ازمة لبنانالاحدث
عناصر التسوية في لبنان نَضُجتْ، ماذا تخبئ المرحلة المقبلة؟
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
هل انتهى اختبار الحدود بين الطوائف في لبنان؟
وصل كل شئ الى اقصاه في هذا الاختبار. استخدمت كل الاسلحة دون اطلاق رصاصة واحدة.
لغة الرموز الطائفية وحقوق الطوائف ومعادلات التشكيل استنفدت كل احتمالاتها.
ماذا بعد؟
بعد “الاثنين الاسود” برزت عدة مؤشرات تشير الى ان الوضع ليس متروكاً واخصها التحركات الدبلوماسية بين قصر بعبدا وعين التينة وبيت الوسط والمختارة.
السفيرة الاميركية تحدثت عن الحاجة لحكومة تنفذ الاصلاحات ودعت الى نزع الشروط والشروط المضادة. هذا الكلام لا يستهدف حصراً فريق رئيس الجمهورية بل ايضاً يمكن تفسيره برفع شرط عدم تمثيل حزب الله في الحكومة مباشرة او بالواسطة. ربما تعني ايضاً، ومقابل ذلك، تنازل الثنائي عن شرط استحواذ وزارة المالية والسماح بمداورة كاملة.
تصريح السفير السعودي عن المسافة الواحدة بين المملكة والافرقاء اللبنانيين كافة، وهو يشير بذلك الى المقاربة التسووية التي بداتها السعودية في اليمن واحتمال استعادة العلاقات مع سوريا ولن يبقى لبنان استثناء في هذه المقاربة.
وزير خارجية فرنسا أبلغ عون والحريري وبري بأنه يجب فورا انهاء التعطيل المتعمد للخروج من الازمة السياسية وإبلاغه رفاقه الاوروبيين بأن الوقت حان لوقف التعطيل المتبادل.
على الصعيد الداخلي يعتبر التحول في مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط مؤشراً الى قرب التسوية الوضعية حول لبنان.
حزب الله من ناحيته يعتقد ان ايران تتقدم في المنطقة، خاصة بعد توقيع الاتفاقية مع الصين وعودة الولايات المتحدة الى سياسة الاحتواء، وهذا يعطيه مرونة اكبر في التعامل مع الموضوع الحكومي. هو لم يعد امام خطر حكومة تنقلب عليه، حيث تحول الخلاف الى خلاف على الحصص الداخلية بين شركاء (بري) ، حلفاء الضرورة (عون)، اخصام ذات مخاطر محسوبة (الحريري)، اخصام قادر على استيعابهم (جنبلاط) ومعارضة من ضمن التموضع الطائفي (جعجع).
هناك تطور كبير حصل في لبنان هو تراجع تهديد النظام الطائفي من قبل الانتفاضة، اذ بات الجميع يتفق في الداخل والخارج اننا امام صراع حصص لا صراع على النظام.
في عز خصومتهم حافظ المتخاصمون على هدف وأد التغيير وكل ما تبقى ممكن الحل.
الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية الترغيب مع ايران، وتحرص على ابعاد دول الخليج والدولة العبرية عن مفاوضات الحل. السعودية تريد الان تبريد الجبهات لكي تكون قادرة على الجلوس على طاولة الملف النووي وبعض كبار جنرالات اسرائيل يقولون ان وقف برنامج التسلح النووي اهم من الصواريخ والاذرع.
الان نقترب من تبريد البركان الجيواستراتيجي في لبنان الذي بدأ مع سياسة الضغط الاقصى التي ادارتها ادارة الرئيس ترامب.
لنلاحظ فقط ان ذلك شئ والمستنقع الاقتصادي الذي يغرق فيه لبنان شئ اخر.