عندما يرتبط تشكيل حكومة بوزارة؟! | بقلم د.عدنان منصور
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
إننا نتساءل حقا! هل هناك من ثقة متبادلة بين الزعماء المعنيين بـ تشكيل حكومة عتيدة، في ظل مأساة قاتلة يعيشها وطن يتحلل بسرعة أمام أعين الجميع؟! وهل شد الحبال على وزارة ما ،هدفها الصالح الوطني، ومصالح الشعب كما يدعي المنافقون ، والمغامرون بالبلد كله ؟! وهل الوزارة التي يجري عليها الصراع، وزارة تخص شخصا أو طائفة أو فئة سياسية، أم هي وزارة كل لبنان ؟! أهي ملكية خاصة مطوبة لطائفة أو فريق ؟!
لماذا يعمد البعض على تقزيم الوزارات, والإستئثار بها وخصخصتها وكأنها ملك شخصي ، أو عقار خاص يريد أن ينتفع منها، ويسيرها لصالحه، وأهدافه وغاياته البعيدة؟!
من البديهيات أن تكون أي وزارة من الوزارات لكل لبنان واللبنانيين، ولكن هذا المنطق لا بتقبله مطلقا، كل من يريد أن يستأثر بوزارة من الوزارات ، ويهيمن عليها،ويظفر “بخيراتها ” ويوظفها لخدمته ،حتى لو بقي البلد بدون حكومة . مصلحته فوق كل اعتبار وإن استمر البلد في الانهيار !!
لماذا لم نترفع قليلا ونتطلع الى مصلحة البلد وهو في ظروف استثنائية تهدد أمن ومعيشة ومستقبل كل اللبنانيين ؟!
لماذا لا نأخذ العبرة من موقف وطني شجاع في قمة المسؤولية، عام 2011، عندما تنازل رئيس مجلس النواب نبيه بري،ليس عن حقيبة وإنما عن وزارة بكاملها، ليعطي حصة طائفته لطائفة كريمة أخرى، من أجل الخروج من الفراغ والإسراع في تشكيل الحكومة، وهكذا كان !! فكان للطائفة الشيعية 5 وزراء، وللطائفية السنية 7 وزراء !!!
لم يحصل هذا في تاريخ لبنان السياسي منذ استقلاله عام 1943، ان تتخلى طائفة كاملة من أكبر الطوائف، بارادتها عن وزارة لغيرها من أجل مصلحة الوطن!! هكذا يتصرف القادة الحقيقيون، لا أن يجمدوا حكومة ووطنا، ويمعنوا في اذلال وخنق شعب، وهم يتبارزون حول من سيظفر بهذه الحقيبة او بتلك !
أيها السادة! ما الذي تركتم لأنفسكم! هل وصل صوت الشعب اليكم، ونقمته عليكم! نعرف جيدا أن لا ثقة بينكم، فهذا شأنكم ! لكن عليكم ايضا أن تعلموا وتدركوا جيدا بالمقابل، ان ثقة الشعب بكم معدومة، وإن لم تصدقوا، اخرجوا من أوكاركم الى الشوارع،عندها فقط ستسمعون رأي الشعب بكم، ومدى “الثقة”، ومدى “الحب” الكبير الذين يكنه لكم.!
كفى استخفافا بالشعب والوطن، وكفى قرفا وأنتم تتمحورون وتدورون حول هذه الوزارة او تلك، فقد اضحيتم مهزلة إمام العالم كله ،مهزلة ظهرت جلية من خلال”محاكمة” و”تأنيب ” و”توبيخ” المسؤولين الغربيين لكم ،وهم يتابعون شؤون لبنان، ويقيمون سلوككم ويلاحقون سياساتكم الكريهة، وتصرفاتكم البشعة التي لا مثيل لها في العالم كله.