الرئيس المكلف سعد الحريري في موقف لا يحسد عليه غداً. كلمة متلفزة فرضتها ظروف الجائجة وحسن حظ دولته كي لا يتعكر مزاجه بمقارنة الحشود التي لن تعود إلى سابق عهدها. دولة الرئيس أخذ من الشعبية ما لم يأخذه غيره في الطائفة التي اعتادت تعدد المنابر وتعدد الرجالات والقادة. حتى والده الشهيد الذي كان مزخماً بكل الظروف والإمكانات الشخصية والأبواب المفتوحة والخدمات السخية لم يأخذ الشعبية التي حازها ولده في يوم.
سعد سعد سعد، عاصفة اخذت أبناء الطائفة بكافة تلاوينهم وعناوينهم وكثير من اللبنانيين. محبة استثنائية لشاب وسيم متبسم يقع في المنتصف بين روح الشباب ورجال الطائفة.
سيقف مخاطباً اناساً لم يعد لهم فيه امل سوف “فش خلقهم” بجبران باسيل وعمه رئيس الجمهورية. يعرف هؤلاء أن استمراره في السياسة اليوم ووصوله كرئيس مكلف هو بتسوية، لا يحب ذكرها هو مع حزب الله، ولكن يجهر بها الأخير “انت الخيار المفضل”.
لا يستطيع مهاجمة أحد في الداخل، لا جعجع ولا جنبلاط ولا الثنائي ولا طبعاً فرنجية.
حتى قرار المحكمة الدولية فهو غير قادر على الاستفاضة في تداعياته.
ولا يستطيع مهاجمة أحد في الخارج سوى كلام نمطي عن التعاطف مع دول الخليج العربي في وجه الطموحات التوسعية الإيرانية وسوى تعاطف رمزي مع الشعب السوري مع كلام محسوب عن النظام السوري الذي تسعى دول الخليج لمد الجسور معه اليوم.
يبقى اهل السياسة بمن فيهم الحريري في واد والناس في واد آخر ، واد ليس من الصعب علينا تلمس ملامحه من مضامين كلمته ومن فعاليتها ضمن صفوف جمهوره المتضعضع اصلا . لتبقى مقارية ورويّة الحريري الراحل هي الذكرى الكبرى الواجب الاحتفال بها كل يوم من ايام السنة.
مسكينة هذه الذكرى وبالتوفيق لصاحب الاطلالة الذي منّ الله عليه بجبران باسيل تعويضا” عن خطاب مفقود.
اقرأ ايضا”