الولايات المتّحدة تدرس سيناريو “اليوم التالي” | بقلم د. عماد رزق
..مصير"اليونيفيل" ودور قطر في دعم الجيش اللبناني
في العام 2023 وافق الكونغرس الاميركي على تمويل وحدة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في لبنان بمبلغ 143 مليون دولار من تكاليف ادارة وانفاق سنوية تصل الى حوالى 510 مليون دولار.
الواضح ان تقييما اجرته مؤسسات قريبة من الادارة الاميركية في الاسابيع الماضية حول عمل اليونيفيل في لبنان واليات دعم الجيش اللبناني خلص الى مجموعة نقاط:
– انفقت الادارة الاميركية منذ عدوان 2006 على لبنان حوالى 2500 مليون دولار لدعم مهام اليونيفيل جنوب لبنان.
في المقابل تم تقديم دعم للجيش اللبناني على امتداد الفترة نفسها وصل الى حدود 2700 مليون دولار، وفي خلفية المساعدة الاميركية للبنان تسهيل التعاون والتنسيق بين الدولة اللبنانية ممثلة عسكرياً بالجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان والمؤلفة من 9900 عنصر من 48 دولة، وتعتبر فرنسا واسبانيا وايطاليا الدول الاوروبية الاطلسية الكاثوليكية الاساسية فيما القوة الاندونيسية والغانية الاكبر عدداً بين الدول المشاركة.
– كما ورد في سياق التقرير الأميركي وتبريراً لاستمرار الدعم، ان الولايات المتحدة تدفع اموال “الشعب الاميركي” رغم انها لا تشارك بقوات عسكرية لحفظ السلام والهدوء على الحدود الجنوبية للبنان، لكن لتحقيق امن ” شمال اسرائيل”.
– وفي سياق القرار 1701 ورد ان حضور اليونيفيل لم يمنع على مدى 17 عاماً “حزب الله” من بناء قدراته العسكرية والامنية واللوجستية، حيث عرض لمجموعة من الاحداث الامنية في منطقة جنوب نهر الليطاني كان حضور “حزب الله” فيها واضحا امنياً ومؤثراً من استهداف العام 2007 الى انفجار العام 2009 وصولا الى العام 2022 حادثة العاقبية.
وكذلك اشارة انه على مدى 17 عاماً لم تستطع القوات الدولية تحقيق الهدف من حضورها بين “الخط الازرق وخط مجرى نهر الليطاني” والمهمة الاساس “منطقة محرمة” من اي حضور لاي مجموعة او فرد مسلح كما لوجود بنية عسكرية واسلحة، الا حضور الجيش اللبناني.
– اما التطور الاهم في التقرير، فهو الاشارة ان “حزب الله” المصنف القوة العسكرية الاكبر والاكثر تجهيزاً في العالم على مستوى “القوى الرديفة” او بتعبير اميركي ” قوة عسكرية من خارج الدولة”، هذه القوة العسكرية موجودة في جغرافية ضيقة وضمن منطقة عمليات قوات دولية.
– كما ورد اشارة الى القدرة النارية والنوعية لدى “حزب الله” حيث اشار التقرير انه وخلال 34 يوماً اطلق “حزب الله” حوالى 4000 صاروخ استهدفت العمق “الاسرائيلي” وقتل في تلك الحرب 157 جندياً ومستوطنا، في مقابل 1000 شهيد لبناني، اما اليوم فإن “حزب الله” يقوم بإدارة العمليات منذ اكثر من 140 يوماً ( 4 اضعاف ايام المواجهات السابقة ) واطلق 4000 صاروخ ومسيرة وقذيفة.
ووفق تقدير اميركي فإن حزب الله فقد في المواجهة 200 شخص من 45 الفا يستطيع القتال وهو رقم متواضع للفترة الزمنية ويشكل اقل من 0.5 % و4000 صاروخ من “قدرة نارية” تقدر بحوالى 150 الفا ما نسبته 2.6%.
هذا السياق الاميركي لتقييم عمل “اليونيفيل” في جنوب لبنان، بعد فشلهم في حماية “شمال اسرائيل” بعد عملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول يؤشر الى مسار “اليوم التالي” في لبنان بعد التوصل الى اتفاق “هدنة” او وقف متقطع للعمليات العسكرية كما يحاول “الوفد الاسرائيلي” في الاجتماع الثاني (خلال شهر شباط 2024) لاجهزة المخابرات في باريس.
مسار “اليوم التالي” في لبنان، ترسمه الولايات المتحدة، أنامل “هوكشتين” ابعد من ترسيم او “تثبيت حدود” ووفق 3 محددات:
1- وثيقة نتنياهو ” وثيقة مبادئ لليوم التالي” تقدم بها نتنياهو للمجلس الوزاري الامني المصغر.
2- الانتشار العسكري الاسرائيلي على الحدود اللبنانية – السورية في مقابل “اي دور” للجيش اللبناني في المنطقة ” المحرمة ” او “منطقة 1701”
3- رؤية الولايات المتحدة لامن الطاقة في غرب آسيا والتي ترتكز على:
– الشركات التي تدير آبار وحقول الطاقة من شرق المتوسط “حقول غزة ولبنان” وصولاً الى الخليج “حقل بارس” ومن ضمنها “بحر اليمن”
– الكهرباء في المنطقة ( لبنان – سورية – العراق)
– الموانئ ومصافي التكرير والنقل البحري
في الخلاصة، اذا كان الوسيط الدولي “هوكشتين ” مهندس “اليوم التالي” فأي دور “للخماسية ” في لبنان، وما هو المطلوب من دولة قطر لدعم الجيش جزءا من المشروع الاميركي الاكبر لحماية “شمال اسرائيل” وماذا عن لقاءات باريس لاجهزة المخابرات هل شكل “بند لبنان” مقدمة لاجتماع سيعقد بين امير قطر والرئيس الفرنسي؟ ام ان الدور الفرنسي في لبنان سيتراجع مع اقتراب خروج شركة توتال وربما شركات فرنسية اخرى لمصلحة دخول شركات بريطانية والمانية واميركية. “اليوم التالي” في لبنان لن يكون عصر فرنسي… انما اميركي بامتياز، والاكيد ان كل الحلول مؤجلة لما بعد شهرآذار وسياق “اعصار رمضان” الآتي.