مصير الاحتلال يتحدد على أرض فلسطين وليس على طاولة المفاوضات | كتب منتصر بوعجيلة
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
يبقى التساؤل عن جدوى المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية مشروعا في ظل تسابق الدول العربية إلى تبني سياسة التطبيع مع ما يسمى بـ”دولة إسرائيل” والاعتراف بها كدولة وشعب و وطن. وإن بقي التعاطف الشعبي العربي مع النكبة الفلسطينية فإنه لا يرتقي حقيقة إلى فعل نضالي مقاوم بل في حقيقته مجرد تعاطف شعبي فايسبوكي افتراضي.
أضحى الواقع الفلسطيني المتغير يفترض آليات مقاومة أخرى غير المقاومة السلمية والتفاوض و المقاومة الثقافية بوجود جيل جديد من الشباب المنتسب إلى قيم معاصرة ومتأثر بموروث نضالي كبير استطاع إعادة بلورته من جديد لصياغة تصور حديث لثقافة المقاومة بالاعتماد على نظرية واقعية ملخصها “فلسطين قضية أبناء فلسطين” في إزاحة لكل رؤى أخرى معطلة “كـ القضية الفلسطينية قضية عربية”.
“ان مصير الاحتلال يتحدد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات.” تبقى هذه المقولة لخليل الوزير القائد الفلسطيني العظيم خالدة في أذهان أنصار المقاومة الفلسطينية مقابل تصورات نضالية.
ولعل الأحداث الأخيرة برهنت أهمية هذه المقاربة كوسيلة ناجحة في مقاومة الكيان الصهيوني الغاصب، فخلق الانتفاضات في الداخل وتبني حرب الشوارع من الوسائل الممهدة لسقوط المحتل وزعزعة أركانه.
إن إرباك المحتل الغاصب ليس غاية في حد ذاته بل هو وسيلة من وسائل إخراج المحتل واستعادة الوطن لأحضان شعبه الأصلي. ولا عزاء لحكومات التطبيع العربي الداعية إلى قبول شتات من الأقوام لا وطن لهم، وكيان صهيوني مفرغ من الأبعاد الحضارية المؤسسة للشعوب.
إن إحلال السلام الحقيقي يكون بوجود دولة واحدة اسمها فلسطين و عاصمتها القدس ولا بديل لذلك إلا الانتفاضات الداخلية المستمرة والمتواصلة.
والمؤكد أن فرضيات الانتفاضات الشعبية تساهم أساساً في خسائر اقتصادية رهيبة جراء نزعتها المتواصلة، فالكيان الغاصب وإن كان قادرا على فرض مواقفه في المجال التفاوضي فإنه بعيد كل البعد عن صد الاحتجاجات الشعبية في البلدات العربية داخله لما يتميز به الثوار الفلسطينيون من قدرة على استيعاب طرق العدوان المختلفة.
وهو ما يحيلنا إلى مكاسب أخرى أهمها الانتصار النفسي.
هذا الانتصار يعود أساسا إلى انتصار الإرادة والوعي بالقضية مقابل فشل الأسلحة الصهيونية والقوة الأمنية للكيان المغتصب. ثوار سلاحهم الوحيد الحجارة والابتسامة، يذكر بمسيرة الإنسان في الكون وثقافة النصر التي ميزت الشعوب المستعمرة فقررت مصيرها لتحتفل كل سنة بذكرى استقلالها.
لابد أن تبقى كل الأحياء داخل القدس فلسطينية، ولابد للمستوطنات أن تندثر لتضييق الخناق على الكيان الصهيوني.
هذا الحراك الأخير يستشف منه درس جديد لكل الشعوب التي تنشد التحرر فتنبذ في وعيها الجمعي ثقافة الهزيمة والاتكال على ” تدويل القضية” وغيرها من الشعارات المفسدة للذة المقاومة وشرف النضال.
إن نزع براثن الاحتلال الصهيوني ليس بمستحيل على الشاب الفلسطيني، وإن اعتبرته الشعوب العربية الأخرى ضربا من الخيال. وهو الوحيد القادر على تحقيق عزته ونصره وكسر خرافة الشرق الأوسط الجديد.. عاشت فلسطين وعاشت نضالات الشعوب وعاشت مقاومة الشباب العربي في لعبة الفري فاير.