نادي القلم

أتلانتس بقلم علي أمين

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

منذ مئات السنين وجدت حضارة قديمة تسمى”أتلانتس” بلغت من التطور والتقدم والرقي ما جعلها القوة المنفردة على سطح الأرض وكانت تعج بالسكان على اختلاف أفكارهم وتطلعاتهم، وعلى الرغم من ذلك كانت أقوى سياساتها اتخاذ السلام كإستراتيجية ثابتة ومحسومة وكنهج تداوله حكامها… لتوفر سبل العيش احتياجات السكان…

وكنهج عقلاني اتبعه واتخذه حكامها بعد أن عانت من الحروب الديني هو الداخلية لعشرات من السنين قضى فيها من خلقها الشي الكثير… ومع إنشغالهم في أمور حياتهم المعيشية والدينية كانت هناك قوة كونية موازية ترقبهم وتحصي أنفاسهم وخطواتهم في تأني وصبر وتجمع المعلومات عنهم في تودة ودقه… وتستعد لغزوهم عبر تجهيز الجيوش والمعدات منتظرة اللحظة المفصلية والحاسمة لبدء التنفيذ… وبالفعل وصلت المعلومات وتسربت إليهم بمرض الحاكم واشتداد علته ورغم ذلك التقدم العلمي إلا أنها سنة الحياة لم تستطع علومهم شفاءه وظل طريح الفراش يعاني آلامه وبقية أيامه….

فاستغلت قوات ( نتنهودا ) الوضع التي آلت إليه أتلانتس والسبب مرض زعيمها وحالة القلق التي دبت في الشارع والإهتمام والمتابعة لحالته والغفلة وعدم الإعداد والتجهيز لمثل هكذا طارئ والسبب انتهاج سياسة السلام الملائكي داخل شعبها ومنه بدأت قوات نتهودا عملية الهجوم على شعب أتلانتس بحرًا وجوًا وبدأت في اجتثاث الأراضي عن سكانها دونم خلف دونم وبستان خلف بستان وقرية ومدينة خلف مدينة وخلال هذه الأثناء لم تستطِع قيادة اتلانتيس فعل شيء لردع هذا العدوان…سوى بعض المقاومات البسيطة ، والمناوشات فقد تم اخذهم على حين غرة وكانت الصدمة مؤثرة بالنسبة للقيادة والشعب في اتلانتس وحالة التخبط التي سادت في اوساط المجتمع وقياداته التي لم تعمل حساب هذا اليوم…

فقط مدينة واحدة صمدت أمام هذا الأحتلال وهي القريه البيضاء التي شكلت اساس المقاومة ضد القوات المحتلة، وهي قرية تتوسط أعلى سلالسل الجبلية التي تقع هذه السلسلة وسط أتلانتس ومن يرآها يشبهها بعمود لخيمة عظيمة،ـ من الجبال ولوعورة هذه المنطقه فقد لجأ إليها الكثير من سكان أتلانتيس مع نسائهم وأطفالهم وما استطاعوا حمله واخذه معهم…

وبدأ الأهالي والوافدون في قرية البيضاء الاستعداد للدفاع عنها عبر دراسة المواقع والدروب المحيطة بالقرية والطرقات التي تصل إلى أكبر التجمعات السكانية بأتلانتيس إقامة المتاريس والحواجز ووضع الكمائن وتدريب المقاتلين والإستعداد للمقاومة….
لأن ما واجهوه جعلهم يوقنون ويعرفون أن من الحكمة تجهيز جيش لحمايتهم ويصون أرضهم… ضد الغزاة … وبالفعل بدأ سكان القرية البيضاء ببعض العمليات القتالية …
ضد قوات الغزاة وسقط منهم الكثير من القتلى نظرًا لما يتمتع به جيش الغزاة من مهارة وتدريب وتنسيق بين صفوفه…
لكن مع مرور الوقت ازدادت خبرة قوات القرية البيضاء مهارة وحنكة ومعرفة وخبرة بأساليب القتال مما جعلهم يتفوقون في بعض المعارك رغم تكتيكات قوات الغزاة التي حاولت مرارًا وتكرارًا غزو القرية البيضاء واحتلالها لكن ذهبت محاولاتهم ادراج الرياح وباءت بالفشل نظرًا لما تتمتع به من طبغرافيا جغرافية حمتها من الغزو وسهلت لمواطنيها عبر دروب جبلية وعره أن تحصل على بعض الأكل والدواء الذي يتم تهريبه إلى داخل القرية في ظروف صعبة وقاسية وجعلت سكانها في موقع المتفوق الدفاعي…

ومع مرور الوقت استطاعت قوات القرية البيضاء بث روح الأمل بقرب التحرير واندحار الغزاه في نفوس المواطنين وكانت رمزًا لهم ولمقاومتهم ،،، خلال مايزيد عن عقد من الزمن ردحت فيه أتلانتس تحت وطأة الإحتلال رغم ما سطر أهلها من بطولات وتضحيات في سبيل التحرير إلا أن ضرب زلزال مدمر أتلانتس مصحوب بثورة بركان من قمم جبالها محى وجود المحتل وأهلها وجعلها خبر بعد عين تتداول أجيال تباعًا الحديث عنها وتناقل أسطورتها أسطورة أتلانتس ….

علي امين، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل

علي امين مواطن يمني، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل في العالم السيبراني. تلقى تعليمه الجامعي في ادارة الاعمال وشغل مركز رئيس اتحاد الطلبة في معهد الثورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى