اجتماعالاحدث

التعليم الالكتروني مصدر دخل للجامعات | بقلم د. صفاء شويحات

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

تعاني دول العالم من اشكاليات التعليم الالكتروني بمختلف أشكاله، في ظل جائحة كوفيد 19 الذي فرض استخدامه بشكل اضطراري وسريع ومفاجيء، و بغض النظر عن درجة امتلاك الخبرة والمهارة والمعرفة المتعلقة بالتعليم الالكتروني لدى المعلم والمتعلم. إلا أن أمر الزامية توظيفه والاعتماد عليه كليا أو جزئيا أصبح حقيقة واقعة، لذا وجب اجراء الدراسات التقيمية لرفع واقع تحديات ومعوقات التعليم الالكتروني.

لقد ساهم التقدم تكنولوجي في خدمة كافة مناحي حياة الانسان خاصة في مجال التعليم ، حيث سرعة الاداء والدقة والسهولة واختصار الوقت والجهد. ولكن بقيت نسبة اهتمام كل من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة بالتعلم الإلكتروني ضئيلة، ويعد البريد الإلكتروني وبث المحاضرات بالصوت والصورة من أقل استخداماته خاصة في دول العالم النامي، التي كانت تركز على التدريس الوجاهي، فهناك من كان يرفض رفضا قاطعا فكرة التدريس أونلاين بناءا على أسباب عديدة” إلا أن ظهرت جائحة كوفيد-19 فألزمت جميع المؤسسات التعليمية على التدريس الافتراضي .

في المقابل نجد انتشار استخدام E-Learning كأحد أشكال التعلم الحديثة، كثيراً في مؤسسات التعليم العالي جاء مبكرا في دول العالم المتقدم مثل أمريكا وأوروبا وغيرها ، وتم الاعتماد على هذا النوع من التعليم كلياً أو جزئيا.
و” أصبح يساهم في دخل بعض الجامعات، فمثلاً بلغ دخل جامعة Phoenix في الولايات المتحدة الأمريكية، من التعليم الإلكتروني (95.5%) من مجموع دخلها والبالغ (1.28) بليون دولار في العام 2004 وفي معرض البحث عن ميزة تنافسية أنشأ نظام التعليم العالي البولندي أساسًا قانونيًا وقواعد لاستخدام التعلم الإلكتروني، استنادا إلى تجربة الجامعة البابوية ليوحنا بولس الثاني في كراكوف.

ومن المؤكد أن الاختلاف في الحكم على انتشار التعليم الالكتروني بمختلف أشكاله تعود ألى اختلاف موضع الدول فحتما دول العالم النامي تختلف بكامل امكانياتها وظروفها عن دول العالم المتقد خاصة في مجال التكنولوجيا.
التعليم الالكتروني من وجهة نظر كارلينز (Carlines) هو”تعليم يتم عن طريق الحاسب وأية مصادر أخرى تعتمد على الحاسب، وتساعد في عملية التعليم والتعلم، ويحل الحاسب محل الكتاب والمُعلم، تعرض المادة التعليمية على الشاشة ويقدم للمتعلم المادة الدراسية بناء على استجابته، ويمكن أن تكون المادة العلمية والاختبارات المصاحبة لها بسيطة، و تكون على هيئة برنامج تعليمي أو نصوصاً أو رسوماً ثابتة أو متحركة، أو صوتيات أو مرئيات أو كلها مجتمعة، وقد يتكون التعليم الإلكتروني من مقرر يشمل محاضرات تتم عن طريق اللقاءات المرئية على الانترنت Video Conferencing في مواعيد محددة، ويمكن أن تكون صفحة على الإنترنت يصحبها مادة إضافية تشمل أنشطة فيديو للدروس السابقة ومناقشتها تتم خارج الفصل عبر البريد الإلكتروني واختبارات إلكترونية تسجل نتائجها آلياً في سجلات الطلاب .

هذا وقد حدد الإتحاد الأمريكي مزايا التعليم الإلكتروني المُعتمد على شبكة المعلومات (الإنترنت Internet) حيث يوفر امكانية الانتقال من نموذج نقل المعرفة إلى نموذج التعليم الموجه بوساطة المتعلم، ويُوفر اتصالاً تبادلياً، ويشجع المتعلم على المشاركة في بناء المعرفة لاعتماده على مهارات التفكير العليا ويوفر له كذلك التعلم والتعليم التشاركي والتفاعلي، إلا أنه قد يحرم الطالب أو المتعلم من تعلم مهارات هامة مثل الاستماع والكتابة اليدوية والتفاعل مع الزملاء والتحدث والحوار والمناقشة، والتقليد والمحاورة والمحاكاة وغيرها .

ومن المؤكد أن أمر تفعيل التعليم الالكتروني بطريقة الاستفادة من مزاياه وتعويض الفاقد من التعليم الوجاهي يتعلق حتما بخبرة ومهارة من يقود عملية التعليم والتعلم، فمن غير السهل جذب إنتباه الطلبة في التعليم الالكتروني، خاصة في مجال تحفيز الطلبة للتعلم، ومراعاة الفروق الفردية، وحالتهم النفسية، والآخذ بالاعتبار متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة. لذا نرى ضرورة تدعيم تعلم الطلبة عبر الإنترنت من خلال: تقديم التعليمات الواضحة للمتعلم، اختيار محتوى دراسي جيد منظم متسلسل ومجزء لأجزاء بسيطة يستطيع الطالب فهمه بسهولة.اقرأ أيضًا:

  • شهادة من الواقع: تجربة التعليم عن بعد للأستاذة الجامعية صفاء الشويحات

د. صفاء الشويحات، بروفسور مشارك في الجامعة الالمانية الاردنية وباحثة تربوية

دكتور صفاء شويحات بروفسور مشارك في اصول التربية. عضو هيئة تدريس في الجامعة الالمانية الاردنية، ومستشار التطوير التربوي لوزارة التربية والتعليم الاردنية ٢٠١٩. مستشار الخطة الاستراتيجية للشباب الاردني، ومستشار قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية في المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا. حاصلة على الزمالة الامريكية في التعليم المدني 2010، ولديها العديد من المقالات والمؤلفات والدراسات العلمية المنشورة في دوريات علمية محكمة. حاصلة على درع عضو هيئة التدريس المتميز عن اعدادها لأول مساق تعليم إلكتروني مدمج في الجامعات العربية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لكنها تجربة جديدة في العالم العربي ،وتواجه انتقادات كثيرة كما هو كل جديد .
    لقد اختلف مفهوم التعليم بكافة مراحله بعد انتشار الانترنيت ، وأصبح تحصيل المعلومة ومعرفتها هو الأساس وليس تحفيظ المعلومة .
    والمعلومة اليوم متوفرة للجميع ،ويبقى من يتعلمها ضمن منهج دراسي اكاديمي هو الاساس .
    و من يتحصل عليها من أجل الثقافة العامة أمرٌ محبذ أيضاً .
    ولكن يبقى المنهج الاكاديمي هو السائد ،وطريقة ترتيب المعلومات ليصل الى استحصال المنهج الذي يؤهله لنيل الشهادة أو الدرجة الجامعية ..
    لقد فرضت الجائحة هذا الواقع (التعليم الالكتروني ) وعلينا أن نرى النتائج لنقيم نجاح هذه التجربة من عدمها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى