الاحدثفلسطين

قطف الزيتون في فلسطين الحبيبة | بقلم د. رنا منصور

في أواخر شهر تشرين الأول من كل عام يقطف الفلسطينيّون الزيتون من أراضيهم لتحسين وضعهم الاقتصادي ولعلاقتهم الأبدية بالأرض ولحقهم بملكية أرضهم خصوصاً أنّ أكثريّة أراضيهم هي محتلّة من قِبل العدو الصهيونيّ. ففي موسم الزيتون السنويّ تتجمّع العائلات الفلسطينيّة وتتعاون على قطف ثمار ما رزقها الله في أراضيها المقدّسة.

وكما ذكر في القرآن الكريم في سورة التين: “والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين”. آية كريمة تُطبق كل سنة من قِبل العائلات الفلسطينيّة لتحريك وضعها الاقتصاديّ ولارتباطها بعضها ببعض.

وكما كل سنة وكعادته يُحاول العدو الصهيونيّ استهداف هذه العائلات بممارسته العدوانيّة عليها وعلى أرضها عبر كسر أغصان الأشجار أو مصادرتها. وهذا العدو لم يكتفِ بسرقة أراضي الفلسطينيّن بل تخطّى ذلك لسرقة رزق هذه الأراضي.

فلولا احتلال الأراضي الفلسطينيّة من قِبل العدو الصهيونيّ لكانت الملايين من أشجار الزيتون موجودة في فلسطين لأنّها أرض مقدّسة.

لكن اليوم وبعد إحتلال العدو لأكثريّة الأراضي الفلسطينيّة، لا يكاد عدد أشجار الزيتون يتجاوز الثمانية مليون شجرة بمحصول يساهم بـ15% من الإنتاج الزراعيّ في فلسطين. ويُقدّر المستفيدون من أشجار الزيتون بثمانين ألف عائلة فلسطينيّة كمصدر أساسيّ للإكتفاء الذاتيّ من الزيت والزيتون لهذا الشعب الفلسطينيّ المعطاء والمناضل. لكن رغم ذلك يحاول العدو الصهيونيّ بكافة الطرق عبر المستوطنين أو عبر أجهزتهم تخويف المزارعين وتخريب أراضيهم عندما يذهبون لقطف ما وهبهم الله من ثمرة مقدّسة. فالعدو يحاول بشتّى الطرق الإستيلاء على الأراضي الفلسطينيّة ومحاربة المزارع الفلسطينيّ بكافة الذرائع الأمنيّة لتنتهي السيطرة على هذه الأراضي التي تنتج لهم الزيتون وخصوصاً في الضفة الغربيّة حيث عشرات الآلاف من الدونمات المزروعة زيتون تقع خلف جدار الضم العنصريّ، وحيث يُمنع أصحاب الأراضي من زيارتها إلّا ضمن تصاريح خاصة صادرة عن العدو الصهيونيّ بعد أن يكون هذا الأخير قد أنهكهم وسرق محاصيلهم.

وأخيراً، لا بُدّ من مناشدة الأمم المتّحدة والجمعيات التي تُعنى بحقوق الإنسان في العالم أن تنقذ المزارع الفلسطينيّ من هؤلاء الصهاينة الذين سرقوا الأرض وما عليها.

د. رنا هاني منصور

د. رنا هاني منصور دكتوراه في العلوم الاقتصادية- بنوك وتمويل أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال- الفرع الأول أمينة سر جمعية الخبراء الماليين عضو في اللجنة العلمية للجمعية اللبنانية لتقدم العلوم عضو في اللجنة الإستشارية لمجلة جويدي للإبتكار والتنمية والإستثمار لها أكثر من 150 مقال في العديد من المواضيع المالية، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى