حملت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري صباح اليوم الى قصر بعبدا غموضاً، أضيف إلى الغموض الذي لا يزال يرافق عملية التشكيل، ناهيك عن ” العقبات ” التي باتت تؤكد بأن لا تشكيل للحكومة في أي مدى منظور . أما مصدر الغموض فيعود إلى سبب الزيارة ، هذه الزيارة أتت من دون سبب بناء لما خرج به الرئيس الحريري بعد اجتماعه بفخامة رئيس الجمهوريه، من كلام بأن “لا جديد في موضوع التشكيل الحكومي وانا عند موقفي” وهو ما يعني ضمنا أن رئيس الجمهوريه هو أيضا على موقفه.
ومن هنا من المستغرب جدا لماذا صعد الحريري وضمن أي ترتيبات الى قصر بعبدا؟
1- هل صعد لتبريد الاجواء وازاحة القلق الموجود في البلد ؟ لا يبدو ذلك الاحتمال صحيحا لأن خروجه من القصر قد اعاد الاجواء الى شحنها السابق بل اكثر، بالتالي أن يكون سعى الى تبريدها يكون أمر غير وارد والحالة هذه .
2- هل الصعود جاء بناء لضغوطات مارسها عليه الرئيس الفرنسي للقيام بهذه الخطوة ؟ لو كان هذا صحيحا لكان هناك تنازل ما حصل عليه ماكرون من الرئيس عون يسمح بهذا الصعود.
في الواقع هناك احتمالين اخرين:
1- اما أن الرئيس الحريري صعد بعبدا بناء لمسار جديد لتشكيل الحكومه يقوم فيه الطرفان بالقص واللصق “على السكت” بالتزامن مع محافظة كل طرف منهما على مواقفه تجاه جمهوره . فلا يبدو متنازلا عن شيء خلال فتره التفاوض . هل بدأ التفاوض على 22 وزيرا بديلا من 18 أو ال 20 ؟ هل دخلا في لعبة اسماء معقدة تدخل فيها اسماء غير واضحه أنها محسوبة على طرف من الطرفين او تعطي ثلثين معطلين ضمن الحكومة
2- أو ان الحريري قد نقل الى عون “اجواء” تهديد فرنسي بعقوبات إضافية على بيئة رئيس الجمهورية لا يريد الفرنسيون ابلاغها مباشرة؟
ما الذي يمكن ان نستشفه مما قاله الرئيس الحريري وهو يغادر قصر بعبدا ” ؟ الفرصه الذهبيه التي لا يجوز تضييعها” ذهبيه بالنسبة لمن؟ ام هي ذهبيه بالنسبه للطرفين معا ؟ لانه من الواضح ان الطرفين لا يبحثان عن الذهب للبنانيين. الذين طارت اموالهم فيما هذين الطرفين لا يزالان يتفاوضان وكأن لبنان واللبنانيين بألف خير .
مقالات متصلة:
سلسلة “التسوية الملتبسة بين تيارين” (1): زيارة جديدة للتسوية الرئاسية