لنكن القدوة في الأقوال والأفعال، ولنتناول اللقاحات المُتاحة حالياً ليس لأنها كاملة ودون اية عيوب وان كل الدراسات عليها أسُكتملت حتى النهاية واظهرت فعالية كاملة وامن وامان على مدى سنوات، لا والف لا والف الف لا، بل فقط لأنها السبيل الوحيد المتوفّر والمُتاح لنا حالياً واشدّد على الكلمة لحماية انفسنا ومجتمعاتنا ومرضانا واهلنا وعائلاتنا واطفالانا:
وتأكيداً على صحّة وصدقية كلامنا وتماشياً مع كل ما قلته وكرّرته دوماً لناحية اللقاحات من انه كان يجب الإسراع وليس التسرّع وإنتظار إستكمال نتائج الدراسات السريرية الجارية على قدمٍ وساق في كل انحاء العالم والتي هي مُستمرّة اصلاً وستنتهي في العام ٢.٢٢-٢٠٢٣ او بعد ذلك على بعض اللقاحات … ولأنني اعمل في الجبهة الأمامية (اي في المستشفيات التي تستقبل مرضى كورونا) ولتخفيف خطر إنتقال العدوى لي من الكثيرين من مرضى الكورونا الذين التقي بهم واعالجهم كل يوم ، خضعت يوم الخميس في ٢٨-١-٢٠٢١ للتلقيح واخذت الجرعة الأولى من لقاح كورونا (لقاح “شركة فايزر” Pfizer ، المُعتمد حالياً في مستشفيات فرنسا لتلقيح الجسم الطبي والتمريضي والمُسنّين البالغين فوق ال سن ٧٠ سنة). وكنت قد تردّدت قليلاً او حتى كثيراً في البداية لأنني كنت قد تعرّضت لحالة حساسية خطيرة جداً على احد الأطعمة منذ حوالي ٥ سنوات، حيث طوّرت بسرعة حالة صدمة حساسية سريعة وصاروخية جدا خلال ٣ دقائق مع ضيق نفس وحساسية مُفرطة انتهت بسرعة بعد اخذ الادوية المناسبة في قسم الطوارئ لأنني كنت آكل في مطعم المستشفى. وبعد البحث الدقيق وبعد إستشارة خبير في علوم الحساسية تبيّن ان الحساسية التي طوّرتها منذ سنوات كانت على احد الأطعمة (اي مواد تناولتها بالفمّ) وهي لا تمنع اخذ اللقاح الذي يُؤخذ عن طريق الحقن في العضل والذي تمّ يوم الخميس وبحمد الله وشكره دون اية اعراض جانبية سوى الم خفيف مكان اللقاح في الكتف الأيسر. والأمر إستدعى فقط ان ابقى تحت المراقبة لفترة اطول نسبياً وهي ٣٠ دقيقة كتبت لكم فيها هذه الكلمات.
ولكل من يحاولون ان يقولوا عن لساني اشياء لم اقلها اقول : انا حذّّرت من عملية التسرّع في تصنيع اللقاحات ومن عمليات تعميم النتائج الأوّلية للتجارب مع هذه اللقاحات والقول انها نهائية وقلت ايضاً ولا ازال ان اللقاح وحده لن يكون الحلًّ رغم انه قد يكون الحل ولكن العملية سوف تأخذ وقت كبير. لأن عمليات الإنتاج لتلقيح ٧،٩ مليار نسمة ولنقل ٥ الى ٦ مليار نسمة اذا قلنا ان من هم تحت سن ال ١٨ سنة لا يجب تلقيحهم) وبمعدل جرعتين لكل شخص ستكون صعبة جداً وهي بدأت تأخذ ابعاد سياسية وإقتصادية دولية وقد ظهر ذلك من خلال عدة مؤشرات منها قرار الإتحاد الأوروبي مثلاً بمنع تصدير ما يتمّ إنتاجه من اللقاحات على اراضي دول الإتحاد الى الخارج وهو دليل عنصرية وانانية وتوحّش لا مثيل له اذ يوحي ان شعوب الدول الفقيرة الأخرى عليها ان تنتظر تلقيح كل الشعوب الأوروبية قبل ان يصلها اللقاح. كذلك تجلّى ذلك في الصراع القائم بين شركة استرازنيكا البريطانية السويدية مع الإتحاد الأوروبي الذي يتهم الشركة بأن اخلّت بالإتفاق المعقود مع الشركة للحصول على ٤٠٠ مليون جرعة من اللقاح وسعيها لحصر ما تُنتجه وتوجيهه فقط لتلقيح البريطانيين علماً ان الإتحاد كان قد دعم الشركة بأموال طائلة في بداية مشاريع ابحاثها ولتموي التجارب السريرية مقابل الحصول على الكمية المذكورة من اللقاحات في الربع الأول من هذه السنة. وقد بدأت كل الدول تقريباً تشكو او تسّجل شكاوى ضد الشركات لأنها لم تسلّمها اللقاحات في الوقت الذي كان مُتفق عليه وستظهر نتائج مُضلّلة من بعض الشركات لأن بعضها اخفى بعض الحقائق ولم يلتزم ب بروتوكولات الدراسات بشكل دقيق ( في روسيا والصين مثلاً) . وقلت ايضاً انه يجب الإلتزام بالوقاية واساليب الحماية والتعقيم والتباعد الجسدي . واخذ اللقاح الذي اظهر افضل فعالية حتى اليوم او الذي اعتمدته إدارة الأغذية والدواء في اميركا والسطات الصحية الأوروبية او منظمة الصحة العالمية. وكرّرت واكرر انا اعمل في فرنسا منذ سنة تقريباً ومع مرضى كورونا كل يوم.
وشرحت لماذا تناولت اللقاح لكي احصل على اية فائدة او حماية مُمكنة وقمت بقياس الإيجابيات والسلبيات بحسب مهنتي وتعرّضي للفيروس واخذت اللقاح المعتمد حالياً في فرنسا. ويجب على كل فرد ان يدرس الأمور بحسب حالته ومعطياته الشخصية ولكنني لم اقل ولا يوم لا للقاحات بل قلت حذاري التسرّع ونعم لأخذها بحذر وترقّب.
وسوف اوافيكم خلال يومين بمقالة مهمة عن الأعراض الجانبية للقاحات وخطط التلقيح في فرنسا واوروبا.