اجتماع

لأنّ القضيّة إجتماعيّة اسأل اين تُصرفُ الاختصاصات؟ د. عايدة قزحيا

للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

لأنّ القضيّة إجتماعيّة أتكلّم..

أعلم جيّدا أنّ الكثير قد سبقني إلى التّعبير، ولن أقول عن امتعاضه، بل عن رأيه فيما يتعلّق بالتنمية الإقتصاديّة والإكتفاء الخدماتيّ الذّاتيّ، ولكنْ ما أخّرني هو عدم تسرّعي وذاك بغية قراءة ردّات الفعل ودراسة درجة الوعي لدى بعض الشّرائح الإجتماعيّة، ولكي أتصفّح وجوه طلّابي من الشّبّان والشّابّات وحاملي الشّهادات الّذين صرفوا أجمل شروق شمس شبابهم في عتمة ليل السّهر والتّعب والجهد كي ينالوا العلم والثّقافة وفهم الحياة الّتي يتبيّن لهم بعد ذلك أنّهم ومن منطلق الوقائع الإقتصاديّة إن لم أقل السّياسيّة تجعلهم يتخرّجون أُمّيّين وقد نقصت لديهم مادّة تعلّميّة عنوانها ” تعلّمِ الحَيَل لتحيا” أو بالحري، عليهم أنْ يتركوا كلّ القيم والمُثُل التي تعلّموها منذ طفولتهم ، خلف أبواب صروح العلم التي ودّعوها حاملين زاد إيمانهم وطاقتهم وجعبة أمانيهم وانطلقوا ليوزّعوا تلك الأمانة،
لن أقول ب”كرامة” لأنّها ستصبح عالة عليهم تعيش على حساب طموحاتهم وآمالهم، فإذا ما تبنّوها فقدوا أُبُوَّة لقمة العيش وعاشوا هم عالةً على زعمائهم ورؤسائهم وأرباب عملهم فحوربوا واضطُهدوا بلقمة عيشهم وباتوا لا يختلف حالهم عن حال المتسوّلين في شوارع المدينة.
وبالطّبع كانت ثورة الأهل أشدّ هولًا من ثورة الأبناء لأنّهم دفعوا ثمنًا لعلم أبنائهم من عمرهم وشبابهم وحرمانهم وشقائهم الذي لا يمكن وصفه إلّا ب”مجازر” ارتكبوها بحقّ أنفسهم من أجل تعليم أولادهم وتخصّصهم ، وإذا بهم وبرمشة جفن من عيونٍ حَرمَها أرقُ المعيشة لذّة النّوم وسرق منها هناءها، تنهار أحلامهم، تتحطّم، وتهبط من علُ.
تعالَوا معي نَدَعُ الشّهادات الأكاديميّة جانبًا باعتبار أنّ العلم يجب أنْ يكون غاية وليس وسيلةً،
وجميلٌ جدًّا أنْ يكون العلمُ زادًا معرفيًّا وسلاحًا ضدّ الجهل ولكن..
تبقى الحلقة الأهمّ وهي : الطّموحات… المواهب…
الإختصاصات…
أين تُصرف؟!
ولْنُسَلِّم فرضًا وفي أسوأ الإحتمالات لا بأس من خسارة عشرين عامًا على الأقل في طلب العلم والبحث..
ولا بأس ومن باب المساواة بين المتعلّم وغير المتعلّم، وإنْ قبلنا فرضًا بدحر الإختصاصات كما يحصل لشبابنا المغترب الذي يقوم بالأعمال وبما يماثلها من أعمال العمّال والعاملات الأجانب في لبنان توطيدًا لبناء مستقبلهم بعيدًا عن تراب أرضهم ووطنهم الذي طالموا تغنّوا به شعرًا ونثرًا واحتفالات مدرسيّة ملأت نفوسهم عزّة ومحبّة للوطن، ولطالموا وقفوا أمام معلّميهم ورفاقهم خطباء يشيدون بحبّ الوطن والتّفاني من أجله وبذل دمائهم سقيًا لترابه.
إننيّ وبغضّ النّظر عن ذلك سأسمح لنفسي أن أنوب عن بعض شبابنا وشابّاتنا بالتّسليم فرضًا للعمل مكان العمّال والعاملات في أيّ نوع من العمل وبكلّ امتنان وهذا يجعلنا نتشبّث بلبناننا شرط أن يُعطَوا أجورًا أقلّه بدءًا من الحدّ الأدنى الذي يقوتهم طعامًا فقط ليس إلّا، وتأمين التقديمات الصّحيّة والضّمانات الإجتماعيّة من تعليم وطبابة وضمان شيخوخة،
لأنّ العامل الأجنبي يعمل لمدة معيّنة في لبنان ومن “فرق العملة” يعود إلى وطنه فيبني من أجره بيوتًا وقصورًا ويضمن عيشًا كريمًا.
ويبقى الشّقّ الثاني من القضيّة ألا وهو زيادة أجور الموظفين في كلّ القطاعات كي يتمكنوا من إعطاء شبابنا العمّال وفتياتنا العاملات أجورهم مع كلّ التقديمات الخدماتيّة المذكورة سابقًا.
ونحن لكم شاكرون.
ما أحبَّ أن يبقى أبناؤنا وبناتنا في وطنهم وتحت أنظارنا وبجوارنا،
يبنون وطنهم ويعيشون فيه بكرامة!
فهل هذه هي الخطّة التي دُرست ورُسمت بنودُها وأصبحت نافذة للتطبيق؟

للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

الدكتورة عايدة قزحيا

تلقب برئيسة سفراء الشعر وسفيرة السلام وهي شاعرة ومدربة مسرح ومنسقة لغوية ومدققة لغة لرسائل الدكتوراه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى