الاحدثالشرق الاوسط

فن الحرب (7) : “القوة” | بقلم علي أمين

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

جميع الأديان السماوية تحض على القوة وامتلاكها والاعداد والظفر بها والحفاظ عليها

القوة هي قدرة فرد أو جماعة ما على تغيير سلوك فرد أو جماعة أخرى والسلوك يمكن ان يتغير عن طريق الاقناع أو القسر أو النصح حيث ويجب ان يكون لدى مستخدم القوة مصادر اقتصادية وعسكرية وديموغرافية واجتماعية وقوة الجماعة تقاس بقوة المصادر الموجودة تحت تصرفها.

القوة تعتبر من أهم النظريات في بناء الدول وتشكيلها وفي الحفاظ عليها القوة التي تعبر عن شخصية الدولة وهيبتها القوة قد توجد داخل القوة ايضًا.

يقول ثوسيديدس في القرن الخامس قبل الميلاد والذي يعتبر أقدم مؤرخ حروب واقعي سياسي لكونة تنبة وفي وقت مبكر وهو يؤرخ للحرب البيلوبونيزية 134ق.م304ق.م الى دور القوة أو شهوة القهوة كما يسميها والخوف من تنامي قوة الخصم في اندلاع الحروب التي تحتكم الى منطق القوة الذي يجعل القوي يفعل ما يشاء والضعيف يقاسي بقدر ما يفرض عليه من معاناة.

يقول المنظر وعالم الاجتماع الالماني فون كلاوزفيتز 0871/1381م “عندما عرف الحرب بأنها عمل من اعمال القوة لإجبار العدو على تنفيذ مشيئتنا”.

كتب بيبور أن الاستراتيجيات السياسية التي تستلزم دائما موازنة القوة بالقوة غدت ضرورية بسبب الصفة الطالحة في الإنسان

لا يوجد شي مستحيل إذا وجدت الإرادة حكمة قالها القائد الفرنسي نابليون والمقصود بالإرادة هي اختيار أمر من بين أمرين أو عدة أمور والتصميم والعزم على تحمل القيام بة أو تنفيذة لتحقيق الهدف والغاية المطلوبة.

فالقادة يجب أن يتحلوا بقوة الإرادة في قراراتهم مهما كانت الظروف والمواقف.

مفهوم القوة من قبل نيوتن

في القدم كان مفهوم القوة مرتبطًا بعمل الآلات البسيطة، فمن المزايا الميكانيكية للآلات البسيطة أنها تسمح بآداء نفس العمل باستخدام قوة أقل، وقد قام أرخميدس بتحليل خصائص هذه القوى واشتهر بصياغة ما يخص قوى الطفو في السوائل.

قدم أرسطو مناقشة فلسفية لمفهوم القوة، فمن وجهة نظره أن العالم الطبيعي يحتوي أربعة عناصر ويوجد لكل عنصر حالة طبيعية. وقد اعتقد بأن الحالة الطبيعة للعناصر ذات الكتلة هي أن تكون عديمة الحركة وعلى الأرض، وأنها تميل لهذه الحالة إذا تركت وشأنها.

وقد فرق أرسطو بين الميل الداخلي للعتاصر لإيجاد مكانها الطبيعي (مثلًا سقوط الأجسام الثقيلة)، وهو ما يؤدي إلى الحركة الطبيعية، وما بين الحركة الغير طبيعية والتي تسلتزم تطبيق مستمر للقوة.

القوة والغلبة:

ارتبط ظهور السلطة في التنظيمات الإجتماعية المختلفة وهي العائلة القبيلة القرية والمدينة بالتفوق الجسدي والمادي وتمكن جماعة من الانتصار على جماعة أخرى.

تندرج نظرية ابن خلدون حول العصبية ودورها في نشوء الدولة ضمن هذا النوع من النظريات.

الحرب تصنع الدول والدول تصنع الحرب فالحرب كما يقول هركليس الفيلسوف اليوناني الذي عاش في القرن السابع قبل الميلاد ابو كل الأشياء والدول إذا تنشا بالحرب.

نشوء الدولة عن طريق القوة والغلبة اي اخضاع القوي للضعيف لا يجعل منها شيئا أو شرف القوة كما يرى المفكران الألمانيان جورج هيغل وفردريك نيتشة تمثل القوة الأساسية في المجتمع وهي تبرر نفسها والقوة تصنع الحق.

يذكر جوزيف ناي بين القوة الصارمة التي هي قوة الأمر والتي تستند الى قوة اقتصادية وعسكرية والقوة اللينة التي هي قدرة دولة على حمل دولة اخرى على ان تقول ماتريده.

لا يتسنى استخدام القوة في السياسات الدولية بوصفة وسيلة للتأثير بالنتيجة وغالبًا ما تعتبر القاعدة الأساسية في السياسة الدولية هي أفعل ما عليك فعله كي تكسب الرهان.

القوى الأساسية:

كل القوى في الكون تنتمي إلى أربعة قوى رئيسية : تأثر قوي و تأثر ضعيف وهما تؤثران على الجسيمات دون الذرية، مثال على ذلك ترابط بين البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة . هاتان القوتان تعملان على مسافات قصيرة جدًا (داخل النواة الذرية) . و القوة الكهرومغناطيسية التي تؤثر بين الشحنات الكهربائية ، و قوة الجاذبية التي تعتمد على الكتلة وتؤثر بين الأجسام . هاتان القوتان الأخيرتين تؤثر حتى إلى مسافات كبيرة، وتقل شدتهما عكسيا مع مربع المسافة بين جسمين أو بين شحنتين .

لقد حض الدين الإسلامي في القرآن الكريم على الاعداد والاستعداد وامتلاك القوة والسعي إلى الحصول عليها عبر كل الوسائل الممكنة قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة.

وفي الحديث النبوي الشريف قال صلى الله علية وسلم إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعة المحتسب في عملة الخير، والرامي به، والممد به، فارموا واركبوا وان ترموا أحب إلي من ان تركبوا.

من منظور آخر، ان الموسسات الرسمية داخل الدولة انها تمتلك القوة في مواجهة القوى الاجتماعية الداخلية في الدولة وبغض النظر عن نشأتها وتكوينها القانوني فإنها تحتكر ادوات العنفي المجتمع وتستخدمها كأداة لفرض إرادتها تعد قوى في مواجهة قوى مجتمعها التي تنشأ نشأة فعلية كالاحزاب وجماعات الضغط والمصالح.

تحظى هذه النظرية بتأييد عدد كبير من العلماء والباحثين والمفكرين في مجال علم الاجتماع والتاريخ العسكري حيث يرجعون ان اصول قيام الدول ليس إلا القوة وهي ماتحسم الحرب وتنهي المعارك وتبدء في فرض القوانين.

الحرب اصطدام بين قوتين حيتين وتصفية فيما بينهما كل طرف للآخر ومحأولة القضاء وفرض القوة والايديلوجية والنظام معين و ففي الوقت ذاته الكل يريد تحقيق هدفة وفرض ارادتة.

يقول الجنرال شورت عندما يتم اتخاذ قرار باستخدام القوة تحتاج الى الدخول بقوة ساحقة بصراحة تامة بعنف غير عادي بحيث تحدث سرعته وفتاكته وقوته تأثيرها على الخصم بدرجة تأهله وتصدمة وتجعل شعبة يتساقل ما الذي جعلنا نقوم بهذا إذا كانت هذة هي الليلة الأولى فكيف ستكون الليالي المقبلة الى متى يمكننا تحمل هذا والأهم لماذا نضطر…

الحرب هي الملاذ الأخير لتحقيق المصلحة الوطنية.

الحرب محاولة لتحقيق السلام العادل.

الحرب محاولة لمد النفوذ والسيطرة والتأثير على مستقبل الدول.

القوة:

ان الافراط في استخدام القوة يخاطر برفع تكاليف النصر الى مستويات غير مقبولة والتفريط في استخدامها يمنح العدو فرصة أكبر لمعاودة الهجوم ملحقًا مزيدًا من الخسائر، بل ربما ينتصر نتيجة لذلك،

اعتبر ماكس فون أوبنهايم ان الدولة هي النظام القضائي الذي تفرضه جماعة غالبة على جماعة مهزومة.

من أجل هدف أساسي وهو إخضاع الجماعة الملزومة لنظام التبعية والجزية ، ويستشهد بمثال قبيلة تعتدي على حدود قبيلة أخرى اقل منها استعدادًا للقتال ثم تستقر في أرضها مكونة جماعة الأشراف فيها ومؤسسة لها الدولة وكياناتها ورتسن هوفر يقول “العنف هو الأداة التي خلقت الدول” ويرى جميلوفتش عن الدولة هي نتيجة للغزو حيث يشكل الظافرون طبقة حاكمة على المهزومين ولتر وورد ربط بين الدولة والغزو فيقول تبدأ الدولة باعتبارها مختلفة عن النظام القبلي وغزو جنس من الاجناس لجنس آخر…


لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة :

علي امين، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل

علي امين مواطن يمني، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل في العالم السيبراني. تلقى تعليمه الجامعي في ادارة الاعمال وشغل مركز رئيس اتحاد الطلبة في معهد الثورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى