الاحدثدولي

تسابق رؤوساء العالم على منطقة الشرق الأوسط | بقلم د. رنا منصور

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

يبدو أنّ وجود الرئيس بايدن في منطقة الشرق الأوسط هو بهدف الرهان على تغيّير استراتيجي تاريخيّ كبير على مستوى علاقات واشنطن بقوة شرق أوسطيّة يجعل الجميع تحت سلطة الولايات المتّحدة الأميركيّة. فهو يطلب من أكثريّة حكام المنطقة فتح علاقات أكثر قوة وخصوصًا على المستوى الاقتصاديّ، لأنّه يعتبر أنّ الحرب الأوكرانيّة كانت مُكلفة جدًا بالنسبة إلى أوروبا التي يحاول بايدن إرضاءها عبر طلب ذلك ممّن رزقهم الله النفط والغاز في أراضيهم وأكثريتهم في المنطقة العربيّة. كما يريد أيضًا التمهيد لتطبيع كامل وربما تحالف جديد أكثر وضوحًا من الماضي.

يعتبر الرئيس بايدن أنّ زيارته للمنطقة يجب أن تكون تاريخيّة ومُنتجة بشكل كبير لتحصين وضعه في الداخل ولتحصين علاقته أكثر مع أوروبا، كونه يريد هو ومن معه أن يكونوا الأقوى في العالم. وكما ترامب يهدف بايدن أن يكون نيكسون الحادي والعشرين. وهو يريد أيضًا أن يُغيّر وجه جزء من العالم عبر فتح عهد جديد مع كلّ حكام المنطقة. وأنا من المعتقدين أنّ بايدن سيُناقش بالتأكيد وضع الساحة اللبنانيّة مع القيّمين وسيحاول أن يتفاهم على تسوية معيّنة بالنسبة للبنان وإنتخابات رئاسيّة جديدة ولو لدقائق معدودة مع من سيلتقيهم في الخليج العربيّ. وهو يعتقد أنّه أمام مرحلة قد تكون مختلفة عن المراحل السابقة وأنّ انهيار لبنان وحلفائه في المنطقة لن يصب لمصلحتهم في حال لا سمح الله حصل ذلك. من هنا يبدو أنّ انتخابات رئاسة الجمهورية ستحصل عبر تفاهم إقليميّ دوليّ، لكن بايدن نسي أنّ بوتين سيزور طهران في الأسبوع المقبل لمناقشة الأوضاع الإقليميّة والدوليّة. لذلك لن تكون زيارة بايدن موفّقة ولن يكون هو القطب الأحادي لحكم العالم لأنّ هناك قوة رئيسيّة أظهرها بوتين وهي واضحة من خلال الحرب الروسيّة الأوكرانيّة والضائقة الاقتصاديّة التي ستعيشها أوروبا في الخريف والشتاء المقبلين.

لا يمكن للرئيس الأميركيّ بايدن أن يعتقد أنّه الحاكم الأول في العالم لأنّ هناك معارضة تتوسّع في مواجهة الولايات المتّحدة الأميركيّة برئاسة الرئيس بوتين وهي واضحة للأعين. فبالتأكيد إنّ طريق بايدن مزروعة بالعوائق خصوصًا أنّ الرأي العالميّ ما عاد يستسيغ فكرة أن يكون الرئيس الأميركيّ هو الحاكم الأوحد في العالم. لذلك إنّ معركة السيطرة على النفط في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في لبنان ستكون قاسية جدًا لأنّ لبنان يريد حقه من النفط والغاز وأنّ المقاومة ستحميه وترفض أي سرقة لهذا الحق.

د. رنا هاني منصور

د. رنا هاني منصور دكتوراه في العلوم الاقتصادية- بنوك وتمويل أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال- الفرع الأول أمينة سر جمعية الخبراء الماليين عضو في اللجنة العلمية للجمعية اللبنانية لتقدم العلوم عضو في اللجنة الإستشارية لمجلة جويدي للإبتكار والتنمية والإستثمار لها أكثر من 150 مقال في العديد من المواضيع المالية، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى