يبرز مما ورد من وثائق ويكيليكس التي كشفت البرقيات الصادرة عن السفارة الاميركية في بيروت بخصوص الناشط المغدور لقمان سليم ونشاطاته وفي احداها ان سليم لا يعد من المعتدلين الشيعة في ارائه بشأن حزب الله بل هو من الصقور الذين يرون ان الحزب قوة تتحكم فيها سوريا وايران “. وفي برقية اخرى اشارة الى ان سليم ابدى رغبة بالتعاون مع الاسرائيليين “. كما تشير برقية اخرى الى دور زوجته مونيكا بورغمان بمد الدبلوماسيين بمشاهداتها من منطقة الضاحية الجنوبية حيث تعيش.
هذا الكلام صحيح الى درجة ان سليم لم ينفه يوما” وهو جاهر دوما” بعلاقته بالاميركيين والاوروبيين ضمن ما اسماه حاجة لبنان لدعم دولي من اجل التخلص من حزب الله ولو كان هذا الدعم له اضرار جانبية (والارجح انه يكان يقصد هنا التدخل العسكري). اما بخصوص علاقته بالاسرائيلين فهي واقعة لا تخرج عن الرغبة حيث لا يثبت في اي مراسلة او واقعة انه اتصل بالاسرائيليين، كما انها لا تصل الى مستوى تصريحات ادلى بها اكثر من طرف سياسي في لبنان التي وصلت الى حد الحديث عن حاجة اسرائيل لضمان حق الحماية ولا بالطبع الى واقعة اجتماع شخصيات وقوى لبنانية مع الاسرائيلين.
ولكن في حال كان ذلك صحيحا” بما يعني ارتكاب فعل الخيانة العظمى فلماذا ترك سليم حرا” طليقا” في لبنان؟ ولماذا لم يستجوب امام قضاة التحقيق او اجهزة الامن؟ ولماذا لم يتم الادعاء عليه باي من هذه الجرائم السياسية؟
ان عدم حصول ذلك يعني اما ان المغدور لا تنطبق عليه هذه الافعال وان استعمال ويكيليكس بات نوع من اتهامات الدليفري الذي لا يتم بصورة رسمية بل عبر الجيوش الالكترونية او من يسميهم الوزير السابق وئام وهاب بالذباب الالكتروني، واما ان فتح ملف ويكيليكس كاملا” فيه من الاحراج اكثر ما فيه من المنافع الفرعية.
لا احد يعلم حتى اليوم ما هي حقيقة ويكيليكس وانها قد تكون سيف ذو حدود كثيرة، وربما تطال يوما” اولئك الذين يفرحون باستخدامها. للعلم سربت ويكيليكس مؤخرا” منشورا” يلقي الشكوك عن علاقة حزب الله بانفجار المرفأ.
هل يصح ما علق به الكاتب السياسي اسعد ابو خليل عام 2011 في جريدة الاخبار من ان هناك منطق يسمح بالصفح عن أنطوان لحد في حال انضمامه إلى فريق 8 آذار؟
فضائح ويكيليكس تطايرت شظاياها التي لم توفر اي فريق ضمن الطبقة السياسية ان بالجملة او بالمفرق وبعض هؤلاء حلفاء دائمين او موسميين لحزب الله وربما لهذا السبب لا يتم تناول هذه الوثائق رسميا” بل عبر الجيوش الالكترونية…وغب الطلب.