رفع أجر مراقب لاعبي القمار في كازينو لبنان | بقلم د. رنا منصور
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
زملائي الأعزاء في الجامعة اللبنانيّة– الجامعة الوطنيّة،
زملائي أساتذة الجامعة اللبنانيّة، الجامعة الوطنيّة التي تبني أجيال الطبقة الوسطى وما دون، أجيال المستقبل…
هل من المعقول ما ورد في هذا القرار المُرفق ربطاً بهذه الأسطر التي إن دلّت على شيء تدّل على أنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ؟ يُلاحظ في هذا القرار، الذي صدر في آخر جلسة لمجلس الوزراء اللبنانيّ بتاريخ 20 آيار 2022، أنّه قد تمّ رفع أجر مراقب لاعبي القمار في كازينو لبنان، وهم من الأكثريّة الذين جمعوا المال بطريقة غير شرعيّة ودون تعب، 500 ألف ليرة لبنانيّة عن الجلسة الواحدة فيما بقيت أجرة أستاذ الجامعة اللبنانيّة 60 ألف ليرة لبنانيّة كبدل ساعة التعليم.
هل هذا هو لبنان العلم والنور؟ هل هذا هو لبنان الثقافة والحضارة؟ هل هذا هو لبنان النضال والتضحيّة؟ وهل هناك قرار، لا سمح الله، بإقفال الجامعة اللبنانيّة بعد تطفيش وتهجير أغلبيّة أساتذتها؟ أم هل هناك قرار بإلغاء التعليم الأكاديميّ الرسميّ من ضمن المخطّطات التي تُحاك للبنان بغية تقسيمه وتجزأته من قِبل بعض القوى الإقليميّة والدوليّة وصولاً إلى تجزأة الوطن العربي لكيانات طائفيّة ومذهبيّة متقاتلة، وممّا لا شك فيه أنّ لبنان كيان من هذه الكيانات.
إنني أضع هذه الوثيقة برسم كل عائلة لبنانيّة لأي طائفة انتمت، أضعها بين أيادي القرّاء وأمام أعينهم لأقول لهم هناك قرار بتدمير كافة المؤسّسات العامة في لبنان. لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، فأساتذة الجامعة اللبنانيّة معهم الله، صامدون ومصرّون على التفرغ والدخول إلى ملاك الجامعة اللبنانيّة، والطلاب وأهالي الطلاب معهم والشعب اللبنانيّ بأكمله معهم ولبنان كله بديمغرافيته وجغرافيته معهم.
كذلك أقول للحكومة الجديدة هذه الوثيقة أمامكم، لبنان أمام جوع كافر وهناك من يلعب بالقمار بآلاف الدولارات. وهنا أطرح الأسئلة التاليّة: هل أنّ هؤلاء تعبوا وسهروا الليالي للحصول على هذا المال؟ هل من المعقول أنّ أجر الساعة للأستاذ الجامعي لم يعد يكفي بدل النقل للوصول إلى كليّته بعد أن تجاوز سعر تنكة البنزين الـ600 ألف ليرة لبنانيّة؟ هل هناك قرار كبير بتدمير نفوس اللبنانيّن الذين يفتخرون بعلمهم وثقافتهم؟ كل هذا برسم الضمير الإنسانيّ في لبنان، هذا إن بقي ضمير في الإنسان؟ وإن بقيت حقوق للإنسان؟
هل يشعر ساكني البروج العاجيّة بما يحصل في لبنان وشعبه؟ أم يعتقدون أنهم قد ألهوا الشعب بالإنتخابات النيابيّة وبأنّه دائماً أمام إستحقاق وراء إستحقاق من أجل تدمير كل مؤسسات الدولة؟
الجواب واضح من هذا القرار. أساتذة الجامعة اللبنانيّة لن يتخلوا عنها ولا عن طلابها كما تخلّى الحكام عن لبنان وشعبه، لا بل مستمرون في النضال من أجل إقرار ملف التفرغ والدخول إلى ملاك الجامعة اللبنانيّة.