من قتل لقمان سليم؟
سؤال سهل الإجابة عليه ” القاتل معروف” كما قالت شقيقة المغدور. هو سهل الإجابة عليه أيضا ” لا تتسرعوا بالاتهام، لننتظر التحقيقات”
يذكر جواب “القاتل معروف” بجواب الرئيس سعد الحريري لحظة وصوله إلى موقع استشهاد والده ” معروف مين”.
لا يزال موضوع استشهاد الرئيس الحريري موضع ” وجهات نظر” رغم صدور قرار المحكمة الدولية الاتهامي لأحد عناصر حزب الله اللبناني بالجريمة.
على هذا المنوال سيبقى اغتيال الناشط سليم رهين تجاذبات وجهات النظر في بلد لم يكشف اي جريمة سياسية ولم يحاكم قاتل سياسي. لو اختار حبيب الشرتوني وحزبه عدم الاعتراف بمقتل رئيس منتخب لكان التجاذب ايضاً لا يزال يلف الموضوع. الشرتوني الذي اعتقل هرب من السجن في ظل عهد شقيق الرئيس المغدور.
احتمالات الجريمة
الصراع السياسي: وهذا الاحتمال يؤول إلى اتهام حزب الله بالجريمة وقد يكون خلف الجريمة محاولة استباقية لكم الأفواه من شخص “غير شعبي” في البيئة الشيعية، وبالتالي يكون اختيار الهدف فيه اقل مستوى من المخاطرة ضمن البيئة. لا يرتاح الحزب للمعارضة ضمن بيئته الخاصة بما في ذلك المقربين منه. لم يجف بعد حبر الحملة على على الباحث قاسم قصير لدعوته الحزب إلى تعامل مختلف مع لبنان. الجنوب وبيروت الغربية عرفا اغتيالات واسعة لليسار والبعث العراقي خلال الثمانينات في حمأة الصراع على الساحة الشيعية بين الطرفين وامل وحزب الله من جهة ثانية.
الطرف الخارجي: معروف في علم الاستخبارات انه يمكن أن يقوم طرف بعملية اغتيال او تفجير توجه الضرر لأطراف أخرى. لا يمكن استبعاد هذه الفرضية كفرضية أساسية لدور إسرائيلي او غربي في ما جرى. لا يزال الشيوعيون أنفسهم ينقسمون حول من اغتال جورج حاوي بين من يتهم سوريا وحزب الله ومن يتهم إسرائيل.
من المسؤول
بغض النظر عن الجهة التي استهدفت الناشط سليم فإن مسؤولية اغتياله تقع على عاتق الدولة اللبنانية كونه اغتيل على أرض تخضع لسلطانها (أقله قانونياً).
المسؤولية الثانية هي مسؤولية سياسية-امنية-معنوية وتقع على حزب الله كون الجنوب اللبناني هو منطقة عمليات له رغم أن لا يمكن الجزم بعدم اختراقها.
الاكيد ان اغتيال شخصية مثقفة معارضة تاريخياً لحزب الله كلقمان سليم تطرح منذ اللحظة اسئلة حول حماية اللعبة الديمقراطية وحق المعارضة وتضع مسألة حماية المعارضين كاولوية على عاتق من يحكمون لبنان.
من سليم اللوزي (المعروف من اغتاله) إلى عدنان حلواني (المعروف من اخفاه منذ ٣٨ عاماً) الى لقمان سليم يستمر القتل المتسلسل للمثقفين.