!!.

علينا أن نعيد لانسانيتنا صوتها الذي يسمع كل غافل وكل من يريد العيش والتسلي على مأساة الاخرين ..
“ومن أحب عمل قومٍ حُشِرَ معهم “

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى