المقاومة في لبنان تراكم بالنقاط..جبهة الأردن و”معركة مصافي النفط” تفتتح الردّ الإيراني | كتب د. عماد رزق
طريق البصرة- حيفا تفتتحها إيران بدخولها المعركة شريك أصيل، بعدما استمرت الولايات المتحدة في استدراجها منذ محادثات مدريد للسلام في الشرق الأوسط. هي معركة تخوضها قوى المقاومة بالنقاط وتراكم عليها الجمهورية الاسلامية في إيران، لبناء توازن قوى قبل العام 2025.
الأكيد أن الدول الاقليمية العربية المحيطة بالجمهورية الإسلامية في إيران خارج الاشتباك “الاسرائيلي” – الإيراني. وهكذا اختار الرئيس اردوغان انتهاء الانتخابات البلدية والتغيير الحاصل في المزاج العام لمصلحة البعد القومي، طلب من الولايات المتحدة عدم استخدام المجال الجوي التركي لاستهداف إيران، هذا البعد الآذري المستجد ربما سينعكس توازن جديد في دول آسيا الوسطى، وكذلك في توزانات بحر قزوين والبحر الأسود المقبلة.
*الأكيد ان محور البصرة – حيفا يمر بالأردن، وهكذا تمر طريق الهند عبر الإمارات العربية وصولاً الى أوروبا. هي معركة محاور مالية واقتصادية بأبعاد استراتيجية تخوضها الولايات المتحدة الاميركية لبناء شرق أوسط متكامل من الصحراء الغربية في المغرب الى هضبة إيران وحدود باكستان شرقاً وجيبوتي جنوباً، هي المنطقة الاميركية الوسطى ولبنان وسطها*.
ومع وصول قائد المنطقة الاميركية الوسطى الجنرال كوريلا وتمديد إقامته في “تل ابيب”، مؤشر اضافي ان تضارب المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة و”اسرائيل” ينتهي عند اولوية المصالح الأميركية. ورغم النفوذ المالي والانتخابي والاعلامي داخل المجتمع الاميركي، *فاللوبي اليهودي لم يعُد مؤثراً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وبخاصة مع تنظيم حملة من مجموعة مكونة من 25 منظمة تقدمية تحالفاً لمواجهة نشاط منظمة “ايباك”*.
امام الواقع الجديد انتخابياً وداخلياً في الولايات المتحدة، تتحرك “اسرائيل” لتسجيل نقاط قوة، توازن الفشل الميداني، وتدفع المواجهة الى مستويات “حرب اقليمية”، في ظل تجذر حركة حماس في المجتمع الغزاوي وداخل بنيتها التحتية ( اجتماعياً وعسكرياً)، هذا التوجه داخل المجتمع الفلسطيني شكل الرافعة لثبات التوجه المقاوم في مناطق الضفة الغربية، وهو الامتداد الطبيعي للعمق الأردني، حيث شكلت التحركات الشعبية ضد السفارة “الاسرائيلية” في عمان، حجر الأساس، لإعلان المقاومة العراقية حضورها في الأردن، للتوسع رؤية ترابط الساحات بحضور المقاومة الإسلامية في الأردن مع انتظار الرد الإيراني.
واذا كانت جبهة لبنان وسوريا، والتلاحم بين مزارع شبعا والجولان المحتل عنوان الإسناد في الأشهر الـ6 الماضية، فإن *دخول جبهة الأردن سيكون عنوانا للمرحلة المقبلة، مع تدحرج الرد الإيراني، وطبيعة دخوله شريك أصيل في معركة مؤجلة اختارها العدو الاسرائيلي مع إعلانه الحرب على سورية والعراق ولبنان*.
منذ 10 نيسان والانتظار سيد الموقف في الكيان “الاسرائيلي”، بعد ان اختتم عملياته على إيران بإستهداف القنصلية في دمشق. واذا كانت الجمهورية الاسلامية في إيران تستمتع برؤية “اسرائيل”، وكذلك الولايات المتحدة والحلفاء مرهقون من الانتظار وتحرق اعصابهم وتستنزف اعمالهم، *كأن ايران بدأت ردها بحرب نفسية- اعلامية مركبة*، تستكمل فتح الممرات الجوية وضرب منشآت التجسس والتشويش والمراقبة “الاسرائيلية” في قواعد مزارع شبعا والجولان السوري المحتل، والتي نفذتها على مدى اشهر المقاومة في لبنان والمقاومة في العراق، وجنوباً البحر الأحمر من باب المندب، وصولاً إلى ايلات مسرح للعمليات العسكرية والأمنية، وكأن البحر الأحمر وميناء بورسودان سيشكلان عنوان الرد المقبل، ليفتتح معركة الغاز والنفط.
معركة مصافي الغاز والنفط خيار الردع المقبل وعقاب “اسرائيل” المقبل، من مجمع المصافي في اسدود والمرتبط بخط انابيب ( ايلات – عسقلان)، الى مجمع المصافي في حيفا، حيث تبلغ القدرة التكريرية حوالي 25 الف طن من النفط يومياً بالاضافة الى الميناء والمنشآت النفطية والخط الشمالي، الذي ينقل الميثانول والمواد البتروكيمائية الى مستدعات تخزين الامونيا والايثيلين، الى الخزانات (41) التي تقع في منطقة كيريات حاييم. وقد استهدفت المقاومة في لبنان العام 2006 المجمع، لكن العدو لم يفصح عن طبيعة وحجم الخسائر، فكانت النقطة الاولى في معركة تراكم فيها المقاومة وإيران النقاط.