تختلف الحروب في أنواعها مع اختلاف التضاريس التي تحدث فيها ومع اختلاف الاسباب المؤدية لنشوبها او اهدافها والنتائج المرجوه ان تتحقق عند دراسة واتخاذ وإصدار كهكذا قرار قد يؤدي لكارثة انسانية و قد يحمل نتائج لا تحمد عقباها جاءات هذة النتائج واختلاف التسميات وأنواعها مع التطور والتراكم الذي صاحب الحروب وتطور اساليبها واسلحتها وتكتيكاتها ومناهجها واختلاف المدارس العسكرية فكرًا وتكتيكًا واختلاف انواعها برًا وبحرًا وجوًا والغرض منها.
فالحروب يتم تصنيفها عبر مراحلها التاريخية من حروب الجيل الأول والجيل الثاني والجيل الثالث وحروب الجيل الرابع وكذلك مايتم التخطيط له من حروب الجيل الخامس ودخول الآلآت والروبوتات والذكاء الاصطناعي للقيام بدور كبير ورئيسي في الاعمال القتالية والحسابية الضخمه لتحقيقا النصر في المعارك والحروب.
وأضاف نابليون بونابرت على تكتيكات القتال اسلوب جديد رغم السدود والحصون التي كانت تمثل على ما كانت تعتمد عليه الحروب القديمه من حالات الاحتماء والتأمين والمناورة للقوات بالإضافة الى اسلوب الحركة والذي كان هو الأسلوب الغالب في العصور الماضية.
لكن ما أضافه نابليون بونابرت من تكتيكات قتالية والذي ظهر استخدامها في في الحرب العالمية الأولى رغم الفارق التسليحي الزمني العسكري بين عصري نابليون وزمن الحرب العالمية الأولى وفي جميع الحروب التي خاضتها الكثير من جيوش العالم يوضح النظرة الثاقبة لنابليون بونابرت في فنون الحرب والتكتيكات العسكرية مما جعلة يتربع جنبًا الى جنب مع خالد بن الوليد على عرش عظماء القادة العسكريين رغم الفارق الزمني كذلك بين القائدين الا أنه يوضح وبشكل كبير الفطرة والتفكير التكتيكي العسكري .
الحرب:
حالة تصادم وتلاحم واشتباك بين مجموعات متقاتلة الغرض منها انتصار قرار وأيدلوجيا وسياسة معينة او فرض نوعًا من الهيمنة على الطرف الخاسر والمهزوم .
اسبابها :
عقائدية :
نتيجة أيدلوجيا معينة وأفكار، يريد أي طرف من اطراف الصراع والحرب تصديرها الى الطرف الآخر ونتيجتها يعلق البلدان في صراع دامي ووحشي يأكل الأخضر واليابس من مقدرات البلدين ومن امثلة ذلك ما احدثته الثورة الأسلامية الايرانية بقياد،ة الامام علي الخميني من محاولة تصدير ايدلوجيا الثورة الى بقية البلدان العربية مما اشعل حرب الخليج الاولى بين ايران والعراق والتي استمرت ثمانية أعوام كان ضحيتها اثنان مليون جندي ومواطن من كلا طرفي الصراع ومليارات الدولارات التي انهكت اقتصادي البلدين كذلك نتيجة دعم يتم تقديمه لبلد معين يحمل ويعتقد نفس الايديلوجيا كما حدث في ازمة صراع الخنازير بين الاتحاد السوفيتي واميركا وكان السبب الدعم السوفيتي لكوبا التي تحمل نفس القيم الايديلوجيا الماركسية ونشر الصواريخ النووية في السوفيتية في كوبا…
اقتصادية :
صراع يتأجج نتيجة توترات وتنافسات اقتصادية وعلى الثروات الطبيعية بين بلدي الصراع ومن امثلة ذلك ما حدث من صراع بين فرنسا والمانيا على اقليمي الالتراس والراين الغني بالمعادن الرئيسية كالفحم والحديد وهما يعتبران عمودا الصناعات واساسها وكذلك ما حدث في حروب الخليج من صراع على الثروات النفطية والتي كان آخرها عام 2003 والتي انتهت باحتلال العراق من قبل القوات الأميركية.
حدودية :
تحدث الكثير من الاحتكاكات والمناوشات بين الحين والآخر وكذلك الحروب بين عدد لا محدود من الدول ويكون ابرز اسبابها الحدود التاريخية والمرسومة حاليا بين البلدين ومن ابرز تلك الحروب حروب اليمن والمملكة العربية السعودية حرب فوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين حروب كشمير بين الهند وباكستان…
تحررية :
حيث تناضل الشعوب المحتله لاسترداد أراضيها وحقوقها وطرد المحتل الغاصب والمحتل لأرضها ومن أبرز الأمثلة الكثير من الدول العربية إبان اتفاقية سايكس بيكو والصين التي احتلتها اليابان والهند المحتلة من بريطانيا وكذلك تسعى الكثير من القوميات لأخذ حرياتها وتسلك في ذلك طريق الكفاح المسلح حتى تنال مرادها ومن امثلتها القوميةالكردية وجبهات البوليساريو في الجزائر.
تحدث بعض الحروب فيما مضى لأجل الكرامة والسمعة والشرف ولأجل كلمة أو وعد نطق به.
الحرب الدفاعية:
أو الدفاع الاستراتيجي ويتم الإعداد له بشكل دوري وروتيني في جيوش العالم اجمع ومنذ قديم الأزل ويعتبر الفطرة البشريه للبقاء فعندما يتعرض انسان لخطر ما فانه يأخذ احتياطاته مستقبلا لاتقاء نفس هذا الخطر ويبدأ التفكير والإعداد للدفاع عن النفس في مواجهة هكذا أخطار ويعتبر الدفاع و هو نوع من العقيدة العسكرية والتخطيط لمجموعة من الأنشطة القتالية حيث تستخدم من أجل ردع ومقاومة الهجوم المعادي، سواء كان بريًا أو بحريًا أو جويا ويشمل أيضا مقاطعة حركة الشحن باعتبارها شكل من أشكال الحرب الاقتصادية. الاستراتيجية الدفاعية لا يلزم أن يكون سلبيا في الطبيعة، وغالبا ما ينطوي على الخداع العسكري، والدعاية والحرب النفسية، فضلا عن استراتيجيات وقائية، يتم تضمين كافة أشكال القوة العسكرية في التخطيط، وشملت أيضا منظمات الدفاع المدني في كثير من الأحيان.
من الناحية النظرية العسكرية، والتفكير الاستراتيجي الدفاعي يسعى إلى فهم وتقدير الخلفية النظرية والتاريخية لأية حرب معينة، وسيناريو الصراع التي تواجه صانعي القرار على المستوى الوطني، شرط لصانعي القرار لمحللي الدفاع الاستراتيجي هو عادة لتوفير فهم مفصل من القضايا الاستراتيجية والدفاعية التي تهم العلاقات الوطنية والإقليمية والنوايا.
تستخدم الأسلحة لهدفين :
في الهجوم لأحداث تغيير على سير ورتم المعارك المتباطى واحداث السرعة والقوة وادخال الحرب والقوات في سباق مع الزمن لأحداث الحسم المرجو تحقيقه وتكامل الاهداف مع الخطط التي تم وضعها لتحقيق النصر وفي الدفاع لرد المهاجم المحتمل وإعاقته وإعاقة تقدمه، ومحاولاته اختراق التحصينات والحدود الطبيعية الجغرافية المرسومة والمتغارف عليها او محاولاته استرداد ما تم الوصول اليه من نقاط عسكرية تابعه له والتشبث بالأرض وصد اي هجوم متوقع من قبل العدو .
يتم الاعداد للدفاع بشكل كبير وفعال عند ارتفاع درجة الخطر والانذار بحدوث صدام وشيك مع احدى القوى فتلجأ الأطراف الأضعف لوضع خطة دفاعية تتناسب وقدرتها العسكرية والحربية لمواجهة الطرف الآخر وهو الأقوى والمتحكم بالوقت المحدد للقتال والحرب والممسك بخيوط اللعبة السياسية والعسكرية والذي بدأ بالهجوم والقتال واطلاق الطلقة الاولى لبدء المعركة وفارضًا واقعًا معينًا على الطرف الآخر وقواته المدافعة التي ستحاول الاستفادة من طبوغرافياتها الجغرافية الى اقصى حد في عمل خطوط الدفاع التي ستشكل عائق في كثير من المناطق المتوقعه لهجوم العدو كما حدث في ماجينو في فرنسا وبرليف في سيناء وعمل الكمائن والسواتر واقامة الدشم الخرسانية والتحصينات القوية لغرف السيطرة والعمليات كما يتم بناء الخنادق مثل ما يحدث من قبل القوات الأوكرانيه في حربها ضد روسيا وعمل الانفاق مثل ما تقوم به قوات حزب الله والمقاومه الفلسطينية…الى ان تقوم القوات المدافعة بنسف الجسور والكباري وتسميم آبار المياه وردمها واحراق المحاصيل وهدم كل ما يمكن ان يستفيد به العدو في المعركة حال انسحابه من اي قطعة ارض فشلوا في الدفاع عنها امام ماكينة العدو وترسانته العسكرية الحربية المدمرة.
عندها يبدأ الطرف في استنفار شعبه ورفع شعار المقاومة والبدء في اعادة رسم الخطة الدفاعية من المواجهات الدفاعية المباشرة الى البدء في عمل الكمائن واشعال حروب العصابات ضد القوات المهاجمة لاستنزاف قواته والحاق اكبر الخسائر بالأرواح والمعدات فيها…
سياسة الردع الذري ليست سياسة جديدة تماما اذا انها اقتباس للحكمة اللاتينية، ولقد كانت الحرب العالمية الثانية خيبة امل، وفاجعة للبشر من دعاة وانصار نزع السلاح والتنظيم الدولي الذين تصوروا ان من الممكن إزالة العنف من العالم دون ان تكون هناك قوة كافية تشرف على هذه العملية ومع هذا بالرغم من ان الدور الرئيسي الذي تقوم به الأداة العسكرية أصبح آلات أكثر وضوحا.
على وجه العموم لا يزال هناك بعض الغموض الناشئ من التفرقة المبالغ فيها بين حالتي الحرب والسلام وتبين الأسلحة التقليدية والذرية.
الحرب الهجومية:
وهي الحرب التي تعتمد على تكتيكات الهجوم والضربات المفاجئة والمباغتة لقوات العدو واخذ العدو وجيشه على حين غرة وايقاع أكبر وأقسى الخسائر الممكنة في صفوفه وقواته وإمكانياته اللوجستية، العسكرية والمدنية.
وقد استخدمها الالمان بشكل ممتاز في الحرب العالمية الثانية وسميت بحروب الصاعقة حيث استطاعت الجيوش والفرق الالمانية اكتساح الكثير من البلدان الأوربية بشكل سريع دون خسائر تذكر في صفوف قوات الجيش الالماني كما استخدمها الجيشين المصري والسوري في حرب ٣٧٩١م.
وما قامت به روسيا من هجوم شامل ومفاجى ضد قوات اوكرانيا لغرض شل حركة الجيش الاوكراني واصابته بالشلل والصدمة غير المتوقعه والمفاجئه له رغم المعرفه والاكيدة بقرب بدء الحرب من التصريحات والتحليلات ومن تقارير المخابرات والعملاء…
يتم الاعداد للهجوم بشكل دقيق حتى يؤتي ثمارة بالنصر الحاسم.
الحروب التقليدية:
وهي حروب الجيوش النظامية التي تحدث بين جيشي بلدين بغض النظر و كيفما كانت موازين القوى بينهما وفي اي منطقة وساحة من ساحات القتال في الجبال في الصحراء والهضاب بالقرب من الانهار وسواحل البحار و الطقس والأجواء باستخدام جميع انواع الاسلحه التقليدية والمعروفة والمباشرة كالدبابات والراجمات ومختلف انواع الرشاشات والطائرات والبوارج والصواريخ وحتى التلويح و التهديد باستخدام اسلحة الدمار الشامل بكافة انواعها النووية والبيلوجيه والكيميائية او فعالية استخدامها فعلا..
عندما اشتعلت حرب ٩٣٩١/٥٤٩١م المدمرة بين دول الحلفاء وعلى رأسها بريطانيا واميركا والاتحاد السوفيتي ودول المحور ممثلة بالمانيا واليابان وايطاليا بالأسلحة التقليدية وحدها هناك اسلحة غير تقليدية مثل بعض الاجهزة الذرية التكتيكية الضغيرة او بعض انواع غازات الاعصاب التي تسبب شللا وقتيا وتدمير للخلايا العصبية ضد الأفراد الذين يتعرضون للغاز وهذة اقل دمارًا من أقوى أنواع الأسلحة التقليدية وأخطار التصعيد.
يقصد بذلك ان يؤدي شكل من اشكال الحرب الى اشكال اخرى اشد ضراوة لاتسمح بطبيعتها بإقامة حد فاصل قاطع بين نوعي الأسلحة.
الحروب غير التقليدية:
وهي ليست كما الحروب العادية او السابق شرحها من حيث التكتيك المستخدم ونوعية السلاح فهي في عقيدتها لاتلتزم بالمواجهه او ضرورة وجود جيشين نظاميين على ارض الميدان يتصارعان بشأن كيفية استخدام الاسلحة غير التقليدية وهي المذكورة سالفا عبر اسلحة الدمار الشامل والتلويح بها عبر اشعال حرب نووية او بيلوجية جرثومية وكيميائية….
في ضربات سابقه ووقائية واستباقية مما يجعل توازن القوة يرجح الدول ذات التسليح العالي والتكنلوجيا المتقدمة وابرز الحروب التي تعتبر غير تقليدية حرب العصابات، الحرب النفسية، الحرب الاقتصادية، الحروب المائية، و الحرب الالكترونية والسيبرانية، والحرب الناعمة، حروب الإرهاب ، وحرب الطاقة، حروب الصناعة، وحرب النجوم، والحرب الأهلية وحروب المدن( الحروب القبلية والطافية) والتي تحدث بشكل محلي أو دون مستوى الدولة، وحروب وصراعات الجاسوسية و المخابرات.
لمن فاته متابعة الأجزاء السابقة :
- فن الحرب (9) : المخابرات
- فن الحرب (8) : التكتيك العسكري
- فن الحرب (7) : “القوة”
- فن الحرب (6) : الإستراتيجية
- فن الحرب (5) : الجنود
- فن الحرب (٤) : القيادة
- فن الحرب (٣) : الدولة
- فن الحرب (٢): دور العلم
- فن الحرب … لمحة تاريخية (1)
