ألابرزازمة لبنانالاحدث
بعد اختلاط الفاسد بالزاهد والفاسق بالناسك: لبنان امام كارثتين او انقلاب مهمة
كل ثورة يكون لها في الغالب ثورة مضادّة، وهذا من طبائع الأمور، لأن من البديهي أن تقوم أطراف الأمر الواقع في أي نظام بالدفاع عن سلطتها ومصالحها بكل الوسائل الممكنة.
الناس موجوعة والناس خائفة والناس يائسة.
الكفاءات تهاجر بالالاف والشباب بعشرات الالاف.
وجوه كثيرة ممن صنعوا لحظة واطار ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ قد اصبحوا عملياّ خارج البلاد.
في عام ونصف تقدمت الثورة المضادة كثيراً.
تم تيئيس الشعب ولعب الوتر الطائفي بديلاّ للروح الوطنية.
لم يكن لبنان يوماّ صريحاّ بهذه اللغة الطائفية كما اليوم، والثورة التي جمعت كل اللبنانيبن تحت علم ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٩ وقالت كلاما وجدانيا بما رفع الاحتفال بالمناسبة الى مصاف يوم الاستقلال الاول في تاريخ لبنان، تم الانقلاب على احلامها بوطنيات مذهبية مقيتة.
حين يضعوا الناس امام الاختيار بين مصلحة الموارنة ومصلحة السنة
وبين الحريري والفوضى
وبين كرامة مقاومة جل حلفاءها فاسدين
وبين قتلة لبسوا لبوس الطهارة وحملوا مطالب الثورة
وبين خطاب جبران باسيل وخطاب ناجي حايك
وبين بعبدا او لا وطن
وبين ميليشيات ٨ اذار التي تغرم بـ١٤ وميليشيات ١٤ التي تغرم بـ٨.
وبين تقبل الجوع من اجل الحفاظ على الكرامة وبين كرامة لا يراها الانسان الا في احلامه الضائعة وجنى عمره وانين عائلته.
بين الجوع مع روشتة صندوق النقد الدولي وجوع بلا روشتة.
بين متظاهر كلما تعب من سباب عون يبدأ بسباب الناس التي لم تنضم اليه
الاكيد ان كل ما هو اعلاه يؤكد ان الثورة المضادة تتصدر المشهد الان والثوار والتغييريون الحقيقيون لا تبحث عنهم الشاشات: هناك خطاب طاغ في الشارع اليوم اسمه ميشال عون وصهره لا كجزء من الازمة وجزء من الانهيار وجزء من الفشل بل هو الازمة وهو الانهيار وهو الفشل. شيطنة ميشال عون حصرا” هي لحماية مراكز اخرى في الطبقة السياسية والفريق العوني “جسمو لبيس“.
للمزيد حول الثورة المضادة اقرأ على الموقع
لبنان اليوم امام ثلاث مسارات:
1- الذهاب الى الفوضى والتحلل الصومالي او اليمني تحت غطاء الشعارات الكبرى وعودة قوى الامر الواقع للامساك بالارض.
2- الذهاب الى التقسيم القانوني بعد فترة من التقسيم الواقعي، تقسيم يضمن سيطرة الميليشات على الكانتونات الجديدة تماما” كما ضمنوا سيطرتهم على الدولة بعد عام 1990 ليقبلوا التخلي عن الامساك بالارض.
3- امساك العسكر بالبلاد وتشكيل حكومة المهمة التي عجزت عنها الطبقة السياسية، وذلك بتوافق دولي – اقليمي والقوى العسكرية لا زالت قادرة على هذا الانجاز، بما يمهد الطريق لتسوية وطنية كبرى وليختار عندها اللبنانيون والطوائف الى اي نظام يرتاحون، من الطائف الى اللامركزية السياسية. يسمح ذلك بالتقاط الانفاس بانتظار تبلور ميزان قوى يسمح بانضاج تسوية كبرى او حرب كبرى لا يمكن دون احدهما تصور مستقبل للبنان. الاساس هو عدم السماح بتمدد فوضى الطوائف.
هذا سيناريو ممكن وواقعي ولا احد قادر على مواجهته بما في ذلك حزب الله الذي قد يجنبه هذا الخيار خيارات اشد ايلاما”.
ايها المغردون الظرفاء، ظرفكم سيقودنا الى سيناريو اليمن على افضل تعديل.