ما الذي يجري في لبنان وحول لبنان؟ هل تغيرت مواقف الدول ازاء الصراع الجيوسياسي الذي حكم لبنان منذ زيارة وزير الخارجية الاميركي السابق مايك بومبيو اواسط عام 2019 والتي حذر فيها اللبنانيين من الجوع والحصار المالي في حال لم ينفك عن حزب الله؟
مقاربات خطاب السلاح
لاحظنا كيف اختفى الخطاب المرتبط بسلاح الحزب منذ وصول جوزيف بايدن الى سدة رئاسة اميركا. تصريحات سفير المملكة العربية السعودية من بعبدا والمختارة وتصريحات السفيرة الاميركية ناهيك عن التصريحات الفرنسية التي لم تعتبر نفسها اصلا معنية بهذا الخطاب.
حتى تصريحات القوى المحلية المضادة لسلاح حزب الله تغيرت مقاربتها للشعار الاساس لهذه المرحلة. الرئيس الحريري اعفى نفسه منذ رشح نفسه لرئاسة الحكومة، الاستاذ وليد جنبلاط انتقل الى الوسط. الدكتور سمير جعجع جلس تحت شعار “كلنا ايمان” في مقابلة مطولة لم يقارب فيها السلاح وكذلك رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في “صار الوقت”.
حتى ان المناوئ الاساسي للرئيس الحريري تحدث مؤخرا” الى بعض مجموعات المجتمع المدني مشيرا” الى ان السلاح احيل الى التسوية مع ايران التي سيظهر مصيرها اوائل الصيف المقبل. واعتبر انه لا يجوز زج الجيش في هكذا صراع كي لا ينقسم.
اقرأ ايضا” على الموقع:
الحريري في ذكرى والده الشهيد…هذا هو عدوي
بول سالم
ما يبقى غائبا” عن اللبنانيين اوضحه الدكتور بول سالم في تسجيل صوتي بالامس وهو شحصية مقربة من دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة كما المؤسسات الدولية.
يشير سالم الى ان هناك بداية اهتمام من الادارة الجديدة بالموضوع اللبناني, ليس محبة بلبنان ولكن قراءة منهم ان لبنان على وشك الانهيار الكلي والنهائي. مع احتمال إنهيار الجيش وربما يواجه الغرب لسنوات او لعقود انهيار كامل في بلد على شرق المتوسط وخطر عودة داعش والقاعدة وخطر توسع نفوذ حزب الله في لبنان. خطر سيل من اللاجئين اللبنانيين والسوريين الى قبرص واوروبا. يبدو أنه ضاء عند الاميركيين الضوء الاخضر ان هناك مشكلة ستؤثر.
يضيف ان الانقاذ في حال حصوله في ما يتعلق بلبنان حاليا هو 80% انقاذ مالي اقتصادي مصرفي عبر الصندوق الدولي واوروبا والخليج. علينا ان نصبر كي نرى اذا ما كان سيحصل اهتمام من الغرب ومن الخليج الى لبنان.
الانتخابات
اما الموضوع السياسي فسيطرح في العام 2022 اولا من خلال الاصرار على انتخابات نيابية، وثانيا بعد الانتخابات النيابية في حال حصل تغيير بالتوازنات في المجلس النيابي وتغيرت العلاقات الاقليمية والدولية مع اميركا سيعاد طرح رئاسة الحكومة وقد يكون الخليج الداعم الاساسي لهذه النقطة.
وقال بالأمس عقدنا اجتماع مع البنك الدولي الذي حاول العام الماضي السير ببرنامج مكافحة الفقر ليطال 22 % من الشعب اللبناني وامس كان التحضير لبرنامج لمكافحة الفقر ل80 الى 85 % من الشعب اللبناني. هذا ما يراه البنك.
صندوق النقد
واضاف نعلم ان هناك 900 مليون دولار بالامكان ان يصلوا غدا الى لبنان اذا تشكلت الحكومة. المجتمع الدولي وصندوق النقد في حالة خوف أن يضع دعم واموال من دون وجود حكومة. ابطاء الانهيار هو بداية الطريق الطويل والمؤلم للاصلاح الاقتصادي. ان النهوض اقتصادي خلال السنوات القادمة يتطلب تشكيل حكومة اليوم لكن المفعول السياسي مؤجل للعام القادم .
ماذا عن السلاح؟
قمة الوضوح كانت حول موضوع السلاح ومواجهة ايران التي اعتبرها امر صعب ومستحيل حالياً. هنا نعود الى الاسئلة الكبرى المتعلقة بمدى علاقة الفصل بين الاقتصاد والسياسة ومدى قدرة المجتمع الدولي على فرض شروطه على الطبقة السياسية بعد ان انهارت سياسة الاضغط الاقصى. من سيكسب لعبة عض الاصابع الطبقة ام المجتمع الدولي؟ ما هو الاهم بالنسبة للمجتمع الغربي خطر سيطرة حزب الله وتمدد المهاجرين الى اوروبا وانهيار القوى الامنية ام اشتراط الاصلاح قبل التمويل؟ لا نرى ان الغرب لا ينام حزنا” على مصالح اللبنانيين، المصالح الاستراتيجية تبقى هي المعيار والحجة واضحة كما قال سالم “على المجتمع المدني اولاً ان يدرك انه كان أفضل ان يتوحد بشكل اكبر بدعمه قيادات وهذا ليس متوافر حتى الآن”.
ايها اللبنانيون انتظروا عودة الكباش بعد زمن غير معروف وبانتظار ذلك…حسنوا طريقة لعبكم!
اقرأ ايضا” على الموقع:
