تهانينا القلبية الخالصة للنواب الذين تلقوا جرعة اللقاح هذا اليوم، للحفاظ على صحتهم الغالية على قلوب اللبنانيين، لأنهم يعرفون جيدا ان صحتهم ضرورية، قبل صحة المواطنين، وفوق كل اعتبار، دون الأخذ بالمعايير ، والاولويات، والافضليات، والاخلاقيات، والقواعد الصحية والإجرائية المتبعة في هذا المجال.
تهانينا لهذه النماذج الانسانية التي تعطي المثل الحي للمنظمات الصحية والدولية في العالم ، وتثبت تحليها الكبير بالشفافية، وعدم الأنانية ، والعطاء الإنساني، وبالروح الوطنية المتميزة، وبالتضحية العالية.
كان على هؤلاء قبل غيرهم أن يتناولوا جرعة اللقاح، لان بقاء الوطن، من بقائهم وأن أي نكسة يتعرضون لها تشكل كارثة للبلد وللشعب لا يمكن له أن يتحملها. لذلك كان على ابن التسعين عاما، وابن الثمانين، والمصابين بأمراض مستعصية، ان ينتظروا حتى اشعار ٱخر التلقيح، ويتركوا المجال لمن هم أولى منهم، لجهابذة أبطال، يتوقف الوطن عليهم قبل غيرهم ، وإن تم ذلك خلافا للأصول، والأعراف والقرارات، والمعايير الأخلاقية.
أطال الله بعمر النواب “الملقحين”، وابعدهم عن حسد الناس والغوغائيين. فهم عاشوا للشعب، وضحوا من إجله، وبذلوا الغالي والرخيص من أجل إعلان شأنه، ولذلك كانت لهم الأفضلية على غيرهم.
أيها اللبنانيون، بالله عليكم صلوا من أجلهم وادعوا لهم بطول البقاء، ونجاح ومفعول اللقاح، على امل كبير بتلقيح مقاعدهم في ما بعد .
مساكين نواب دول العالم، كم هم متخلفون، لم يفعلوا كما نفعل، ولم يفكروا كما نفكر، ولم يتشاطروا كما نتشاطر. فهؤلاء معوقون فكرا ، ووطنية ومسؤولية وضميرا وانسانية. كان عليهم ان يتعلموا السلوك والنهج من نوابنا الأخيار الفضلاء الكرام، ويعرفوا كيف تدار الدول والشعوب والاوطان.
تهانينا لكم يا نواب الوطن على لقاحكم العتيد، فحصانتكم السياسية تنضم اليوم إلى حصانتكم الصحية. أطال الله بعمركم، وابعد عنكم كل الحاسدين، والناقمين، والكارهين، والمبغضين، لتكونوا ذخرا كبيرا لهذا الشعب، وامله الدائم ، وكي تبقوا بجانبه في زمن الأوبئة وما بعد الأوبئة.