إقتصاداجتهادات

تطوير الاستراتيجية في المنشآت باستخدام نظرية نتائج البطاقات المتعادلة

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

دراسة: تنفيذ وتطوير الاستراتيجية في المنشآت عبر مقاييس الاداء باستخدام نظرية (نتائج البطاقات المتعادلة اوBalanced Scorecard)

يعتبر خبراء الادارة العامة والاستراتيجية, ان التحدي الاول الذي يواجه معظم المنشآت بشكل عام ,حكومية كانت ام خاصة, هو تنفيذ و تطوير الأستراتيجية المعدة للمنشأة.
حيث انه يمكن للادارة العليا او لمجلس الأدارة في اي منشأة, وضع ورسم وتحديد الاستراتيجية المناسبة وفق رؤية واضحة واهداف محددة, وكذلك وضع السياسات والبرامج المناسبة المزمع تنفيذها, الا انه غالبا يحدث مالم يكن في الحسبان وهو الفشل في التطبيق, ويعتبر ذلك من الاشكاليات الرئيسية في علم ادارة الاعمال.
لقد وجد بعض الباحثين في كلية ادارة الاعمال بجامعة هارفرد, أن السبب والعامل الرئيسي لهذه الاشكالية يكمن في عدم ربط الاستراتيجية الشاملة للمنشأة بالرؤية والاهداف, ذلك يعود انما عن قصور في فهم مكونات العلم الاستراتيجي وعناصره من قبل المدراء او راسمي السياسات الاستراتيجية وصانعي القرارات, او في خلل معين يحدث خلال التنفيذ يعطل مفاعيله ليغير مسار الاستراتيجية عن موضعها وبالتالي ينتقل بها الى مكان غير مخطط له.
(روبرت كابلن) و(ديفيد نورتن) عملا سويا في هارفرد منذ عام 1992 ولعدة سنوات على خلق مدرسة فكرية ومفهوم فلسفي جديد في علم الادارة الاستراتيجية يعمل على تحصين “الاستراتيجية” في كافة المراحل منذ توليدها نظريا وحتى تطبيقها عمليا عبر اسخدام أداة ادارية اطلق عليها (نتائج البطاقات المتعادلة أو Balanced Scorecard) .
تهدف هذه النظرية الى ضمانة تطبيق الاسراتيجية العامة للمنشأة تحت كافة الظروف وحمايتها من الفشل, عبراخضاع الادارة المسؤولة عن التطبيق لمعايير واحكام من شأنها تجنيب المنشأة الاشكالية سالفة الذكر.
ينظر الباحثان نحو المنشأة بشكل عام من أربعة مناظير: المنظار المالي, منظار السوق والعملاء, منظار الا نتاجية والعامليات الداخلية, ومنظار الابداع و النمو والتعلم المستمر. تعتبر هذه المناظير نواة هذه النظرية وخارطة الطريق نحو تطبيقها بنجاح بالاضافة الى معايير اخرى من شأنها ضمان انجاحها.
التركيز على مبدء مقاييس الاداء يعتبر المدخل الاول لهذه النظرية نحو تحسين وادارة الاداء العام للمنشأة والاداء الخاص للعاملين فيها.
حيث يعتبر الباحثان, ان قياس الانجازات في المنشأت عامة يجب ان لا يقتصر على المقاييس المالية فقط, كالربحية أو وفرة السيولة او العائد على الاستثمار مثلا. بل يجب ان يتعداه ليصار الاعتماد على المقاييس الغير مالية, كالاعتماد مثلا, على قياس مستوى رضى العملاء او مستوى رضى العاملين في المنشأة او قياس مستوى الابداع والانتاجية لديهم.
من هنا, يمكن تحويل الاستراتيجية الى اداة ديناميكية فعالة وقادرة على التطبيق والتغيير واخراجها من قمقم النظرية المعطلة والغير قادرة على الانجاز بسبب ابتعادها عن الرؤية والهدف.
يجدر الاشارة هنا, ان هذه النظرية الجديدة لاقت ترحيبا واسعا لدى الكثير من الباحثين المهتمين بالعلم الاداري ولدى شريحة واسعة من المدراء واصحاب الشركات عالميا ومحليا.
وللامانة العلمية ايضا, يرى بعض الخبراء وهم قلة, انه من الصعب تطبيق النظرية بالشكل الكامل لانها بحاجة لفهم اداري شامل من قبل جميع العاملين في المنشأة, كذلك بحاجة الى مستوى عالي من الشفافية والمرونة من قبل الادارات العليا والتي يترتب عليها الاهتمام بانتقاء الكفاءات من الموارد البشرية, واعداد برامج تدريب للموظفين في كافة المستويات الادارية, لفهم بيئة الاعمال الجديدة اذا ما سيتم استخدام هذه النظرية لاحقا.
وتطبق النظرية هنا في الكويت كبريات الشركات الحكومية و الخاصة, نخص بالذكر, شركتي البترول الوطنية ونفط الكويت في القطاع العام, وبنك الكويت الوطني وصناعات الغانم في القطاع الخاص
علما انه يتم التوصية حاليا من قبل الكثير من خبراء الادارة العامة, بتبني النظرية و السعي الجدي نحو تطبيقها, خاصة من قبل المنشآت ذات الحجم الاداري الكبير نسبيا والتي تتطلب هيكلية ادارية محكمة, كذلك رؤية واهداف واضحة, ويرى هؤلاء ان النظرية تحمل سمات مرنة و قابلة للتطوير من قبل الجهة المستخدمة اذا ما ارتبطت بوثاق مع الاهداف ومتطلبات الوصول اليها.
مثال على ذلك, تطوير شركة البترول الكويتية الوطنية لنموذج النظرية لديها وفق اهدافها ورؤيتها الاستراتيجية, بحيث أضافت منظار خامس جديد وهو “المنظار البيئي”, حيث تتبنى الشركة مسؤولية الاهتمام بالعنصر البيئي وتعتبره من الاولويات التي يجب ان تحاكي استراتيجيتها في السوق النفطي.
(مستقاة من دراسة اوسع للكاتب)

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
قد يعجبك ايضاً

http://box5852.temp.domains/~iepcalmy/strategicfile/إقتصاد/كايزن-فلسفة-الكفاءة-الإنسانية-اليابا/

الدكتور علي احمد مغنية كاتب متخصص باستراتيجية الاعمال

باحث في الشؤون الإدارية واستراتيجيات الاعمال، حائز على بكالورويس ادراة اعمال من جامعة وستمنستر لندن وعلى ماجيستير ادارة اعمال من جامعة ماستريخت الهولندية ودرجة الدكتوراه في ادارة الاعمال من الاكاديمية السويسرية للأعمال. خبير استشاري في شؤون وادارة الشركات والصحة العامة والسياسات الادارية الصحية. مطور عقاري ورجل اعمال في مجال التجهيز الفندقي والضيافة، يعمل بين لبنان والدول العربية وخاصة دول الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى