الاحدثالشرق الاوسط

فن الحرب (6) : الإستراتيجية | بقلم علي أمين

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

الإستراتيجية :

هي تحديد أهداف الدولة في المدى الطويل وكذلك تحضيرات العمليات وتخصيص الموارد الضرورية لتحقيق هذه الأهداف. وان هذه الأهداف التي حدثت الحرب من أجلها تطلبت على الدوام صياغة أهداف استراتيجية غير محدودة…

يذكر هيلمو شغون مولتكى ١٩٨١/٠٠٨١م أن الإستراتيجية اكثر من علم إنها تطبيق المعرفة على الحياة العلمية وهي تطور الفكر إلى حد يمكنه من تعديل الفكرة المرشدة في ضوء المتغيرات المستمرة انها فن التدبر تحت وطأة أصعب الظروف.

الإستراتيجية العسكرية

هي علم وفن استخدام القوات المسلحة من أجل تحقيق الأهداف السياسية سواء كان ذلك بإستخدام القوة المسلحة أو التهديد باستخدامها وتختص الإستراتيجية العسكرية بأسس و بأسلوب تحضير وادارة.

العمليات الإستراتيجية والحرب التي تشترك فيها جميع الأسلحة المقاتلة بوجه عام، تعتمد من اجل تحقيق النجاح على التقدير السليم والربط المحكم بين الغاية، التي تمثلها الإستراتيجية العليا وبين الوسيلة المتمثلة في الإستراتيجية العسكرية التي هي جزء من الإستراتيجية القومية وتحتل مركزًا قياديًا ضمن نظرية فن الحرب الذي يقسم إلى ثلاثة مستويات هي: الإستراتيجية – الفن التعبوي – التكتيك.

-عرف بيترباريت الإستراتيجية على انها استخدام القوة المسلحة لتحقيق أهدافًا سياسية ومن ثم الهدف السياسي للحرب.

-شخّص توماس شلينج الإستراتيجية باعتبارها صنع قرار قائم على الاعتماد المتبادل لأن القرار الأمثل يتوقف على توقعاتنا لرد فعل العدو وهو رد يتوقف بدوره على توقعاته بشأن طبيعة ردنا عليه.

حيث يرى المنظر الألماني كلاوزفيتس أن الأسلوب المنطقي الوحيد للحرب هو تدمير وسائل المقاومة لدينا بما يجعلنا عاجزين عن إفشال أهدافه السياسية.

محتوى الإستراتيجية العسكرية…

تتضمن دراسة العديد من العناصر الرئيسية التالية:

طبيعة الحرب المقبلة وفن إدارة الصراع المسلح قواعد شن الحرب: طاقتها، مداها الزمني، مداها الجغرافي.

دراسة المبادئ الرئيسية للإستراتيجية العسكرية التي على القوات المسلحة تنفيذها لكي تحدث تغيرات جادّة.

تستخدم القوة العسكرية لتحقيق الأهداف السياسية، القوات المسلحة للدولة، لتحقيق الأهداف والمصالح الإستراتيجية، إما بالردع أو بالإستخدام الفعلي للقوة المتاحة

وتستخدم القوة العسكرية، أداة من أدوات الدولة، وذلك بالإستخدام الفعلي لها لتأمين المصالح الحيوية، تحقيق الأهداف القومية، وقد يتم التهديد باستخدامها، لردع أو إجبار الدول الأخرى للرضوخ والتسليم بأهداف هذه السياسة.

تحديد الأهداف والمهام والأفكار الإستراتيجية

الهدف الإستراتيجي تجريد العدو من أسلحته حيث يقول كلاوزفيتس إن القرارات الإستراتيجية لا تستند بالضرورة إلى منطق مدروس ولكنها تتوقف أيضًا على مدى أهمية النصر لنا، أي مدى تحقيق أهدافنا السياسية التي اشعلت الحرب لأجلها.

تنفيذ المصلحة العليا للدولة

ان المصلحة هي في الواقع جوهر السياسة ولبابها وهي لا تتأثر بظروف الزمان والمكان، فلقد حمل اللورد سالسبوري في القرن التاسع عشر القول الذي أورده ثوسيديدس والذي انبعث من تجاربه في بلاد الإغريق القديمة بأن وحدة المصلحة هي أوثق صلة بين الدول والأفراد وراح يردد بأن الوسيلة الوحيدة بين الدول والتي يقدر لها البقاء هي عدم وجود المصالح المتضاربة بينها ولقد عاد ماكس فيبر وقال: تسيطر المصالح المادية والمعنوية لا الافكار سيطرة مباشرة على اعمال الناس وتتحكم فيها ومع ذلك فان صور العالم التي تخلفها هذه الافكار كثيرًا ما تعمل كمحولات تقرر الطرق التي تعمل فيها دينامية المصالح على ابقاء اعمال الناس”.

تجهيز مقترحات تكوين وبناء القوات المسلحة وانسب تطور للقوات المسلحة ووسائل الصراع المسلح في اطار ميزانية الدفاع.

توزيع القوات والوسائل اللازمة لتحقيق المهام الرئيسية وبناء تجمعات القوات المسلحة.

تدمير جزءًا من وسائل المقاومة لدى العدو والابقاء على التهديد بمزيد من التدمير عند اللزوم وإيصال الرسالة ومحاولة إقناعه بأن الاستمرار في المقاومة غير مجد ولا يمكنه ان يحلم بتحقيق النصر.

لن يناله من مواصلة القتال سوى المزيد من الخسائر من دون طائل، ويذكر كلاوزفيتس أن القرارات الإستراتيجية تستلزم مهارة التمييز لمعرفة اي القرارات أكثرها أهمية وأشدها حسمًا.

جاء أيزية برلين ليلخص الأمر بصورة جذابة عندما وصف حسن التقدير بأنه القدرة على إدماج مجموعة كبيرة من المعلومات الأولية الظرفية المتغيرة المتشابكة المتعددة الجوانبـ وهي التي تحول كثرتها وسرعتها وتداخلها من دون تجميعها وتصنيفهاـ مثلما نفعل بالكثير من أفراد الفراشات فإلادماج بهذا المعنى هو رؤية المعلومات الأولية، بوصفها عناصر في نمط واحد مع تداعياتها لرؤيتها بصفتها مؤشرات إلى الماضي والاحتمالات المستقبلية حتى تمكن رؤيتها بصورة براغماتية على معنى ما يمكن ان تفعله او ستفعله لك وللآخرين.

ان عملية صنع القرار الإستراتيجي هي تصوراتنا وتصورات الآخرين، وأمام اعتراضنا واحتجاجنا ومن ثم أمام ندمنا على النتائج، يجب ان يقوم كل شي على التكهنات والفرضيات فإن القناعات تصبح أقل قوة، مما يجعل القرار العسكري ناقصًا على الدوام.

أسس إعداد الدولة للحرب

المقصود به تطوير واستخدام القدرات الاقتصادية والبشرية والمعنوية والسياسية والدبلوماسية لتحقيق النصر في أسرع وقت ممكن وبأقل خسائر والوصول إلى الأهداف والغايات السياسية للدولة ويشمل إعداد الدولة للحرب الاتجاهات الآتية:

إعداد القوات المسلحة

إعداد الاقتصاد الوطني

إعداد أراضي الدولة كمسرح للعمليات الحربية

إدارة السياسات الخارجية بما يتسم وأهداف الحرب ويجب أن يحقق أعداد الدولة للحرب القدرة على صد العدوان المفاجىء للعدو وتدميره مع توجيه ضربة انتقامية رادعة له تهدف أساسًا إلى إحباط هجوم العدو وانتزاع المبادرة الإستراتيجية منه والمحافظة عليها وتحقيق النصر في أـقل وقت ممكن وبأقل خسائر، والقدرة على تحمل الضربات المركزة مع المحافظة على مستوى مرتفع للروح المعنوية للشعب والقوات المسلحة…

إعداد القوات المسلحة للحرب:

الموقف السياسي للدولة ودرجة التماسك الداخلي وقوة الدولة والتوجه العام الشعبي وأهدافها السياسية والسياسة العسكرية واستراتيجيتها العامة واستراتيجيتها العسكرية.

الموقف الاقتصادي للدولة واستعدادها وقدرتها الاقتصادية ومخزونها الإستراتيجي من جميع السلع الضرورية والمواد التموينية والمشتقات النفطية وظروفها ومستواها الصناعي ومدى التقدم التقني والعلمي للدولة.

طبيعة الحرب المقبلة وطرق ادارتها ومدى تطور وسائل الصراع المسلح المختلفة وحالة القوات المسلحه الراهنة ومسرح العمليات المحتمل.

قوى وامكانيات العدو التقليد والمحتمل وحلفاءه، كما يشمل اعداد القوات المسلحة…

مجموعة من الاجراءات اهمها التخطيط الاستراتيجي وتحديد تكوين حجم القوات المسلحة للحرب والسلم وبناء التشكيلات الإستراتيجية والتعبوية ومسارح العمليات الحربية…

تعبئة القوات المسلحة والتدريب القتالي والتدريب التعبوي للقوات والقيادات مع تمكين الاستعداد القتالي العالي للقوات والتأمين المادي والفني للقوات مع تنظيم وادارة المخابرات الإستراتيجية والمضادة…


لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة :

علي امين، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل

علي امين مواطن يمني، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل في العالم السيبراني. تلقى تعليمه الجامعي في ادارة الاعمال وشغل مركز رئيس اتحاد الطلبة في معهد الثورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى