الجولان المحتلّ على خط بعلبك – السلسلة الشرقية… ماذا تغيّر بعد 5 أشهر؟ | كتب د.عماد رزق
ان تستهدف القواعد العسكرية “الاسرائيلية” في الجولان السوري المحتل من لبنان، مفارقة سياسية وادارة الميدان والمنظومات بأبعاد اقليمية.
ماذا تغير في الاسابيع الماضية حتى دخل الجولان السوري المحتل، بعد التحول الذي حصل في 4 شباط، وجعل المقاومة الاسلامية في لبنان تركز على تدمير منشآت ومواقع وثكنات واجهزة تجسس في اكثر من نقطة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وكأن مسار تفاوضي سياسي افتتح وتزامن مع حضور الوسيط الاميركي في “تل أبيب”.
ما تحاول “اسرائيل ” تحقيقه في المرحلة المقبلة:
– رفع الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني قبل انعقاد اللقاء في موسكو ، وبالتالي نقل المعركة مع حركة حماس من غزة الى مستوى فلسطين، وذلك قبل بداية شهر رمضان، في محاولة لتفكيك اي حراك فلسطيني في الضفة الغربية والقدس.
– رفع الخلاف اللبناني- اللبناني لنقل الصراع عن جبهتها الشمالية الى الداخل اللبناني.
– نقل التوتر من فلسطين الى الشتات، لسحب اي امكانية ضغط على التسوية السياسية التي تعمل عليها مع الجانب الاميركي من جهة.
كما تعمل الديبلوماسية واجهزة المخابرات “الاسرائيلية” على المستوى الاقليمي والدولي، لتفكيك تماسك “ورقة باريس للتفاوض”، وكذلك تفكيك “مبادرة الخماسية” على الجبهة اللبنانية، لاستمرار الخلافات الداخلية في لبنان وعبره مع الجانب السعودي والسوري. في مقابل” فوضى اعلامية، وتصاريح متضاربة حول اتمام التسوية وبنودها، وتحميل حركة حماس مسؤولية استمرار المواجهات في غزة، وهكذا يستمر نتنياهو في عدوانه على لبنان وسوريا. هذه النتائج في وقت جاءت نتائج الانتخابات المحلية داخل الكيان بنسبة تصويت هي الادنى منذ انشاء “دولة اسرائيل”، مع استمرار اشكالية العلاقة داخل كابينت الحرب ومع القوى المعارضة، وعلى رأسهم لابيد حليف الرئيس الاميركي بايدن.
امام التباين داخل “اسرائيل”، يستمر التباين الاميركي- الفرنسي بالرغم من محاولة قطر تحقيق خرق عبر لقاء اميرها مع الرئيس الفرنسي في باريس، معطوفة على رد حزب الله في لبنان على الورقة الفرنسية، بإسقاط المسيرة هيرمز 450 بصاروخ ارض- جو يستخدم للمرة الاولى، وقد تم تفعيل منظومة “مقلاع داود” في الجليل الاعلى احتياطاً.
اما هوكشتاين الوسيط الاميركي فتركيزه على تحييد الجبهة اللبنانية، لكنه ينتظر “وقف اطلاق النار” في غزة، وربما “اعلان ورقة نيات” تستفيد من نتائج تحاول الادارة الاميركية الضغط فيها، مناورة واحتواءً لمنع مزيد من التصعيد، بعد ان بلغ التصعيد “الاسرائيلي” غير المسبوق استهداف في محيط بلدة القصير على الحدود اللبنانية السورية، لتستكمله “الغارات” على محيط مدينة بعلبك في البقاع الشمالي.
توسيع للعمليات الحربية والاستهدافات “الاسرائيلية”، والتي تستهدف “البنية التحتية” للمقاومة كما يصرح العدو، وكأنها محاولات لاستدراج حزب الله الى حرب ليست وفق رؤية للمواجهة في المرحلة الحالية، او محاولة لتحقيق نقاط في الميدان قبل الوصول الى هدنة مفترضة وغير مؤكدة، تكون الجبهة اللبنانية ملتزمة بها كونها ما تزال وبعد 150 يوماً من المعارك، جبهة اسناد ودعم للمقاومة في فلسطين.
لبنان يتأرجح بين خيارات توسيع المواجهة، وقد وصلت في اليومين الاخيرين الى مستوى 100 صاروخ من لبنان استهدفت “قاعدة نفح” في الجولان المحتل، بالاضافة الى معسكرات لتشكيلات برية ومراكز قيادية، كما تم استهداف قاعدة ميرون، وخيار انسحاب “اسرائيل” من منطقة مزارع شبعا لتكون تحت وصاية الامم المتحدة كما الجولان السوري… مرحلة دقيقة ترسم مفاوضات اليوم التالي “من القصير شمال السلسلة الشرقية وصولاً الى هضبة الجولان” المشرفة على بحيرة طبريا في فلسطين المحتلة.