في تحليل صدر بالأمس عن مؤسسة جيوبوليتيكال فيوتشرز التي تعنى بالدراسات والآراء الاستراتيجية في مجالات الدبلوماسية والأمن والحرب وصراع الامم، والتي يرأسها المفكر “جورج فريدمان” الذي أسس قبلذاك مؤسسة”ستراتفور” الشهيرة المقربة من دوائر الاستخبارات، إعتبرت فيه أن التحالف العربي السني الإسرائيلي ضد إيران ، والذي بدأ تشكيله العام الماضي ، يجمع المزيد من الضغط على الجمهورية الإسلامية الايرانية. لكن التحالف يحتاج إلى دعم الولايات المتحدة إذا كان يرغب بالوصول إلى إمكاناته الكاملة وأهدافه المنشودة. يجري ذلك في الوقت الذي تقوم الإدارة الجديدة في واشنطن بمراجعة الاتفاق النووي الإيراني ، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب من جانب واحد في عام 2018.
واضافت المؤسسة أن هناك إلحاح متزايد وراء جهود إدارة بايدن لاستعادة الصفقة بعد أن قال وزير الخارجية أنطوني بلينكين للصحافة إنه لم يعد أمامنا سوى ” أسابيع ” قبل أن يكون لدى النظام ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج سلاح نووي. وقالت واشنطن إنها تريد العودة إلى الاتفاق النووي لكن طهران يجب أن تفي أولا بشروط معينة. وهذا ما يبدو غير مرجح حتى الآن.
في السياق عينه ، كشفت المؤسسة انه من المقرر أن يزور رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية ، الموساد ، يوسي كوهين ، واشنطن هذا الشهر لمناقشة الوضع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومرشح بايدن لرئاسة وكالة المخابرات المركزية ، وليام بيرنز.
واضافت أنه في الأسبوع الماضي ، التقى رئيس الأركان الإسرائيلي بقادة القيادة المركزية الأمريكية وحذر من أن إسرائيل تعد خطط عملية للتعامل مع برنامج التخصيب النووي الإيراني. من جهتمها، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن إختبار ناجح لنظام الدفاع الجوي القبة الحديدية المحدث. في المقابل ، أنشأت إيران قوة دفاع جوي جديدة ومركز عمليات في قاعدة الدفاع الجوي خاتم الأنبياء في شمال غرب إيران. كما ذكرت أن طهران سلمت 56 صاروخ أرض – أرض قصير ومتوسط المدى إلى قوات حزب الله العراقي المتمركزة في دير الزور في سوريا.
وخلصت المؤسسة إلى ان امتلاك إيران لسلاح نووي سيكون بمثابة خط أحمر بالنسبة لإسرائيل. ومع ذلك ، فإن محاولة وقف إيران ستستلزم عملية شديدة الخطورة – حتى لو كانت الولايات المتحدة على متنها. مهما كان الأمر ، فإنها تحتاج إلى أن تكون الولايات المتحدة على نفس موجة إسرائيل.
لكن يبقى السؤال : لماذا أتى هذا الإعلان ورسميا على لسان بلينكن ؟ هل في ذلك مصلحة للولايات المتحدة أم لإيران نفسها أم لحلفاء واشنطن في المنطقة ؟ أولا يحمل هذا الاعلان في طياته عودة الحنكة والدهاء السياسي باكرا إلى منصات السياسة الخارجية الأميركية لتكون مؤشر عما ستكون عليه هذه السياسة مع حلفائها في المنطقة من جهة ( بمن فيهم إسرائيل ) ومع إيران من جهة ؟ وبالطبع دفعا إما نحو تسريع وتيرة العودة وإما إطالة العودة الى الاتفاق النووي وكل خيار من هذه الخيارات ستظهر مؤشراته على لسان بلينكن نفسه خلال الأسابيع القليلة نفسها التي أشار إليها .