لا يعطى المجد إلا لمن حلموا به: الوطن ليس وجهة نظر | بقلم المهندس طوني أبي عقل
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
إن الشعب اللبناني يعاني أزمة وجودية من أخطر الأزمات التي يمكن أن تؤدي بهذا الشعب وهذا الوطن إلى مصير مجهول، لكن إرادة الحياة والحلم بتغيير المسار واستعادة الأمجاد، كما يتمنی برأيي معظم اللبنانيين، دفعتني للكتابة ولمشاركة أبناء وطني العمل لتحقیق لبنان الوطن الحلم.
ان مصير لبنان ربما يكون رهن بيوم، لكن التحضير لهذا اليوم يتطلب عملًا دؤوبًا ووقتًا وفكرًا رؤيويًا.
والشعب هو صاحب القرار في العمل والسعي إلى رفع هذه المعاناة، وقراره بالانتفاض على الواقع والنهوض لا تستطيع أن تهزمه أي قيود. وسيؤدي حتما إلى ولادة جديدة وخلاص لبنان، والنجاح يتحقق اذا عملنا جميعا لهدف عظيم وهو رفع مستوى الوعي عند معظم الشعب اللبناني.
فالنخبة مدعوة للقيام بواجبها لانقاذ الوطن والشعب ولإنجاح مسيرة النهوض، وأن تتحلی بالشجاعة لأخذ القرار، وبالمنظور العريض الذي يتسع لكل فكر، وللنزعة الانسانية بالعمل للمصلحة العامة ومصلحة المواطن والوطن.
الشعب مدعو للانطلاق من المسلمات التالية:
الانسان قيمة بحد ذاته، والناس كلهم سواسية، ولهم حق المشاركة في تقرير مصيرهم، والتعبير عن قناعاتهم، واحترام الرأي الآخر، والعمل لبرنامج ومشروع، وليس عيادة أصنام.
أما المسؤولون ان وجدوا بصفتهم هذه، فأين هم من تحمل مسؤولية شعبهم وتأمين مصالحه، وهل هم خاضعين للمسائلة والمحاسبة من مواطنيهم، واذا لم يقوموا بواجباتهم فما هو دورهم؟
انها الطبقة السياسية التي حكمت البلد على مرِّ عقود طِوال ، وحولت مفهوم القيادة إلى زعامة قبلية وطائفية ما زاد من الانقسام الوطني، وراكم المحسوبية والفساد والأخطاء، مما أوصل البلاد إلى الكارثة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وشرع الأبواب امام كل المخاطر.
لذلك، تغدو الدعوة ملحة للتغيير وتصويب المسار وتطبيق القانون على الجميع والعودة الى منطق المواطنة والاتفاق على المسلمات والثوابت، والتعاطي دائما وفق نفس القواعد الوطنية الجوهرية والحس الوطني المشترك.