الموت يلاحق اللبناني “والعدو” يقتل على جبهات متعددة.. | كتب د. عماد رزق
حرب "رؤوس الأموال" مستمرّة لكسب الساحات
ان تقصف “اسرائيل” خلال اكثر من 180 يوما قذائف فوسفورية وان تحرق الاشجار المثمرة والغابات المعمرة وتستخدم الصواريخ والقذائف المخصبة، فإن حربها على لبنان تبقى بالشكل عسكرية، والاهم انها تشن العدوان على البيئة وعلى صحة كل انسان في لبنان.
اصل الكيان اللبناني مهدد، ومع استمرار الاطماع الاسرائيلية تتكاثر وتنمو التكتلات المالية والاحتكارات الاستثمارية، لتتصادم وتتقاتل وتشوه صورة بعضها البعض، والهدف تحقيق الارباح، تكديس الاموال وبناء امبراطوريات توظفها في التوازنات الطائفية والعصبيات المذهبية والاصطفافات الحزبية.
*”منظومة” تستخدم الصدمة والخوف لتحكم وتتحكم* بالرأي العام اللبناني، حتى اذا انتصرت المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي خسرت المعركة. فالوطن مصاب وفي العناية الفائقة، حيث سجل لبنان في آذار 2021 بحسب تقرير نشره المرصد العالمي المنبثق من منظمة الصحة العالمية 28 الف اصابة بمرض السرطان ليحتل لبنان المرتبة الاولى بين دول غرب آسيا في عدد الاصابات قياساً بعدد السكان.
الاكيد ان المعركة التي تستهدف الامن القومي اللبناني يخوضها الشعب اللبناني على محاور مختلفة، من جبهة جنوب لبنان الى جبهة الداخل المتعدد الطبقات، عدو واحد يتلاعب بالاستقرار النفسي والصحي والمعيشي للاجيال. والسلة الغذائية للشعب اللبناني في خطر، والامن الاجتماعي اصبح ورقة تستخدمها جهات لرسم توازنات “اليوم التالي” والاخطر عندما يصبح الابتزاز والخوف والانتهازية عنوان “المعركة في الداخل اللبناني” تدعمها الولايات المتحدة طرفاً في عقوبات تستهدف رؤوس الاموال.
هي حرب على لبنان متعددة الجبهات، من التلوث البيئي وبخاصة ان هواء لبنان يشكل التهديد الاول لصحة وحياة الانسان في لبنان، دواخين المولدات في الشوارع والدواخين تلوث من السيارات الى المصانع وحرق النفايات. فالمواد المسرطنة هي المواد الكيميائية والاشعة فوق البنفسجية والاشعة السينية اضافة الى التلوث البيئي، اما ان يستخدم الرأي العام وسيلة لخوف المواطن بينما تستمر الفوضى والتفلت ويبقى القصاص في ظل حرب رؤوس الاموال لكسب الساحات.
ففي الايام الماضية انشغل الرأي العام اللبناني بمجموعة اخبار وسرديات، لا بل بمحتوى هدفه تشويه وتشويش وتشتيت الرأي العام اللبناني، والمتابع والمدقق يفهم كيف تعمل عقارب الساعة. ففي حزيران من العام 2019 انشغل الرأي العام اللبناني بدخول شحنة ارز هندي مسرطن ومشبع بالمبيدات، ليعود اليوم آذار 2024 الحديث عن دخول “الارز المسرطن” و”القمح العفن” الى الاسواق اللبنانية، لتظهر نتائج التحاليل المخبرية عدم تطابق بين النتائج والشائعات، حيث يعتمد لبنان مواصفات في فحوصات بقايا المبيدات مختلف بعض الشيء عن الدستور العالمي للغذاء ومختلف عن المواصفات الاوروبية.
وكذلك جرى في ازمة النفايات قبل اكثر من 5 سنوات، فالطمر يؤدي الى تلوث التربة والمياه الجوفية لتصبح المنتجات الزراعية ملوثة. الى مواد التنظيف والاستحمام والمبيدات الزراعية وحقن الدواجن وتخزين المواد الغذائية. هي ازمة مواصفات وقوانين وتشريعات تعاني منها الادارة والمؤسسات والهيئات الرقابية، تستخدمها رؤوس الاموال لبناء “منظومة” جديدة، حيث تتضارب المصالح ويستمر نزيف موت اللبناني او هجرته او مرضه.
العنوان الاكبر ليوميات المواطن، اصبح حقيقة الخبر والمعلومة، فكيف اذا كانت المعلومات كالسحابة تنتقل افقياً لتضرب وتضرب الهدف، ارباك المجتمع وضبط ايقاعه وابتكار رد فعل يخدم رؤوس اموال تتصارع وتتقاتل على “اليوم التالي”، والمعلومات تشير ان الاسابيع المقبلة تحمل عناوين “اليوم التالي، وفق تدرج ثالوث للانهيار المالي والاقتصادي واليوم، اجتماعي بعنوان” تضارب الصلاحيات، تقاطع المصالح وفوضى التصنيف والتشريعات” في وقت يستمر ارتقاء شهداء في معركة “الدفاع عن كرامة وطن” على حدوده الجنوبية.