رويدًا رويدًا ونصل إلى القعر | كتب فؤاد سمعان فريجي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
لم يشهد لبنان منذ تأسيسه حتى في عز الحروب المتواصلة مشاهد كالتي تتفاقم يوميًا بشكل هستيري !
الاختناق على قدم وساق وسيزداد ضرواةً إلى أن يصل إلى القعر الأسود ، نحن أمام صّور في فيلم لبناني واقعي تخطى إبداعات ( هوليود ) بأشواط ، يبرهن حقيقة ما يجري في الوطن المخطوف والمعتقل والذي سيصبح لاحقًا وفي القريب العاجل من جماعة جثة هامدة !!
لا تضعوا اللوم على المنظومة السياسية الفاسدة فقط، فالشعب هو شريكهم في كل المحطات، الشعب أداتهم المطيعة ولا يزال: انظروا كيف تصطف جماهير البنزين على محطات المحروقات والسوبر ماركت والصيدليات والمستودعات الغذائية، أيام وليالي حتى يبيتون في سياراتهم ولا أحد فكر من هذه الجماهير أن يحمل نفسه ويصطف أمام منازل ومكاتب وقصور السياسيين .
أبطال على التواصل الاجتماعي في الشتم الطائفي والمذهبي، وفطاحل في الفضائح الاجتماعية، ومجرمين حتى النخاع في الاصطفافات الحزبية والمذهبية، ومتفوقين في السهر حتى الفجر في الحانات والمقاهي والمسابح والتسوق !
شعب كاذب بامتياز مترهل في العقل وعجوز في الهمة، لا تعنيه المبادئ الوطنية ولا القيم الاجتماعية، وإلا ما وصلنا إلى هذا الدرك الخانق.
شعب تاجر متآمر، يحفر قبره بيده، يخبئ المحروقات في باطن الأرض كي يكوي بحرارة أسعارها أجساد الفقراء المساكين، حتى وصل بنا الأمر عصابات غالونات البنزين التي تُنشر في لبنان مثل الفطر.
شعب يعرف أسماء ٥٤ تاجرًا ومهربًا خنق لبنان منذ ثلاثة أشهر ولا يجروء أحد على مهاجمتهم لأن هؤلاء التجار المجرمين تحت تغطية السفاحين أولاد الأزقة.
شعب يدرك أين هي معاناته ويتستر كالجبناء حتى وصلنا إلى الأرقام الصادمة من الفقر ووفق الأمم المتحدة التي تقول الأرقام ان ٥٥٪ من اللبنانيين تحت خط الفقر وان دخل الفرد في اليوم الواحد لا يتعدى الـ٣ دولارات !!
شبح ١٩١٤ سيعود عندما مات أبناء وطني جوعًا والدلالة ما نشرته منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي من أنّ دول بوركينا فاسو وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا واليمن معرضة إلى الخطر المجاعة. وأورد تقرير للمنظمتين أنّ بعض الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق الأربع “يواجهون حالة حرجة من الجوع”، وقال إنّ 16 بلدًا آخر مهددًا بشدة جراء زيادة مستويات الجوع الحاد، من بينها لبنان.
فرحتم يا اوباش .
وحكومة أي حكومة ومن هي ؟
أليست الأسماء المتداولة وأحزاب السلطة هي نفس الوجوه بأقنعة جديدة، ومنذ ما قبل الطائف أتمنى أن يظهر أمامي فهيم ويخبرني ماذا فعلت الحكومات المتعاقبة وماذا قدمت للناس، سوى الديون وانهيار النظام الصحي ومذلة الكرامة التي نشاهدها اليوم في الشوارع والمناطق ومنازل الناس، عن أي حكومة تتحدثون ؟
حتى لو تشكلت الحكومة ، انظروا قبل التأليف إلى المحاصاصات ، ولماذا فشل سعد الحريري وتم حرق وإبادة باقي الأسماء فكيف اذ جلسو إلى طاولة واحدة سيأكلون اليابس المتبقي ويُشرعون لأزلامهم ومحاسبيهم النفوذ داخل مرافئ وإدارت الدولة لتشريع وحماية مصالحهم على حساب القانون.
حدث التأليف بإخراج وديكور مهندس دولي محترف ستبصر النور حكومة لا تستطيع لملمة وطن مشلع وحطام أصبح رمادًا.