الكاتب السياسي مجدي منصور يكتب عن حل الأزمة وليس إداراتها
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
في اعتقادي أن محاولات «إدارة» الأزمة في مصر «بالتلفيق» لن «تنتج» سوى مزيداً من «الاحتقان» وتعجل بحالة «الانفجار» الذي يخشاه الجميع.وهناك نظرية في علم إدارة الأزمات تقول أنه: «إذا لم تجد الأزمات إدارة تخطط وتنظم لحلها، (لحلها وليس لإداراتها) فإنها سوف تجد لنفسها حلاً بغير تخطيط وبغير تنظيم تنكسر بها عقدها المستعصية».
إن الاتجاه نحو «حل» الأزمة وليس «إدارة» الأزمة هو الأصوب. مهماً كان صعباً، لكن شرط الحل في اعتقادي. يتطلب إعادة «تمحور توجهات» النظام الاستراتيجية.
يتطلب التفرقة بي «الأجل» و«العاجل».
يتطلب فهم أن قاعدة النظام تستند على قائمين(الشرعية) و (المشروعية)، وأنه إذا اهترت الشرعية اختلت على الفور المشروعية.
يتطلب جعل مطلب تحقيق «السلام الاجتماعي» في الوطن أهم أهداف النظام.
مع العلم إن السلام الاجتماعي للدول مطلب مركب، وهو مشروط بشرعية السلطة، ومشروط بمشروعية الثروة، ومشروط بحقوق المواطنة، ومشروط بإحساس المساواة بين الناس وإن تفاوتت الكفاءات أو حتى الحظوظ، ومشروط بغير ذلك كثير. يتطلب تخفيف استفزازات الحكومة والنظام للمواطن عن طريق الحد من تصريحاتهم وأفعالهم الغريبة أحياناً والعجيبة أحياناً أخرى والمريبة معظم الأحيان.
يتطلب جعل الأرقام الاقتصادية في خدمة الناس وليس الناس في خدمة الأرقام الاقتصادية.
يتطلب فهم أن الدولة مؤسسة رعاية وليست سلطة جباية. والتاريخ يقول لنا: أن الرئيس “السادات” في أواخر أيامه عندما أراد «إدارة» أزمة الاحتقان الوطني الناجمة عن سوء الاحوال السياسية وتفشى الفساد وتدهور الواقع الاقتصادي والاجتماعي «ببطش» أدوات السلطة فكانت مقولته الشهير:
«أنا هواجه وهحاسب الكل»
وقام بعدها بحملة الاعتقالات الكبرى لكل الفئات في المجتمع المصري في سبتمبر١٩٨١.
وبعدها وقعت حادثة اغتياله في (المنصة) أكتوبر١٩٨١، والتي قضت على
السادات ذاته باغتياله وسط جيشه (كما كان يطلق عليه)، ولعل المفارقة
المضحكة أن خالد الاسلامبولى قاتله كان ضابطًا ذا توجه (إسلامي) كان يحمل في يديه وقت الاغتيال رشاشًا روسيًا ومسدسًا أمريكيًا وكان المعنى بليغا.ً
والرئيس “مبارك” في أواخر أيامه أيضاً عندما أراد «إدارة» نفس الأزمة، «الاحتقان الوطني» نتيجة نفس الأسباب السابقة. ولكن هذه المرة باستخدام أسلوب «التسفيه» و«الإنكار» عوضاً عن أسلوب «البطش و«الاجبار»، فكانت قولته المشهورة:
«خليهم يتسلوا»!!
فكان الانفجار بعدها أكبر رد عملي عليه وعلى أسلوب ادارته الفاشلة بقيام ثورة يناير ٢٠١١.الزعيم جمال عبد الناصر وقال قولته المشهورة: «الشعب يريد وأنا معه». وكانا ذلك مثالين قريبين على انتهاج أسلوب إدارة الأزمة وليس حلها. ويوماً من الأيام بعد مظاهرات ١٠،٩ يونيو ١٩٦٧ خرج
أي أنه ماضٍ في طريق تحقيق «رغبات الشعب» التي نادى بها حتى ولو كانت تلك الطلبات والرغبات تتعارض مع مفهومه ورؤيته هو كحاكم وزعيم ، وكانت مطالب الشعب تتلخص في جملة «التغيير» ، فكان بعدها (انهاء بؤر مراكز القوة)، و (التمسك بمفهوم سيادة القانون)، و(فتح المجال العام لحوار مفتوح دون قيد)، وغيرها.الأزمة وليس إدارتها؟ هل يطلق النظام اليوم من جديد شعار الشعب يريد وأنا معه؟ بالطبع «أتمنى» ، وإن كنت «أشك»!! وكان ذلك مثالاً قريباً على انتهاج منهج حل الأزمة. ويثور السؤال: هل يفعلها النظام اليوم ويطبق نهج حل