أخطر الناس وأنجسها من تأقلمت مع النكبات وجعلتها مصدر رزق جديد!
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
يبدو الناس ترتاح أكثر بعبوديتها…
سكارى وما نحن بسكارى، نحن في يوم يفر ّالمرء فيه من أمّه ومن ابيه، في يوم هام فيه الناس في البلاد بحثًا عن النجاة وعن الخلاص من أحزاب حاكمة وفاشلة ومن دولة مالية عميقة كافرة ومن نفاق مجتمع دولي لو أراد خيرًا للبلاد لأحال ناهبي البلاد الى محاكم التفتيش …
أينما ولّيت وجهك تراه في وجه غيرك، تجد نفسك في جسد آخرين، الجميع يفكر ويشقى مثلك الا انك مثلهم تناسبك الهزيمة اكثر من دور البطولة.
اخطر ما في البلاد اتفاق الجميع على السلم والتزام الجميع بالهدوء.
كأننا اتفقنا ان نموت في بيوتنا قهرًا كمخلصين للوطن.
من ظنناهم سيلهبون الشارع بنارهم وسيكسون العراة بزئيرهم ، مستفيدين من ذل اخوانهم، يبيعونهم في السوق السوداء دمهم وكرامتهم ويحفرون ويخزنون في الارض وفي الاقبية ما يبحث عنه التائهون…
من ظنناهم بالمنطق الثوري وبالتحليل الاجتماعي وبالمعاناة النفسية منتفضون لا محالة، وجدناهم قد تستروا بالمأساة يحتمون ويعتاشون منها…
نحن لسنا بحاجة لناقلة نفط ، نحن بحاجة لاسراب حرية وكرامة عصافير .
اي صنف من العبيد ومن الحمقى ومن المجرمين ومن التافهين نحن؟
بدل ان يهب المقتول ضد قاتله، رضي بموته وبرر للقاتل جريمته وحماه .
ظن انه ينجو بحيلته من مكر الماكرين.
لا يستطيع اقتحام اوكار الطغاة، يقدر على جاره وعلى اترابه وعلى مساكين…
كل واحد منا ينتظر بطولة غيره ان تنتقم له.
كل واحد منّا ينتظر ان يجن غيره لعل المجزرة الطبيعية الوطنية الحقيقية المناسبة تقع…
لولا اطمئنان الانذال لمعرفتهم بحقيقة جبن و عبودية الناس ما تنمردوا ولا تفرعنوا ولا اكملوا سحقهم ودعسهم لما تبقى من كرامات …
أخطر الناس وانجسها من تأقلمت مع النكبات وجعلتها مصدر رزق جديد ومواز وافتخرت بذكائها معتبرة فنّها صمودأ وصبرا على الظالمين…
كان على المقتول اغتيال قاتله طالما القاضي مختف بعدالته والامني هارب بسلاحه ،بدل التحايل على الفاجعة بجعلها مصدر رزق جديد …
لا تكون المصيبة نفسها مصدر عيش للناس الا اذا كانوا فعلا عبيد و تافهين لا يستحقون الكرامة والحرية والحياة…
الناس ترتاح في عبوديتها أكثر مما ترتاح فيه بكرامتها.
بئس شعب لم تنتج مأساته غير نكات و تحقير للذات …
