صحة عامة

هذه الحرب لم تنتهي وعلينا أن نتعلم الدرس | ادهم السيّد

للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

منذ اربع سنوات كنت أنوي دراسة العلوم العسكرية. لذا بحثت عن جامعة تدرس هكذا اختصاص. ولكن لم أجد ما أريد. لذا اعتمدت طريق التعلم الذاتي عبر النت.
واحدة من الدروس تتحدث عن أهمية التقييم بعد كل معركة. وخلاصة الدرس، انك إن فزت بمعركة ولم تجري تقييم شامل لها، فإحتمال فوزك بالحرب سينخفض. أما إن خسرت معركة وقيمتها بشكل جيد، فإمكانية فوزك بالحرب ستكون مرتفعة.

لنعود إلى ووهان، لقد انهت ووهان الجولة الأولى من حربها الشرسة ضد الفيروس، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها. كما أن كل المستشفيات المستحدثة في المدينة والمتخصصة بعلاج كوفيد-19 تم إغلاقها. ولم يبقى في المستشفى سوى 129 مصاب بالفيروس.
إلا أن الحرب لم تنتهي، ومن أجل الفوز الكامل، بدأت عمليات المراجعة والتقييم. وهذه ليست التجربة الأولى للصين. مثلا، بعد السيطرة على فيروس سارس سنة 2003، وضعت الصين خطط مبنية على تلك التجربة من أجل مواجهة أي حالة مماثلة في المستقبل. وكان من ضمن هذه الخطط، ما تم تنفيذه فعلا في ووهان خلال انتشار هذا الوباء، واعني بذلك المستشفى عدد 2 الذين تم بنائهما خلال 10 ايام فقط. حيث أن كل المخططات لهذه المستشفيات كانت جاهزة منذ 2003، وهذا جزأ من العقيدة التي اتكلم عنها، التقييم من أجل النصر الكامل.
من ضمن عمليات المراجعة والتقييم التي تحصل في ووهان إعادة تدقيق كل الأرقام التي تم تسجيلها خلال الاربع اشهر الماضية، وخاصة في الفترة الاولى، حيث كانت وسائل الفحص ضعيفة وقليلة(هذا ما حصل في الولايات المتحدة، حيث صرح المتحدث باسم CDC في شباط أمام الكونغرس أنه بعد توفر فحص كورونا تم تشخيص العديد من الوفيات على أنها جراء فيروس كورونا بعد أن كان يعتقد أنها بسبب الانفلونزا)، وكذلك القدرة الاستيعابية للمستشفيات محدودة جدا، بالمقابل كان عدد المصابين على أساس يومي كبير جدا مقارنة مع إمكانات الفرق الطبية(نتحدث عن كل الفترة قبل شباط 2020) مما يعني أنه من الممكن أن يكون هناك وفيات أو إصابات لم يتم تسجيلها، خاصة تلك التي توفي أصحابها في المنزل دون الذهاب الى المستشفى. وهذا الامر مهم جدا من أجل فهم الفيروس أكثر وكذلك من أجل معرفة مصدر الفيروس.
بناء عليه، تم إعادة تدقيق اسباب الوفاة لكل الوفيات بين فترة كانون اول ٢٠١٩ و نيسان ٢٠٢٠، وتم اعتماد عدد من المعايير التي قد تشير إلى سبب الوفاة الحقيقي خاصة أن كان بسبب كوفيد-19 ام لا، مثل هل كان هناك مصابين في نفس منزل المتوفي، أو أن كانت قد ظهرت عليه عوارض شبيهة بعوارض كورونا…
نتيجة لهذا التدقيق ( بدأ من اسبوع تقريبا، واعتقد انه مستمر) تبين انه هناك ١٢٩٠ حالة وفاة بسبب كورونا لم تكن مسجلة. وكذلك، تم شطب عدد من حالات الإصابة والوفيات المتكررة (اي اسم نفس الشخص وارد مرتين). أما حالات الإصابة المأكدة فلم تتغير بشكل كبير(325)، خاصة وانه تم تدقيقها خلال فترة التصدي للفيروس (بين ١٢ شبا و ١٥ شباط)، مثلا يوم ١٢ شباط وبعد زيادة وتطوير أساليب الفحص سجل حوالي ١٥ الف اصابة على أساس يومي في ووهان.

هذه الحرب لم تنتهي، ان كان مع هذا الفيروس او إحتمال ظهور فيروس جديد في المستقبل وهذا قائم بشكل دائم، خاصة وأن الفيروسات موجودة منذ الأزل. لذا، يجب أن نتعلم الدروس من هذه المعركة ونتحضر للمعركة القادمة.

للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

أدهم السيد، أستاذ مساعد وباحث في مركز أبحاث الحزام والطريق

استاذ مساعد وباحث في مركز أبحاث الحزام والطريق، جامعة زيجيانغ للعلوم الصناعية والتجارية، الصين. ذاع صيت أدهم السيد خلال جائحة كورونا حيث قام بتغطية مفاعيل الجائحة مباشرة من ووهان عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحضوره في تلك الفترة على الفضائيات العربية والدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى