التكاثر والاكتظاظ الإنساني يهدد البيئة والناس ويسحق الاقتصادات العالمية! | كتب سمير سكاف
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
تحديد النسل أصبح ضرورة قصوى لتجنب الحروب!
لم يعد بالامكان للبشر الانجاب “بشكل مفتوح” طالما أن الحياة ما تزال محصورة على كوكب الأرض. فالموارد الغذائية والطبيعية من مزروعات وأشجار مثمرة ومياه عذبة محدودة الكمية. وإذا كانت تعتبر في الأزمنة الغابرة لا تنتهي، فذلك أن أحداً لم يكن يتصور أن عدد سكان الأرض أصبح مليار نسمة خلال مليوني سنة. وهو ارتفع ليصبح 7 مليار نسمة حالياً! أي بزيادة 6 مليار نسمة في 200 سنة (الأخيرة) فقط! هذا التكاثر الديمغرافي “المرعب” ضاعف الاستهلاك ليس 700% فقط بل أكثر من 1.000% نتيجة تحول المجتمع الصناعي الى مجتمع استهلاكي سيء العادات، يستهلك السلع والمنتجات الغذائية والبنى التحتية بحدها الأدنى. اذ يستهلك بعض المنتجات مرة واحدة ليحولها الى نفايات لا يمكن في معظم الأحيان إعادة تدويرها، ما يجعلها تتحول الى الطمر أو الى الحرق، أي يجري تحويلها الى ملوثات للأرض والتربة أو الى ملوثات للمياه والبحر أو الى ملوثات للهواء… وكل أنواع التلوث مؤذية للبشر ولصحتهم، وكذلك للبيئة وللحيوانات وللأسماك من حولهم.
الحد الأقصى لعدد سكان الأرض يتخطى قدراتها الاقتصادية!
تشير معظم الدراسات الى أن موارد الأرض لا تكفي سوى لحوالى 10 مليار شخص. وهي لا تكفي سوى لملياري شخص فقط بمعدل الحياة الأميركية!
وسيصل عدد سكان الأرض الى حوالى 9.8 مليار نسمة بالنمو غير الطبيعي المرتقب حتى العام 2050 بحسب مؤسسة Ined للدراسات الديمغرافية. وتتصدر الهند وتليها الصين بعدد السكان. وهما يسجلان أعلى نسبة سكنية بمجموع يفوق 3 مليار نسمة. تليهما نيجيريا بأكثر من 400 مليون نسمة والولايات المتحدة بحوالى 380 مليون. ثم باكستان 338، اندونيسيا 330، البرازيل 228، اثيوبيا 205… ومصر بالمرتبة 11 بحوالى 160 مليون نسمة وروسيا بالمرتبة 14 بحوالى 135 مليون نسمة! وسيستمر عدد سكان الأرض بالارتفاع الى 10.6 مليار نسمة بحلول العام 2075!
لا يمكن للاقتصادات العالمية أياً تكن أشكالها أن تلبي حاجات سكان الكوكب بحلول العام 2075، وحتى قبل ذلك بكثير! ولا يمكن للزراعات الحالية، أو القريبة للحالية أن تسد حاجات أو جوع الجميع! الحل هو في تحديد النسل، وفي تخفيض عدد سكان بعض البلدان بنشر الوعي. وإلا فإن الحروب ستزداد، ولن تكون الطاقة وتسارع النمو في الاقتصادات الكبرى وحدها مصدراً للحروب في المستقبل القريب والمتوسط الأجل!
ولن يكون هناك القدرة على حماية البيئة من “الحاجات”! فتتغير الأولويات عند الدول والشعوب باتجاه تأمين حياة شعوبها، والاستمرار فيها! وكما في مواجهة ظاهرة المناخ والتسلح النووي، الخيار مفتوح وبيد البشر لتحديد وجهة المستقبل نحو الاستمرار بسلام (قدر الإمكان) أو نحو التقاتل!